تحولت الوحدة الجوارية 20 بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، إلى فضاء تجاري مفتوح يسعى التجار من خلاله إلى خلق دينامكية وحركية اقتصادية بالمكان، لكن هذه المبادرة اصطدمت بمشاكل كثيرة من بينها نقص النقل ومختلف المرافق والخدمات الضرورية، فيما يبذل التجار وسكان الحي البعيد مجهودات للاعتناء بالمحيط والحفاظ على المكاسب المحققة.
وأَنجزت المئات من العمارات بالوحدة الجوارية 20 منذ أزيد من ثلاث سنوات، ومازال بعضها قيد الإنجاز لكن الحي الذي رحل إليه سكان من مختلف أحياء مدينة قسنطينة وانتقل إلى العيش به مواطنون من مختلف البلديات وحتى الولايات الشرقية، ما زال يفتقر إلى أدنى المرافق الضرورية، ما جعل منه منطقة معزولة إلى اليوم.
ورغم إنشاء تجار لتجمع تجاري ضخم يضم أزيد من 150 محلا اشتروها من مرقي عقاري و أطلق عليه اسم « السكوار» إلا أن اهتمام السلطات بالمكان ما يزال محتشما جدا، وفق ما أكده لنا ناشطون بالمكان، حيث أن غالبية من يتنقل إلى الفضاء من الفئة التي تمتلك مركبة خاصة بها نظرا لبعد المكان، فيما تجد الفئة المتبقية صعوبة للوصول إليها نظرا للنقص الكبير في وسائل النقل.
وحاول التجار بمبادرة منهم، التنسيق مع السلطات المحلية من أجل توفير حافلات للنقل فضلا عن موقف وهو ماتم، لكن ظلت المشكلة على حالها إذ تم تخصيص حافلة واحدة تجوب عددا من الأحياء قبل الوصول إلى الوحدة الجوارية 20، في حين يطالب التجار بضرورة مضاعفة عددها وذلك تدعيما لهذه المبادرة الاقتصادية، التي فتحت عددا معتبرا من مناصب الشغل.
ولم يتوقف توسع التجار عند محيط سوق السكوار، بل امتد إلى أحياء مجاورة وهو ما تسبب في رفع أسعار إيجار وبيع المحلات، غير أن بعض التجار تريثوا قبل فتحها ، حيث قال أحدهم للنصر، إن تطور المكان مرهون بتوفير النقل وبشكل مستمر، إذ أنه وفي حال بقاء الوضع على حاله فإن الوضع لن يكون مثلما خططوا له، مبرزا أن الحركية التجارية في المكان تسجل خلال عطلة نهاية الأسبوع، أما بقية الأيام فهي أقل من المتوسط.
وضم سكان الحي صوتهم إلى نداء التجار، حيث أكدوا أن النقل من المشاكل العويصة التي يعانون منها منذ ترحيلهم سنة 2018 فهو منعدم تماما، إذ أن وسيلة النقل الوحيدة هي سيارات الفرود التي ينقل أصحابها المواطنين إلى محطة المدينة بحي كوسيدار مقابل 50 دينار للمكان، أما في حال التوجه نحو مكان آخر من المدينة، فإن الأمر تتطلب النقل بالكورسة ودفع ما لا يقل عن 150 دينارا ، مشيرين إلى أن حافلة النقل العمومي تمر مرة واحدة كل ثلاث ساعات .
و تتوفر الوحدة الجوارية 20 على شبكة ضعيفة للهاتف النقال، إذ أن الاتصال عبر مختلف الشبكات يعد أمرا صعبا، حيث أكدوا على إخراج المنطقة من الظل مع ضمان التغطية بشبكة الجيل الرابع، حيث أن جلهم مشترك فيها دون أن يستفيد من الخدمات ومختلف العروض.
وعلى غرار جل أحياء علي منجلي ، فإن غالبية التجمعات والعمارات تحيط بها الردوم والأتربة والأوساخ من كل جانب، فقد تحولت خلفيات العمارات إلى ما يشبه المفارغ العمومية وهو ما تسبب في تشويه صورة المكان و زاد الأمر سوءا تسجيل العديد من النقاط السوداء التي تتسرب منها مياه الصرف الصحي، حيث أنه ورغم تقديم العديد من الشكاوى والمراسلات، إلا أن مظاهر سيلان المياه القذرة وسط الشوارع أصبح ديكورا يوميا اعتاد عليه مرتادو وقاطنو المنطقة .
ويطالب سكان الحي والتجار، بضرورة إعداد مخطط تسيير للنفايات بالحي، حيث قالوا إنهم يبذلون قصارى جهدهم من أجل الحفاظ عليه وعلى السلطات أن تتدخل بكل ثقلها، كون الحي ،بحسبهم، سيتحول إلى أكبر فضاء تجاري مفتوح بعلي منجلي، فيما أكد منتخب للنصر، أن البلدية تبذل مجهودات في العناية بالنظافة إذ أنها زودت الحي بحاويات جديدة لكن الرمي العشوائي سواء من طرف المواطنين أو التجار قد عقد من مهامهم.
وأكد المتحدث، أنه لا يعقل أن يقوم التجار برمي مخلفاتهم، دون حتى أن يضعوها داخل كيس، إذ يتم رمي العلب والبلاستيك في العراء، كما أكد أن المجلس الجديد يدرس كيفية الحفاظ على المكان وتطوير هذا الفضاء التجاري، بما يعود بالفائدة عليهم وعلى البلدية على حد سواء، أما في ما يخص النقل، فقد ذكر أن مخطط النقل بعلي منجلي، يعد من بين الأولويات الحالية للمنتخبين. لقمان/ق