قال المشرفون على المؤسسة الناشئة، الهضاب لصناعة الفحم الخشبي، بأن الهدف الرامي إلى تغطية السوق الوطنية بدأ يتحقق بكفاءة و جودة عالية، بعد سنوات قليلة من بداية العمل في هذا القطاع الاقتصادي الهام، و أن الرؤية المستقبلية الآن، نحو الخارج ببرنامج تصدير طموح مبني على الواقعية، و الجودة و ثقة الزبون.
و حسب، شاركة سفيان، مسير الشركة، التي تتخذ من بلدية عين أرنات بسطيف موقعا لها، فإن صناعة الفحم الخشبي بالجزائر واعدة و لها مستقبل جيد على المستويين الوطني و الخارجي، مؤكدا في تصريح للنصر، في معرض للمنتجات الغابية، نظمته سلطات قالمة يوم الخميس، بأن نشاط الشركة يعرف توسعا سريعا، عبر مختلف ولايات الوطن، و الهدف الآن هو تصدير الفحم الخشبي الجزائري، إلى دول افريقية و آسيوية و أوروبية، حيث تم في هذا الإطار إبرام اتفاقيتين للتصدير مع دولة عربية و أخرى أوروبية، مقدرا الكمية المصدرة حتى الآن بنحو 600 طن، و يتوقع تصدير كمية أخرى مستقبلا تقدر بنحو 725 طن. و قد تم تأسيس الشركة الناشئة الهضاب، لصناعة الفحم الخشبي بكل أنواعه، سنة 2017 بمبادرة من مجموعة من الشباب، راودتهم فكرة تحويل الخشب الميت، إلى مادة الفحم التي تعرف استهلاكا متزايدا داخل الجزائر و خارجها، حيث يستعمل الفحم الخشبي في التدفئة و طهي أشهر الأطباق بالمطاعم العالمية. و تشغل الشركة اليوم ما لا يقل عن 70 عاملا دائما و موسميا، و لها شبكة توزيع وطنية، و مواقع للإنتاج بعدة ولايات، بينها قالمة التي تتوفر على ثروة غابية هامة، تعد مصدرا لإنتاج الفحم الخشبي، حيث حصلت الشركة سنة 2022، على ترخيص من محافظة الغابات، في إطار عملية تنظيف غابات بني صالح الشهيرة، من الخشب المحترق و الميت، و القائم و الساقط على الأرض بعد الحرائق. و من بين أهداف هذه الشركة الفتية، المساهمة في مسعى النهوض بالاقتصاد الوطني، و تموين السوق الوطنية بمادة الفحم، خاصة الولايات الجنوبية، و محاربة التجارة العشوائية بمادة الفحم الخشبي، و توفير مناصب عمل دائمة و موسمية، و تكوين يد عاملة محترفة و متخصصة، في صناعة الفحم و مشتقاته، و المساهمة في تنظيف الغابات، من كل أنواع الخشب المسبب للحرائق. و تعتمد الشركة على تقنية الردم لإنتاج الفحم الخشبي، و تقنية أخرى صناعية حديثة لإنتاج الفحم الخشبي المضغوط، المخصص للطهي، فحم البخور و المعروف بالشيشا. و توجد عدة أنواع من الفحم الخشبي، بينها فحم الزان و فحم الكاليتوس، و فحم الفلين و فحم الضرو، و فحم البرتقال، و فحم اللوز، و فحم الدردار، و فحم السرول، و فحم الزيتون، و هو أجود أنواع الفحمّ، و أغلاها ثمنا، و أكثرها طلبا بالسوق الوطنية و الدولية . و قال مسؤول بمحافظة الغابات بقالمة للنصر، بأن لصناعة الفحم الخشبي بالجزائر مستقبل واعد، و أن تنظيم هذه الصناعة بات أمرا ضروريا، لوضع حد لعصابات الفحم، التي ألحقت أضرارا بالغة بالثروة الغابية الوطنية، مضيفا بأن فرق الغابات و فرق الدرك الوطني، تعمل على حماية هذه الثروة الطبيعية، و التصدي لكل أشكال التعدي الذي يطالها، بما في ذلك شبكات الفحم التي لا تتوانى في عمليات القطع و إنتاج الفحم دون ترخيص، مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به المؤسسة الناشئة الهضاب لتغطية السوق الوطنية، و تنظيمها و اقتحام مجال التصدير.
فريد.غ