وقفت أمس، مجموعة من طلبة مجمع العلوم والتكنولوجيا أحمد حماني بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، ورفعت مطالب بتوفير سيارة إسعاف ودعم العيادة بالتجهيزات وتكوين الأعوان في الإسعاف السريع، بعد وفاة طالبة من قسم الرياضيات بسكتة قلبية داخل المدرج أول أمس، في حين أكّد عميد المجمع أن التكفل بالطالبة كان سريعا، موضحا أن الجامعة توفر جميع الإمكانيات المتوفرة لديها.
وتجمع الطلبة عند مدخل مجمع أحمد حماني المعروف باسم “زرزارة”، حيث وجدنا نائب عميد المجمع بصدد الحديث إلى المحتجين لدى وصولنا، بينما صرحوا لنا أن أغلبيتهم ينتمون إلى سنوات مختلفة من تخصص الرياضيات الذي تدرس فيه الطالبة إحسان يمبعي، التي توفيت بسكتة قلبية صباح أول أمس داخل مدرج الدراسة بكلية العلوم الدقيقة، كما ذكر لنا طالب آخر أنه من قسم اللغة العربية. وتحدث الطلبة عن «بطء» في التكفل بالطالبة المتوفاة، التي وقعت لها الحادثة عند الساعة السابعة صباحا و55 دقيقة، حيث أوضحوا أن “الطبيب لم يكن في العيادة”، فضلا عن انعدام سيارة إسعاف خاصة بالمجمع لنقل الأشخاص في حال وقوع حوادث مماثلة. ورفع الطلبة عريضة إلى إدارة المجمع؛ طالبوا فيها بتوفير سيارة إسعاف والأطباء، وتوفير التجهيزات داخل العيادة، فيما أكدوا تسجيل تعرض الطلبة لحوادث من قبل، “دون أن يجدوا التكفل المناسب بهم”، كما طالبوا بتكوين أعوان الأمن، وحتى مجموعة من الطلبة، في تقديم الإسعافات الأولية السريعة.
وقد تخلل الوقفة ترحم من الطلبة على روح زميلتهم المتوفاة، في حين تحدثنا إلى عميد مجمع العلوم والتكنولوجيا، البروفيسور عيسى بوزيد، الذي التقينا به رفقة الأمين العام للمجمع ومسؤولين آخرين، حيث أكد لنا أن العيادة كانت مغلقة وقت الحادثة لأنها وقعت قبيل بداية ساعات الدوام.
وأوضح المسؤول أن عملية التكفل كانت سريعة، حيث اتصل أستاذ المقياس بالحماية المدنية وقت وقوع الحادثة في المدرج، لتصل سيارة الإسعاف الخاصة بالحماية المدنية بعد دقائق قليلة، كما وصلت سيارة مصلحة المساعدة الطبية الاستعجالية بعد ذلك وحاول أفرادها إنعاش قلب الطالبة بجهاز الصعق الكهربائي دون جدوى.
ونبه نفس المصدر أن عيادة الطب الوقائي الموجودة في المجمع تتوفر على طبيبين وممرض، مشيرا إلى أن الجامعة تضع جميع الإمكانيات الموجودة تحت تصرف الطلبة، في حين قال أنه أعطى تعليمات بأن يُقدّم وقتُ فتحِ عيادة الطب الوقائي إلى ما قبل الثامنة صباحا.
وذكر لنا عون الأمن الذي كان حاضرا في الحادثة، أنه اتجه صوب العيادة وفتحها بنسخة المفتاح التي يحوزها، وأحضر السرير المحمول منها، ليتم وضع الطالبة عليه داخل المدرج، ثم وصلت عناصر الحماية المدنية.
وكانت المديرية الولائية للحماية المدنية قد أصدرت بيانا جاء فيه أن عناصرها تدخلت على الساعة الثامنة تماما لإسعاف الطالبة، التي أكد وفاتها طبيب الحماية المدنية جراء توقف للقلب.
وقد علمنا من عميد المجمع أن رئيس الجامعة و وفدا من المسؤولين والأساتذة والطلبة قد تنقلوا يوم أمس إلى منزل الطالبة في بلدية قمار بولاية وادي سوف من أجل تقديم العزاء إلى عائلتها، فيما كانت الطالبة البالغة من العمر 20 سنة، تقيم في الإقامة الجامعية محمد الصديق بن يحيى بالخروب، كما ذكر لنا مسؤول المجمع أنها كانت تشعر بالإرهاق قبل وصولها إلى الجامعة بحسب ما ذكرته زميلتها التي كانت ترافقها.
سامي.ح