استأنفت عيادة أمراض النساء والتوليد بسيدي مبروك بقسنطينة، إجراء العمليات القيصرية بعد توقف استمر لعشرين يوما، حيث تم الاستنجاد بالطبيبة الرئيسية التي تخلت عن عطلة الأمومة، فيما أكد المجلس الطبي أن المؤسسة تسجل نزيفا في الأطباء المتخصصين خلال السنوات الأخيرة بسبب عراقيل في التكوين والتسيير حالت دون ترقيتهم إلى أطباء استشفائيين.
وذكر رئيس المجلس الطبي بعيادة سيدي مبروك الدكتور أتريح زوبير، في لقاء بالنصر، بأن المؤسسة توقفت بشكل نهائي عن إجراء العمليات القيصرية بسبب انعدام الأطباء الاستشفائيين الذين يشرفون على تكوين وعمل الأطباء المقيمين، زاد الأمر حدة تقديم 3 أطباء متخصصين لعطل مرضية دفعة واحدة، وهو ما تسبب في شلل تام.
ولفت المتحدث، إلى أن 5 أطباء على الأقل غادروا المؤسسة خلال السنوات الأخيرة، بسبب الضغوطات التي تعرضوا لها والعراقيل التكوينية والإدارية التي واجهتهم وهو ما حال دون تكوين أطباء استشفائيين خلال هذه الفترة، قبل أن يؤكد بأنه لولا تضحية الطبيبة الاستشفائية الوحيدة بعطلة أمومتها لحدثت الكارثة بالمؤسسة، إذ لا يعقل أن تظل عيادة جهوية بهذا الحجم دون تأطير، كما ذكر بأنها تشرف على كل المداومات اليومية وتؤطر نشاط 80 طبيبا مقيما رغم أنها أجرت عملية جراحية منذ 20 يوما فقط.
من جهتها أوضحت الطبيبة الاستشفائية الرئيسية، لوصيف صبرينة، بأن المؤسسة مازالت تشهد ضغطا كبيرا على مدار العام، رغم إبرام صندوق كناص للتكفل بالحوامل المؤمنين اجتماعيا بالعيادات الخاصة، حيث أن عدد الولادات السنوية ،مثلما أكدت، يصل إلى 12 ألف حالية ما بين القيصرية والعادية، كما أن مصالح العيادة تستقبل حالات معقدة من كل الولايات وعلى مدار اليوم.
وذكرت المتحدثة، أنه من المفروض أن يتم تحويل الأطباء المتخصصين من باقي مستشفيات الولاية إلى عيادة التوليد بسيدي مبروك، حيث أوضحت أن عدد التدخلات التي يقومون بها قليلة جدا بالمستشفيات التي يعملون بها، كما أنهم يحولون المرضى بمجرد فحصهم إلى سيدي مبروك ، مشيرة إلى أن المؤسسة تتطلب على الأقل 8 متخصصين لضمان تغطية كل المداومات، كما طالبت الوزارة الوصية بضرورة توظيف أطباء جدد في أقرب الآجال.
وأشارت الطبيبة الرئيسية، إلى أن الوضع الحالي يرغم المتخصصين على مغادرة القطاع العام ، حيث مازالت تسجل التحويلات العشوائية من الولايات المجاورة رغم توفرها على أطباء ، إذ أن زملاء لهم في نفس الاختصاص يحررون رسائل توجيه من أجل استقبال الحوامل، وهو ما يعد بحسبها أمرا غير مقبول.
ووفق الأرقام التي تحصلنا عليها من الإدارة، فإن عدد الولادات القيصرية قد يصل في اليوم الواحد خلال فصل الصيف إلى 15 حالة، كما أن العدد الإجمالي للولادات يتجاوز 30 حالة يوميا كما يتم التكفل بعشرات المريضات على مستوى مختلف المصالح الطبية ، في حين أن نسبة الحوامل القادمات من الولايات المجاورة يقارب 50 بالمئة من الحالات الوافدة.
وتم خلال شهر أوت فقط تحويل 36 مريضة بشكل رسمي من مؤسسات صحية تقع بولايات مجاورة ، في حين أن أغلبية الحوامل يأتين رفقة أهاليهن بناء على توجيهات شفهية فقط ، حيث ذكر ممثل الإدارة أن غالبية هذه الحالات تأتي من ولاية أم البواقي لاسيما بلديتي عين فكرون وعين مليلة وحتى مسكيانة، فضلا عن بلديات شلغوم العيد وتلاغمة بميلة وكذا الحروش بسكيكدة.
وفيما يخص البروتوكول الصحي المعتمد، أوضحت الإدارة، أنه وفي حال اكتشاف حالة إصابة بفيروس كورونا، فإنه يتم عزل الحامل أو المريضة مباشرة في غرفة خاصة كما أن الطواقم الطبية لا تفرض على الحوامل تقديم شهادات طبية قبل الدخول بل يتم التكفل بهن بشكل عادي وكثيرا ،مثلما أكد، ما أصيب أطباء أو ممرضون بالعدوى بسبب التضحيات التي يقدمونها.
لقمان/ق
