قام قاطنون في منطقة قطار العيش بقسنطينة، ببيع أجزاء من سكنات من البناء الجاهز مقابل مبالغ مالية، رغم أن بلدية الخروب كانت قد أصدرت قرارا بهدم 50 منزلا منها على اعتبار أنها مصنوعة من مادة «الأميونت» المسرطنة، و ذلك قصد إعادة بنائها بالاسمنت المسلح.
وعلمت النصر من سكان يقطنون بقرية قطار العيش، أن عددا من أصحاب شاليهات الأميونت يبيعونها جاهزة، فيما يقوم البعض ببيع صفائح مشكلة للجدران، و قد تنقلت النصر إلى المكان خلال هذا الأسبوع و تقمصت دور الشاري، حيث اتصلنا بأحد الراغبين في بيع البناية الجاهزة، بعد أن توسط لنا أحد سكان الحي، ولكن المعني كان يتواجد خارج القرية وضرب لنا موعدا في المساء، لكننا استفسرنا منه عن ثمن «الشالي» و رد علينا بأنه يطلب مبلغ 20 مليون سنتيم، وعند مطالبتنا بتخفيض المبلغ ذكر بأنه يوجد جيران له يبيعون أجزاء من الأكواخ حسب الحاجة، وتتمثل في صفائح محشوة بـ «الأميونت» تباع بحوالي 2000 دج للصفيحة الواحدة.
وأكد سكان بالمنطقة، أن أصحاب الشاليهات المعنيين يقومون بتفكيكها بدقة عالية مع محاولة عدم إتلاف الأجزاء وخاصة الهيكل المعدني والصفائح المشبعة بالمادة المسرطنة، من أجل المحافظة عليها وبيعها كاملة، فيما يقوم البعض ببيع أجزاء منها متمثلة في صفائح تستخدم في عمليات ترميم الأكواخ القصديرية بسبب إتلاف بعضها أثناء تفكيكها.
وأضاف محدثونا أن بعض القاطنين في المداشر المحيطة بقرية قطار العيش على غرار المعاضيد و خلفة، يشترون البنايات الجاهزة لإعادة استغلالها كإسطبلات ومن أجل تخزين المحاصيل الزراعية رغم ما تشكله من خطورة على البشر.
واشتكى عدد من سكان قطار العيش، من قيام أصحاب شاليهات برمي مخلفات البنايات الجاهزة بعد تفكيكها، بمساحات خضراء و بالوادي المحاذي للسكنات أخرى ما قد يؤدي إلى انسداد مجراه، وهو ما وقفت عليه النصر من خلال انتشار أجزاء من الصفائح على الحواف وببعض المساحات.
كما أضاف المتحدثون، أن مشترين آخرين يعيدون تركيب الشاليهات في مناطق أخرى، فيما يقوم بعضهم بشراء أجزاء فقط من أجل القيام بعمليات ترميم على مستوى أكواخهم، وهو ما وقفت عليها النصر أثناء زيارتها لمنطقة المريج، حيث شاهدنا انتشار أجزاء من الشاليهات وصفائح مكدسة فوق بعضها، بمحاذاة بعض الأكواخ القصديرية، فيما اقتنى البعض أكواخا كاملة لم يقوموا بعد بتركيبها.
رئيس لجنة حي المريج أكد أنه تحدث مع مشترين لهذه الصفائح، و نبههم لخطورة الأمر، مضيفا أن أحدهم اقتنى الكوخ كاملا بمبلغ لا يقل عن 20 مليون سنتيم.
بلدية الخروب شددت على رمي المخلفات بالمفرغات
وعلل المعنيون ببيع السكنات الجاهزة موقفهم لجيرانهم، بأنهم عوض تكبد خسائر مادية جراء نقل تلك البقايا على متن شاحنات إلى أماكن أخرى، فإنهم يقومون ببيع الأجزاء وربح بعض المال من أجل إتمام عمليات التهيئة على مستوى سكناتهم، كما أضافوا أنهم لا يجدون مكانا آخر لرمي البقايا، إلا الوادي الذي يقع على بعد أمتار من مكان الشاليهات، فيما هدد قاطنون بالقرية حسب السكان، كل من يقوم برمي مخلفات الهدم بالوادي، بإخطار مسؤولين ببلدية الخروب، مع المطالبة بوقف عمليات الهدم، ورغم ذلك فإن المعنيين لا زالوا يرمون الأجزاء التي تتلف خلال عمليات التفكيك خلسة وفي أوقات متأخرة من الليل.
و حسب ما علمناه من شيوخ منطقة قطار العيش، فإن الشاليهات أنجزت سنة 1984 من طرف شركة إيطالية تسمى «بورتورازو» مختصة في البناء ركّبت 50 بناية جاهزة، حيث سلمت لسكان بالقرية وكذا لقادمين من منطقة القراح كانوا يقطنون في بيوت هشة، ليقوم هؤلاء بتأسيس جمعية سنة 2010 تطالب السلطات بالتخلص من البناء الجاهز لما يشكله من خطر عليهم، و قد وافقت بلدية الخروب على ذلك قبل نحو شهر في إطار القضاء على شاليهات «الأميونت»، و منحت المعنيين رخصا بهدمها وتعويضها ببنايات من الإسمنت المسلح على أن يستفيد أصحابها من مبلغ 120 مليون سنتيم وفق ما أكده رئيس بلدية الخروب للنصر.
و قد اشترطت البلدية على المعنيين رمي مخلفات الهدم إما بالمفرغة العمومية بعين سمارة أو في ابن باديس، حيث أمضوا تصاريح شرفية للالتزام، دون تجسيد ذلك على أرض الواقع بالنسبة لعدد منهم، فيما قام آخرون بتطبيق ما ينص عليه القانون وقاموا برمي المخلفات بالمنطقتين المحددتين.
حاتم/ب