عرف يوما عيد الفطر بمدينتي قسنطينة وعلي منجلي أجواء عادية خلال نهاية الأسبوع الماضي، رغم ما تخللهما من نقص في وسائل النقل في بعض المناطق، في وقت سجلت فيه استجابة معتبرة لبرنامج المناوبة من طرف التجار، فضلا عن تهافت كبير من المواطنين على اقتناء المواد الغذائية والخضر عشية المناسبة.
و واجه الكثير من المواطنين مشكلة في النقل عبر عدة خطوط في المقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث لاحظنا خلال صبيحة أمس حركة معتبرة للمواطنين المتنقلين بين منازل الأقارب لتبادل تحيات العيد، ونتج عنها تجمع عدد من المواطنين في محطة المسافرين بالوحدة الجوارية الثانية التي كانت شبه خالية من الحافلات، باستثناء وجود 3 ينشط أصحابها على خطي علي منجلي نحو بوالصوف وجبل الوحش، كما تجمع المواطنون في انتظار وسائل النقل على مستوى موقف الحافلات بالحي المسمى “نيويورك”، بالمحطة النهائية القديمة، فضلا عن تسجيل نفس الوضعية بموقف حي 400 مسكن، بالقرب من أحد المراكز التجارية الكبرى.
واكتظت جلّ الحافلات التي نشط أصحابها خلال اليوم الأول من العيد بالركاب بسبب قلة عددها مقارنة بالعدد الكبير من الركاب، في مقابل تفضيل الكثير من سكان علي منجلي السير على الأقدام نحو عربات الترامواي في اليوم الثاني من أجل التنقل إلى أحياء أخرى من مدينة قسنطينة عوضا عن البحث عن استعمال الحافلات وسيارات الأجرة، التي لم يدخل الكثير من أصحابها إلى المحطات من أجل العمل بنظام التوصيلة الجماعية، واكتفوا بالتجول في الطرقات بحثا عن التوصيل الفردي «الكورسة».
و بمدينة قسنطينة لاحظنا خلال صبيحة اليوم الأول من العيد، أن المحطات كانت شبه خالية من سيارات الأجرة، باستثناء عدد قليل منها، كما كانت حركة الحافلات ضعيفة بين وسط المدينة وبعض الأحياء الأخرى، وهو ما تجلى في عدد الأشخاص الذين كانوا ينتظرون النقل على مستوى المحطات، في حين لاحظنا يوم أمس على مستوى المحطة المحاذية لمسجد “أبي أيوب الأنصاري” بسيدي مبروك مجموعة من الأشخاص ينتظرون الحافلات، إلى أن وصلت حافلة واحدة متجهة إلى علي منجلي؛ وأكد لنا أحد الركاب أنه مضطر إلى ركوبها للاقتراب فقط من حي فضيلة سعدان، بعدما كان يفترض أن يتجه إليه في الحافلة التي تعمل على خط بوالصوف أو محطة خميستي.
من جهة أخرى، استجاب عدد معتبر من التجار للمناوبة خلال يومي العيد، وحتى بعض أصحاب المحلات غير المدرجة ضمن قائمة المناوبين، فقد فضل أصحابها العمل على غرار ما لاحظناه بالمقاطعة الإدارية علي منجلي أين بدت الحركية التجارية طبيعية ولا تختلف عما يسجل في الأيام العادية، فيما أكد بعض الخبازين أنهم قد سجلوا فائضا في كميات من الخبز بسبب عدم إقبال المواطنين على اقتنائه، في حين كانت الحركية عادية أيضا في مدينة قسنطينة من الجانب المذكور.
وصرّح رئيس مصلحة حماية المستهلك وقمع الغش بمديرية التجارة لولاية قسنطينة، عبد الغني بونعاس، عشية العيد لوكالة الأنباء الجزائرية، أن المديرية قد سخرت 1916 تاجرا بضمان المناوبة يومي العيد، من بينهم أكثر من 1100 من تجار المواد الغذائية العامة والخضر والفواكه و209 مخبزات وأكثر من ستمئة مطعم ومقهى، بالإضافة إلى 145 صيدلية و38 محطة متعددة الخدمات و6 مطاحن وأربع ملبنات، كما سخرت المديرية 74 عونا تابعا لها من أجل مراقبة مدى التزام التجار بالبرنامج، فيما أتاحت على موقعها الإلكتروني قائمة بعناوين وأسماء التجار المناوبين حتى يتسنى للمواطنين إيجادهم بسهولة.
أما مساء الثلاثاء الماضية التي تزامنت مع ليلة الشك، فقد لاحظنا نفاد الخضر والفواكه واللحوم البيضاء في بعض (من) أسواق مدينة قسنطينة، على غرار سوق بطو المعروف باسم “فيروندو»؛ حيث نفدت جميع كميات الدجاج من أصحاب المحلات، باستثناء صاحب محل واحد، فيما كادت الخضر والفواكه أن تشارف على النفاد لدى البائعين، مثل الطماطم التي لم نجد منها إلا كميات قليلة من النوعية الرديئة. وقد ذكر لنا بعض البائعين أن المواطنين تهافتوا على التسوق بصورة جنونية معتقدين أن العيد في اليوم الموالي، فضلا عن أن الكثير من التجار فضلوا عدم اقتناء كميات كبيرة من السلع، بينما لاحظنا في اليوم الموالي توفر الخضر واللحوم بشكل عادي.
سامي.ح