انطلقت، أمس بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول مستجدات العلوم الفيزيائية والكيميائية والرياضية، حيث يشارك فيه أكثر من 550 باحثا وخبيرا من داخل الوطن وخارجه، في حين شملت الجلسة الصباحية لليوم الأول نقاشا حول فيزياء المواد واستخداماتها.
واحتضنت قاعة المحاضرات 500 مقعد بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة المؤتمر الدولي الأول حول آخر مستجدات العلوم الفيزيائية والكيميائية والرياضية، حيث أشرف مدير الجامعة، البروفيسور أحمد بوراس، على افتتاحه خلال الفترة الصباحية، فيما شهدت الفعالية حضور مدير جامعة جيجل، البروفيسور نور الدين بن علي الشريف، والمدير السابق لجامعة الطارف، وعمداء كليات ورؤساء أقسام ومسؤولي مخابر بحث وغيرهم، إلى جانب الطلبة من أطوار مختلفة.
وأفاد البروفيسور محفوظ جزار، رئيس المؤتمر، في تصريح للنصر، بأن تنظيم الفعالية يأتي في إطار النشاطات العلمية المبرمجة للسنة الجامعية الجارية، مشيرا إلى أن كلية العلوم الدقيقة لجامعة الإخوة منتوري هي المشرفة على المؤتمر. وأكد المتحدث أن مواضيع الجلسات تشمل التطرق إلى آخر المستجدات العلمية في الميادين المذكورة، حيث أوضح أن المؤتمر يعرف مشاركة عشرة محاضرين من الخارج، بالإضافة إلى أربعة محاضرين من داخل الوطن، كما لفت إلى أنه استقبل أكثر من ثمانمئة مداخلة، قبلت منها ستمئة وعشرون مداخلة، بينما أكد خمسمئة وستة وخمسون متدخلا المشاركة.
وأضاف رئيس الملتقى أن المشاركات تتضمن مداخلات ستلقى خلال الجلسات ومداخلات من خلال الملصقات التي يعرض فيها الباحثون آخر مستجدات الأبحاث التي يجرونها في الميادين الثلاثة المذكورة. وأشار المتحدث إلى أن مواضيع المؤتمر تتمحور حول الطاقات المتجددة والهيدروجين الذي يعتبر وسيلة طاقوية، مثلما قال، فضلا عن علم المواد والمواد النانوية، في حين أكد المصدر نفسه أن الإشكاليات المتعلقة بهذه المواضيع واعدة في المجال العلمي، كما أن طلبة الدكتوراه بالجامعة في المجالات المذكورة يبحثون فيها وينشرون مقالات علمية في مجلات مصنفة أ+ وأ في إطار التحضير للدكتوراه. ويضم قسم الفيزياء في الجامعة أكبر عدد من المسجلين في الدكتوراه، مثلما أكده لنا البروفيسور جزار، يليه قسم الكيمياء، ثم قسم الرياضيات، بينما لفت إلى وجود شراكات بين مخابر الأقسام المذكورة مع مخابر من الخارج، كما أوضح أن المحاضرين من الجامعات الأجنبية الذين شاركوا في المؤتمر يعملون بجامعات ومراكز بحث تبرم شراكات مع جامعة الإخوة منتوري، فضلا عن إشارته إلى مناقشة أطروحة دكتوراه "أل أم دي" معدة في الجامعة في إطار دولي مشترك خلال الفترة الأخيرة.
وألقى البروفيسور العلمي بن ضيف من فرنسا المحاضرة الأولى حول مساهمة التحليل الرياضي الذي وضعه العالم جوزيف فورييه في تطوير المواد الوظيفية والمواد النانوية، حيث تطرق فيها إلى عدة جوانب من تحليل الدوال الذي وضعه فورييه، كما تطرق إلى تطبيقات النقاط الكمومية في مجالات تحويل الخلايا الشمسية إلى طاقة كهربائية والبحث في المجال الطبي وشاشات العرض. وتحدث المُحاضر عن مادة الغرافين التي تجسد قفزة علمية كبيرة في مجال علم المواد، إذ أوضح أنها تتميز بسمات نقل الكهرباء بقدرة أكبر من النحاس وصلابة تتجاوز الفولاذ مع خفتها، فضلا عن أنها مانعة لنفاذ المياه، في حين اعتبر بأن هذه المنجزات العلمية جاءت بفضل دراسة عوالم الموجات الكهرومغناطيسية.
أما فقرة النقاش، فقد عرفت تدخلات من عدة باحثين، حيث تساءل أحد الطلبة عن إمكانية تطبيق تحليل فورييه على الموجات الثقالية باعتبارها موجات مركبة، في حين أوضح المحاضر بأن هذا الأمر يظل من المسائل الجدلية في الوقت الحالي. من جهته، تحدث البروفيسور الطاهر سهيلي من قسم الكيمياء بجامعة الإخوة منتوري عن بحث علمي جار، حيث يستهدف معالجة المياه من خلال التحفيز الضوئي، وهو ما يستوجب الاعتماد على مواد تمتص الضوء وتطلق الجذور الحرة من أجل تخفيض التلوث العضوي في المياه، إلا أن المعني أكد أن العمل اعتمد في البداية على أشباه الناقلات، ما أعطى نتائج أفضل من الجزيئات النانوية، في وقت تظل فيه الفعالية ضعيفة.
وذكر المتدخل أن البحث يستهدف الوصول إلى مردودية جيدة من أجل تحرير قدر أكبر من الإلكترونات عبر شريط التوصيل أو شريط التكافؤ، وهو ما لم يتحقق رغم تجربة العديد من المواد، حيث تساءل عن إمكانية إيجاد حل، متحدثا عن إشارة الباحث في مداخلته إلى الوصول لتحويل جميع إلكترونات شريط التكافؤ إلى شريط التوصيل في مادة الغرافين واحتمال تحقيق هذا الأمر على مستوى المركبات النانوية، ما سيسمح برفع مردودية الجذور الحرة التي تهاجم بدورها التلوث العضوي.
ورد المحاضر على السؤال بأن المركبات النانوية القائمة على الغرافين أصبحت متداولة في السنوات العشر الأخيرة، إلا أنه اعتبر بأن الغرافين يتسم بمحدودية في تحقيق الغرض المرجو من المثال المذكور بسبب مقاومته لنفوذية المياه. ويذكر بأن فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول آخر مستجدات العلوم الفيزيائية والرياضية والكيميائية ستتواصل إلى غاية يوم غد، فيما شملت فعاليات اليوم الأول مناقشات حول المداخلات بالملصقات التي عرضها طلبة دكتوراه وباحثون من مخابر جامعية بقسنطينة وجامعات أخرى في بهو قاعة المحاضرات 500 مقعد. سامي .ح