كشف محافظ الغابات لولاية الطارف، عبد الوهاب بلاحجي، عن تدعيم الولاية بطائرة درون متطورة «أوراس700» لمكافحة الحرائق، من خلال القيام بطلعات جوية بصفة يومية، لمراقبة الوضعية بالمواقد المشتعلة عبر الفضاءات الغابية، خاصة المناطق السوداء المعروفة بكثافة غطائها النباتي وكثرة نشوب النيران بها وإخطار مركز العمليات من أجل تدخل الفرق المشتركة لإخماد الحرائق وتطويقها في مهدها، لمنع انتشار ألسنتها إلى المساحات الغابية الأخرى، للحد من الخسائر والأضرار التي قد تطال الثروة الغابية.
وأضاف المسؤول في تصريح «للنصر» خلال الاحتفال باليوم الدولي للغابات، نهاية الأسبوع، عن برمجة دورة تكوينية لفائدة الأعوان، لتمكينهم من كيفية استعمال والتحكم في تسيير طائرة درون التي تصنف على أنها «جد متطورة»، من أجل السهر اليومي على متابعة الوضعية المناخية، لاسيما أُثناء فترة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وكذا مراقبة حالة الحرائق بالولاية والتصدي للحرق العمدي للغابات، بالقيام بطلعات جوية للتأكد من الوضعية عن كثب وتبليغ الجهات المعنية في حالة اندلاع النيران، من أجل التدخل السريع لإخمادها وإحكام السيطرة عليها، مع إخطار مصالح الأمن المختصة وأعوان الغابات لملاحقة الأشخاص المتورطين في إضرام النار في الأملاك الغابية الوطنية، من الذين يتم رصدهم عن طريق الصور الملتقطة من طائرة درون الحديثة، علاوة على تعزيز الرقابة على الأملاك الغابية ومكافحة الحرائق بالصور التي يتم التقاطها من الفضاء والمرسلة من الأقمار الصناعية التابعة للوكالة الفضائية الجزائرية، بغرض إعطاء أكثر فعالية وسرعة لفرق التدخل المشتركة للسيطرة على المواقد المشتعلة، مع تخصيص رقم أخضر للتبليغ عن الحرائق والاستعانة بطائرات الجيش والحماية المدنية عند الحاجة.
وأكد المصدر، تدعيم الولاية بأبراج المراقبة لرصد نشوب الحرائق في حينها والتبليغ عنها، من خلال إنجاز 4 أبراج جديدة تضاف إلى 13 برج مراقبة حاليا، ليصل عددها إلى 17 برجا للمراقبة، ما سيسهم في مراقبة الوضعية والتحكم أكثر في الحرائق، إضافة إلى تهيئة 42 نقطة للمياه وإنجاز 26 خزانا مائيا بالمناطق الغابية الحساسة والقريبة من التجمعات السكانية، مع استغلال هذه الخزانات من قبل الساكنة في التزود بالمياه الشروب عند الضرورة، ناهيك عن برمجة تهيئة 250 هكتارا من الخنادق المضادة للنيران وفتح خنادق مضادة للنيران على مساحة 200 هكتار وإنجاز الأشغال الحراجية على مساحة 480 هكتارا وفتح أشرطة وقائية على مساحة 1256 هكتارا وتهيئة المسالك الغابية على طول 52 كلم، في حين تم ضبط برنامج مع القطاعات المعنية، على غرار الأشغال العمومية، الفلاحة، البيئة، السكك الحديدية، لصيانة شبكة الطرقات من الحشائش الجافة وإنجاز الأشرطة الوقائية وصيانة الشبكات التابعة لمجمع سونلغاز والقضاء وإزالة المفارغ العشوائية، تجنبا لأخطار نشوب الحرائق، بعد أن تمت، مؤخرا، المصادقة خلال اجتماع مجلس الولاية، على مخطط مكافحة الحرائق للولاية وتنصيب لجنة ولائية لمتابعة ومراقبة الحرائق يرأسها الوالي، بما فيها إطلاق حملات وقوافل للوقاية والتحسيس من خطر الحرائق.
وأفاد المتحدث، أنه تم اتخاذ كل التدابير للحد من نشوب النيران، من خلال التحضير المبكر لحملة مكافحة الحرائق، بتسخير كل الإمكانيات والوسائل للعملية، بما فيها إشراك وسائل الشركات والمؤسسات العمومية والخاصة في مكافحة الحرائق عند أي طارئ، زيادة على تدعيم الحملة بالأرتال المتحركة التابعة لمصالح الغابات والحماية المدنية، بما فيها طلب دعم أرتال الولايات الأخرى لتعزيز مخطط مكافحة الحرائق، ليبقى الهاجس الذي يؤرق حملات مكافحة الحرائق، هو نقص الموارد البشرية قياسا بشساعة الغطاء الغابي، حيث أن كل عون يقابله ألف هكتار وهو ما تعمل مصالح الغابات على تداركه من خلال مواصلة دعم القطاع بالإمكانيات المادية والبشرية، للسهر على حماية الأملاك الغابية الوطنية من كل الأخطار التي تتهددها وخاصة الحرائق الصيفية .
وأعلن المسؤول عن برمجة عمليات لإعادة تشجير المساحات الغابية المحروقة عبر الولاية، حيث استفاد القطاع برسم برنامج 2025، من برنامج لغرس 2000 هكتار ببلدية شيحاني، موازاة مع تواصل برنامج المخطط الوطني للتشجير 2024/2025 وقد تم لحد الآن، غرس 213 ألف شجيرة على مستوى 24 بلدية، مع القيام بـ91 حملة غرس تطوعية عبر مختلف المؤسسات والهيئات والأحياء السكنية.
نوري.ح
