حطمت مياه الأمطار المتدفقة من وادي بئر الطويل مساء الأربعاء الماضي جزء من سور المقبرة التي بنيت في ثمانينيات القرن الماضي، كما أتت السيول المتدفقة على جزء آخر من المقبرة القديمة المتواجدة هي الأخرى بمحاذاة الوادي و قد وعد رئيس بلدية الشريعة بالتدخل بعد تخصيص غلاف مالي لحماية المقبرة. وقد وصلت المياه المنحدرة من مرتفعات العرعور و الطباقة إلى المقبرة، بعدما تجاوزت السيول الحاجز الترابي الذي وضع لحمايتها و بلغت إلى سورها الذي ألحقت به أضرار كبيرة، و لم تعد تفصل سيول المياه سوى سنتيمترات على القبور التي صارت شواهدها ثابتة من خارج المقبرة.
كما ألحقت المياه أضرارا بالأشجار التي اقتلعت بعضها، و يخشى سكان منطقة بئر الطويل- 9 كلم إلى الشرق من تبسة- أن تبعثر السيول الهياكل العظمية للموتى من آبائهم و أقاربهم مثلما حدث في المقبرة القديمة، بحيث تتراءى للعيان و عند المرور بالمقبرة من بعيد بقايا العظام وأشلاء الموتى بعدما استباحت السيول مرقدهم الأخير.
و ناشد السكان والي تبسة و رئيس بلدية الشريعة من أجل التحرك وأخذ تحذيراتهم مأخذ الجد والعمل على برمجة زيارة للمنطقة للوقوف على حجم المأساة، و من ثمة حماية تلك القبور، واستغرب البعض عدم تحرك السلطات لحماية المقبرتين التي تعود إحداها إلى ما قبل القرن التاسع عشر و تضم رفات أجيال من ساكني المناطق المجاورة، و طالبوا ببرمجة عملية استعجالية في إطار حق الأموات على الأحياء لمقارعة السيول.
و في الوقت ذاته دعا السكان السلطات إلى التحرك لتعديل مجرى مياه الوادي على أمل التقليل من قوته بالقرب من المقبرتين.
من جهته طمأن رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الشريعة ساكني بئر الطويل بأنه سيشرع قريبا في حماية هذه المقبرة من مياه الفيضانات و الأمطار، بعد تخصيص غلاف مالي لهذه العملية، و ستساهم هذه العملية في التقليل من الأخطار المحدقة بالمقبرة.
الجموعي ساكر