يسجل عدد الإصابات بفيروس كورونا منحى تصاعديا خلال الأسبوع الأخير بمستشفيات قسنطينة لكنه «بطيء» بحسب تأكيد مسيري مؤسسات صحية و قائمين على مصالح كوفيد، حيث قالوا إنه يمكن التحكم في الوضع الوبائي بالعودة إلى الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات، و قد شهد المستشفى الجامعي ارتفاعا في الحالات التي تخضع للعناية المركزة.
و تعرف الوضعية الوبائية بولاية قسنطينة، خلال 15 يوما الأخيرة تزايدا في عدد الإصابات، لكن أطباء و مسيري مؤسسات استشفائية أكدوا أن منحى العدوى يسير ببطء، حيث أفاد رئيس مصلحة المعاينات الطبية بقسم كوفيد بالمستشفى الجامعي الدكتور سليم بن ثلجون، للنصر، أن الوضع مقلق بعض الشيء و وجبت العودة، مثلما قال، إلى تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامات.
و أوضح المتحدث، أن منحى الإصابات يعرف تزايدا يوما بعد يوم، لكنه أكد بأن الزيادات بطيئة خلافا للوضعيات السابقة أين كانت العدوى تنتقل بسرعة، مشيرا إلى أن عدد الفحوصات اليومية بالمستشفى الجامعي يصل إلى 20، في حين يتم إدخال 4 إلى 5 حالات يومية للاستشفاء و هو ما لم يكن مسجلا قبل أسبوع فقط إذ كان عدد الوافدين على المصلحة لا يتعدى حالتين في اليوم.
و أبرز الدكتور بن ثلجون، أن المؤشر الذي يدل على عدم استقرار الوضع هو ارتفاع عدد الحالات المرضية التي تخضع للاستشفاء بالعناية المركزة، حيث ارتفع من 7 حالات في الأسبوع الماضي إلى 10 يوم أمس، لكنه أكد أن جل المرضى من فئة الكبار في السن، قبل أن يبرز بأن الوضع متحكم فيه جدا سواء من حيث عدد الأسرة أو توفر الأوكسجين، أو حتى مختلف التجهيزات المستخدمة في الفحوصات.
و وصل عدد المرضى الذين يخضعون للاستشفاء بالمستشفى الجامعي ابن باديس، إلى 35 شخصا، 20 منهم بمصلحة الأمراض المعدية و 10 بالعناية المركزة و 5 بمصلحة المعاينات الطبية الخاصة بكوفيد، فيما ذكر بن ثلجون أن عدد حالات الشفاء اليومية يتراوح بين 4 إلى 5 و هو وضع بحسبه يبعث على التفاؤل، أما في ما يخص الأعراض المسجلة، فقد أوضح بأنها ذاتها التي عرفت من قبل، مشيرا إلى أنه من المستحيل أن يميز الأطباء بين السلالة العادية و المتحورة، التي يُكشف عنها فقط على مستوى مخابر التحاليل بمعهد باستور.
و بمستشفى ديدوش مراد، ما زال منحى الإصابات يعرف تصاعدا لكنه بطيء بحسب ما أكده لنا مدير المؤسسة عبد الكريم بن مهيدي، حيث قال إنه يسجل تزايدا في عدد الحالات الوافدة لكن الوضع ما زال متحكما فيه بشكل كبير، إذ أن أزيد من 80 بالمئة من الأسرة شاغرة في الوقت الحالي، داعيا إلى ضرورة العودة إلى الإجراءات الوقائية لتفادي أي تعقيد في الوضعية الصحية.
أما بمؤسسة البير، فقد سجل تزايد في عدد الإصابات، لكنه مثلما أكد مصدر طبي، غير سريع، مؤكدا أن الوضعية قد خرجت من دائرة الاستقرار إلى خانة القلق، كما أشار ذات المصدر إلى أن الوضع متحكم فيه لافتا إلى أن أزيد من 60 بالمئة من الأسرة، ما تزال شاغرة.
و عقد والي قسنطينة، نهاية الأسبوع الماضي اجتماعا خصص لدراسة تطور الوضعية الوبائية بالولاية، حيث حضره مدير الصحة، فضلا عن مسؤولي المؤسسات الاستشفائية المعنية بالتكفل بمصابي كورونا، إلى جانب رؤساء المجالس العلمية و مدير معهد باستور و كذا رئيس مصلحة علم الأوبئة بالمستشفى الجامعي و أطباء، حيث تم التأكيد فيه على ضرورة العودة إلى الإجراءات الوقائية و تكثيف الحملات التحسيسية إثر تسجيل تراخ كبير عبر مختلف التجمعات العمرانية و المرافق العمومية.
و تجدر الإشارة إلى أن غالبية المؤسسات و الفضاءات التجارية تخلت عن إلزام قاصديها بارتداء الكمامات، حيث وقفنا بمراكز تجارية كبرى على تخل تام عن الإجراءات الوقائية، في الوقت الذي سجلت فيه المساجد انضباطا كبيرا خلال الأيام الأخيرة لاسيما في صلاة التراويح بعد تراجع أعداد المصلين إذ سجل تطبيق صارم للبروتوكول الصحي.
لقمان/ق