سجلت مديرية المصالح الفلاحية بولاية قسنطينة، بؤرة جديدة للحمى المالطية وسط الأبقار بحي جبل وحش، مع ارتفاع عدد الأشخاص المصابين بهذا المرض بحامة بوزيان إلى 7 أشخاص، وقررت المديرية تسليط عقوبات صارمة و تنفيذ الإجراءات القانونية لكل بائع للحليب والألبان لم يلتزم بالبروتوكول المعمول به.
وأكد المفتش البيطري بالمديرية، الدكتور بن عامر مراد، أن التحاليل التي أجريت على مستوى أبقار بحي جبل الوحش، أظهرت أن 8 رؤوس أصيبت بمرض الحمى المالطية "بروسيلوز"، موضحا أنه سيتم ذبحها بشكل عادي واستهلاك لحومها، لأن هذه الأخيرة لا تسبب أي أعراض أو إصابات. كما وجه الدكتور نداء إلى المواطنين يحثهم فيه على ضرورة التوقف عن استهلاك الحليب واللبن غير المبستر، الآتي مباشرة من مصدر غير موثوق، لأنه يعرض حياة مستهلكه للخطر، حيث دعا إلى شرب الموضوع بالأكياس، مع تجنب المعبأ في قارورات بلاستيكية يعرضها باعة على الأرصفة تحت أشعة الشمس. وذكر المتحدث أنه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد الباعة الفوضويين خاصة من يتواجدون على حواف الطرقات، واعدا بتطبيق القانون في حق كل من يخالف التعليمات التي تقضي بمنع الفلاح أو الحلاب ببيع الحليب غير المبستر في الفترة الحالية بمناطق معينة على غرار حامة بوزيان، إلا بعد إجراء تحاليل، لأن صحة المواطن الأهم حسبه، ليؤكد بأن عمليات الرقابة مستمرة في كل البلديات من أجل محاربة تفشي هذا المرض. كما أكدت الدكتورة البيطرية بالمكتب البلدي التابع لمديرية المصالح الفلاحية بحامة بوزيان، رمضاني ليلى، أن اكتشاف المرض كان بعد ورود مراسلة من مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى حامة بوزيان حول إصابة 3 أشخاص بالحمى المالطية، ليخرج فريق مكون من بياطرة وخبراء، للقيام بتحريات حول مصدر اقتناء المرضى للحليب أو اللبن. وأضافت المتحدثة أن الفريق تأكد من أن مصدرين تسببا في إصابة المرضى، أحدهما يقع في حي شعبة المذبوح والثاني بوسط مدينة حامة بوزيان، ليتم إجراء تحاليل أكدت وجود البكتيريا المسببة للمرض، ويتم غلق المحلين، مع إتلاف أزيد من 2000 لتر من اللبن بأحدهما، خاصة وأن الحلاب يمكن أن يبيع 3000 لتر يوميا في شهر رمضان. وأوضحت المتحدثة، أن موقع محلات الحامة يزيد من تخوفات انتشار المرض، خاصة وأنها توجد بطريق ولائي حيوي يربط بين ولايات شرقية على غرار سكيكدة، حيث تمت مراقبة أزيد من 20 محلا لبيع الحليب والألبان، وكانت النتائج مثلما تضيف، صادمة، إذ تبين أن 50 بالمئة من منتجات هذه المحلات مُسببة للحمى المالطية. كما أكدت رمضاني، أنها أصبحت تستقبل يوميا مواطنين يطالبون بإجراء تحاليل على كميات من الحليب والألبان، من أجل تأكد من صلاحيتها، بحيث دعت إلى التحلي بالوعي عند اقتناء هذه المواد، موضحة أن عدد الحالات المصابة بالحمى المالطية في ارتفاع مستمر، حيث وصل في حامة بوزيان إلى 7، دون احتساب الحالات المؤكدة التي لم تتنقل إلى المستشفيات من أجل تلقي العلاج.
وتصيب الحمى المالطية الإنسان نتيجة انتقال البكتيريا المُسببة للمرض “بروسيلوز” من الحيوان إليه، وذلك عند تناوله الحليب غير المبستر، وتصيب هذه الحمى المواشي وبشكل خاص الأغنام، الماعز، الغزلان، الخنازير والكلاب، كما يمكنها أن تصيب الجواميس والجمال.
وتختلف أعراض الإصابة بالحمى المالطية من أعراض خفيفة إلى أعراض شديدة يمكن أن تكون مميتة في حال عدم علاجها. حاتم/ب