قررت الولاية المنتدبة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، الاستعانة بمديرية التكوين المهني ابتداء من جانفي المقبل لتدارك العجز المسجل في توفير الوجبات الساخنة بعشرين ابتدائية بالمدينة، لكن مدراء مؤسسات أكدوا استحالة تنظيم العملية لعدم توفر قاعات الأكل والتجهيزات فضلا عن الموظفين، في حين توقفت مدارس عن تقديم الوجبات الباردة بسبب نقص في المواد الغذائية.
وأوضح منتخبون ببلدية الخروب، أنه تم بداية الأسبوع الجاري عقد اجتماع تنسيقي مع مدراء الابتدائيات برئاسة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية علي منجلي من أجل إيجاد حلول ودراسة وضعية المدارس التي تنعدم فيها الوجبات الساخنة، حيث تبين في الاجتماع أن عددها وصل إلى 20 مؤسسة من أصل 45 توجد بالمدينة.
وأوضح منتخبون حضروا الاجتماع، أن مدراء الابتدائيات اشتكوا من نقص كبير في التجهيزات فضلا عن عدم توفر قاعات الإطعام، فعلى سبيل المثال، فإن مديرا صرح أنه يملك مطبخا مجهزا بكل الوسائل لكن المؤسسة لا تتوفر على مكان لجلوس التلاميذ لتناول الوجبة، في حين أن مسؤولا آخر تحدث عن انعدام تام للمطعم أو قاعة الأكل، أما آخر فقد تحدث عن وجود قاعة للإطعام لكن المؤسسة تفتقد إلى مختلف التجهيزات.
وستشرع مديرية التكوين المهني، في إطار اتفاقية مع الولاية المنتدبة، في تزويد الابتدائيات التي تسجل عجزا في الوجبات الساخنة ابتداء من شهر جانفي المقبل، غير أن هذه الاختلالات المسجلة قد تتسبب في عدم نجاح هذا الإجراء المقترح من طرف الوالي، في حين اقترح الوالي المنتدب اللجوء إلى الوجبات المحمولة كحل مؤقت إلى غاية إيجاد حلول نهائية لهذه المؤسسات، غير أن مدراء الابتدائيات طرحوا بحدة مشكلة عدم وجود مكان لتناول حتى الوجبات المحمولة.
وتفتقد العديد من الابتدائيات بعلي منجلي، إلى الوسائل والتجهيزات، إذ اشتكى مدراء من نقص حاد حتى في الأواني في حين تتوفر ابتدائيات على أوعية عقارية غير مستغلة، وكان من المفترض بحسب المنتخبين أن تنجز فوقها قاعات إطعام أو مطاعم، فيما ذكر مدير ابتدائية في اتصال بالنصر، أنه راسل السلطات بدءا من الوالي السابق وصولا إلى مدير التربية من أجل إنجاز توسعة أقسام ومطعم لكنه لم يتحصل سوى على الوعود.
وطرح مدراء المؤسسات بحسب المنتخبين، الذين تحدثت إليهم النصر، مشكلة النقص الحاد في الموظفين ومهنيي الصيانة والنظافة والإطعام، حيث ذكر مدير مؤسسة في الاجتماع أنه يجد صعوبة كبيرة في تقديم الوجبات للتلاميذ بسبب النقص الكبير في عدد الموظفين، في حين قال آخر أن توقف الوجبات الباردة في المدرسة التي تقع تحت إشرافه جاء بسبب انعدام طباخ وعامل مهني، و تجدر الإشارة إلى أن هذه المشكلة قد سجلت منذ 5 سنوات وحددت بلدية الخروب النقص المسجل بأزيد من 120 عاملا.
وأمام هذا الوضع، تحول مدراء مؤسسات إلى بوابين وحراس، حيث ذكر منتخبون أن مدير ابتدائية التوسعة الجنوبية هو من يقوم بفتح وغلق الأبواب، في حين أن أولياء تلاميذ يقومون بدفع مستحقات عاملة نظافة تقوم بتنظيف أقسام ودورات مياه ابتدائية بالوحدة الجوارية 13 وهو وضع أضحى ،بحسب محدثينا، مسجلا ومألوفا بجل الابتدائيات بعلي منجلي.
ولم تقم العديد من الابتدائيات بتقديم الوجبات الباردة للتلاميذ بكل من علي منجلي وقطار العيش، على غرار مدرسة لموسي بالقطار وابتدائية بلحرش بالوحدة الجوارية 9 ، فضلا عن مدرسة دغة عثمان بالوحدة 14 وذلك بسبب نفاد المواد الغذائية، وهو وضع نجم بحسب المنتخبين عن اختلالات في صفقات التموين، كما أشاروا إلى أن مؤسسة براهمية بقطار العيش لم تقدم الوجبات الساخنة ،بسبب انعدام الخبز قبل أن تقوم المديرة باقتنائه من ميزانيتها الخاصة.
وأكد منتخبون، أن أكثر من نصف الابتدائيات بقطاع علي منجلي تقدم وجبات ساخنة و أن الاختلالات المسجلة مؤقتة إذ يجري الآن التحضير لصفقات العام المقبل لتفادي أي نقص، علما أن الوالي أحمد ساسي عبد الحفيظ، قد وجه نهاية الأسبوع الفارط تعليمات لمسؤولي بلدية الخروب بالتعاقد المؤقت مع مديرية التكوين المهني لتقديم الوجبات الساخنة في انتظار إعداد صفقات التموين في أقرب الآجال. وقد اتصلنا برئيس بلدية الخروب ومدير التربية للمزيد من التوضيحات ولم نتمكن من ذلك رغم محاولاتنا المتكررة.
لقمان/ق