ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا بمستشفيات قسنطينة، بشكل محسوس خلال الأسبوع الأخير، حيث يحذر مسيرو المؤسسات الصحية من خطر المنحى التصاعدي للحالات والذي قد يؤدي في حال استمراره إلى تعقد الوضعية الوبائية، بعد استقرار دام لأزيد 3 أشهر، فيما دعوا إلى ضرورة العودة إلى تطبيق الإجراءات الوقائية وتدابير التباعد الاجتماعي.
وحذر رئيس مصلحة المعاينات الطبية بمصالح كوفيد بالمستشفى الجامعي، الدكتور بن ثلجون سليم، من خطر التخلي عن التدابير الوقائية عبر مختلف التجمعات السكنية والمرافق العمومية، فضلا عن الأسواق التي تعج بالحركية منذ عشية رمضان، حيث قال إنه سُجل تزايد في عدد الإصابات فضلا عن عدد المعاينات اليومية.
وبلغة الأرقام أوضح المتحدث، أن المتوسط اليومي للمعاينات الطبية الخاصة بالحالات المشتبه في إصابتها كان يتراوح قبل 15 يوما، بين 4 إلى 10 حالات، أما اليوم فقد ارتفع إلى ما بين 15 إلى 20، مؤكدا أن السبب الرئيسي في هذا الوضع هو القطيعة التامة مع البروتوكولات الصحية وإجراءات التباعد، إلى درجة أن أطباء بمؤسسات صحية لا يرتدون الكمامات.
وتابع الدكتور بن ثلجون، أن عدد المرضى الذين يخضعون إلى الاستشفاء بمصلحة الإنعاش قد ارتفع إلى 8 حالات بعد أن كان لا يتجاوز 3 مرضى، كما لفت إلى أن عائلات بأكملها أصبحت تتوافد على المصلحة وهو ما لم يكن مسجلا منذ أشهر، حيث أتت من أحياء مختلفة على غرار زواغي، «الفوبور»، القماص وغيرها، رغم ذلك لا يمكن، مثلما قال، أن نحكم على وجود بؤرة وبائية بمنطقة معينة في ظل هذا التباين.
وأكد المتحدث، أن متوسط أعمار المصابين الجدد يتراوح بين 55 إلى 65 سنة إذ تمثل هذه الفئة 40 بالمئة من عدد الحالات المشخصة، وهو معدل لم يكن مسجلا من قبل، إذ أن المعدل العمري لغالبية المصابين في السابق كان بين 70 إلى 80 عاما، فيما ذكر أن عدد الحالات التي تخضع للاستشفاء تجاوز 30، حيث يوجد 8 حالات في قسم الإنعاش و 20 في الأمراض المعدية، فضلا عن 3 مرضى بمصلحة المعاينات الطبية.
وذكر الدكتور بن ثلجون، أن الكثير من الحالات المشخصة توجه للاستشفاء المنزلي بحكم وضعيتها المستقرة، وهي نسبة مثلما قال، معتبرة، قبل أن يؤكد على ضرورة العودة إلى احترام التدابير الوقائية وارتداء الكمامات وذلك لكسر متتالية العدوى، معتبرا أن 10 أيام المقبلة تعد حاسمة في مسار الوباء على مستوى ولاية قسنطينة «التي ما يزال الوضع بها متحكما فيه رغم الارتفاع المحسوس في الحالات».
وبمستشفى ديدوش مراد، الذي يتكفل بمواطني بلديات الناحية الشمالية للولاية، أكد مدير المؤسسة عبد الكريم بن مهيدي، تسجيل ارتفاع في عدد المصابين بعد استقرار استمر لأزيد من 6 أشهر، حيث يتراوح عدد المعاينات، مثلما أكد، بين 15 إلى 20 حالة يوميا، مشيرا إلى أن 80 بالمئة منها تشخص إيجابية بعد الفحص بتقنية « بي سي آر».
وتابع مدير المؤسسة، أن عدد المصابين الذين تم إدخالهم أمس يقدر بـ 10 حالات لكن وضعياتهم مثلما أكد، جد مستقرة خلافا للسابق، وهو حال كل من شخصت إصابتهم و وجهوا إلى الاستشفاء المنزلي، قبل أن يؤكد أن الوضع متحكم فيه ولا يدعو للقلق، لكن وجبت العودة إلى التدابير الوقائية تفاديا لأي تعقيدات مستقبلا.
وأبرز مدير مستشفى محمد بوضياف بالخروب، نذير طايق، أن الوضعية الوبائية ما تزال متحكما فيها، رغم الارتفاع المحسوس في عدد الإصابات خلال الأسبوع الأخير، حيث أشار إلى أن مصلحة كوفيد وبعد أن شغرت تماما من المرضى على فترات متقطعة، عاد المرضى إليها مؤخرا، إذ يوجد بها حاليا 10 منهم يخضعون إلى الاستشفاء، مؤكدا على ضرورة احترام الإجراءات الوقائية التي تخلى عنها الجميع.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد سجل تخل تام عن الإجراءات الوقائية، إذ أن جل المواطنين صاروا لا يرتدون الكمامات عبر مختلف الفضاءات العمومية لاسيما الأسواق والواجهات التجارية، في حين أحصت اللجنة الوطنية لمتابعة الوباء 14 حالة مؤكدة بقسنطينة في حصيلة أمس الأول، وهو رقم لم يسجل منذ أشهر.
لقمان/ق