قتل المشاركون في حملة للقضاء على الكلاب الضالة بمدينة قسنطينة أكثر من ثلاثين كلبا خلال يومين، فيما تعرضوا ليلة أول أمس للرشق بالحجارة على مستوى حي بيكاسو، كما تقرّر حجز الكلاب المفترسة التي لا يحوز أصحابها على وثائقها، بعد أن أصبح تجوالها في الأوساط الحضرية يمثل تهديدا للمواطنين.
وانطلقت حملة القضاء على الكلاب الضالة التي قررتها البلدية منذ ليلة الأربعاء الماضي، حيث ذكر نائب رئيس البلدية المكلف بالصيانة والنظافة والتطهير والوسائل العامة، كمال بريرش، والمشرف على العملية في اتصال بالنصر، أنها تجري بتعليمات رئيس البلدية ومشاركة مؤسسة “بروبكو” والفيدرالية الولائية للصيادين ومديرية الأمن. ونبه نفس المصدر أنها مست في الليلة الأولى وسط المدينة ومحيط مسجد الأمير عبد القادر وحي “السيلوك” ومحيط المنظر الجميل، وانتهت بالقضاء على تسعة عشر كلبا ضالا، أصبحت تمثل تهديدا على السكان.
وأوضح نفس المصدر أن برنامج العملية سيتسمر عدة أيام، حيث يستهدف قطاعين حضريين في كل ليلة، لكنه نبه أن مجموعة من المراهقين والأطفال قاموا برشق الحجارة على المشاركين في الحملة على مستوى حي بيكاسو حوالي الساعة العاشرة مساء من ليلة الخميس، مضيفا أن الرشق استمر طيلة وقت تواجد المشاركين في الحملة على مستوى الحي، ولكنه لم يؤدّ إلى أي إصابات أو أضرار، باستثناء آثار ضربات طفيفة على الهيكل المعدني لشاحنة وسيارة تابعتين للبلدية. وأشار محدثنا إلى أن الحملة قد مست في نفس الليلة حي سركينة وجبل الوحش، وأسفرت عن القضاء على ثلاثة عشر كلبا.
وعزا المسؤول الرشق الذي تعرضت له الحملة إلى اعتياد السكان على هذه الكلاب الضالة وتطور نوع من الألفة معها، فيما نبه أن العملية برمجت على مستوى حي سيدي مبروك والقماص ليلة أمس الجمعة. وأوضح المنتخب أن مصالح البلدية ستقوم بحجز جميع الكلاب الأليفة التي يربيها الأشخاص، في حال عدم استظهار أصحابها لدفتر التعريف الخاص بها، الذي يوضح فصيلتها وجميع المعلومات الخاصة بها، بالإضافة إلى دفاترها الصحية الخاصة بعمليات التلقيح التي ينبغي أن تستفيد منها، في حين أوضح أنه سيتم قتل الكلاب الأليفة التي تتجول بمفردها دون وجود أصحابها معها.
الكلاب المفترسة تهدّد المواطنين
وتأتي حملة مصالح البلدية للقضاء على الكلاب الضالة في وقت انتشرت فيه الكلاب الأليفة المفترسة في الوسط الحضري، على غرار وسط المدينة الذي أصبحت تتجول فيها مع أصحابها الذين يقصرون في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، على غرار تكميم أفواهها ووضع طوق على رقبتها لكبحها، كما لاحظنا شبانا يتجولون بين مجموعات كبيرة من المارة بأكثر من كلب واحد، وتهاجم هذه الحيوانات المواطنين أحيانا، خصوصا وأن البعض منها غير مدربة بما يكفي وغير معتادة على وجود البشر بأعداد كبيرة بالقرب منها. وأخبرنا أحد المواطنين أن بعض الشباب يربونها في بنايات بوسط المدينة ما يتسبب في إزعاج كبير لجيرانهم.
ولاحظنا في عدة جولات بوسط المدينة مجموعات من الشباب تستعرض الكلاب المفترسة في محاور رئيسية تعرف حركية كبيرة حتى خلال الليل، مثل الرصيف الواسع لشارع عبّان رمضان وشارع مصطفى عوّاطي، كما أن بعضهم يتجمعون بثلاثة كلاب أو أكثر، في حين لاحظنا أيضا كلبا غير مربوط فر من صاحبه وأخذ في الجري بمدخل طريق سطيف بالقرب من سيارات الأجرة التي تنقل إلى المدينة الجديدة علي منجلي حوالي الخامسة والنصف مساء، أي وقت الذروة، ما تسبب في حالة من الهلع، قبل أن يدركه صاحبه ويعيده إلى مكانه. وتحولت بعض النقاط من المدينة أيضا إلى أوكار لتربية الكلاب، مثل البنايات المهجورة بحي السويقة في الجهة الواقعة أسفل جسر سيدي راشد. سامي .ح