دعا أمس، أساتذة و مختصون، إلى ضرورة مراعاة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة لدى تجسيد مشاريع التهيئة بما يعزز انتماءهم داخل النسق الاجتماعي، و ذلك خلال فعاليات يوم دراسي احتضنته كلية الهندسة المعمارية والتعمير بجامعة قسنطينة 3.
و على هامش اليوم الدراسي الذي نُظم تحت شعار «مدينة شاملة، مدينة يسهل الوصول إليها»، أكدت منظِّمة الفعالية، الأستاذة عريان حورية مديرة مختبر كلية الهندسة المعمارية والتعمير، أن المعاقين يواجهون داخل المجتمع الحرمان ويتعرضون لصعوبات حتى داخل هياكل المؤسسات التعليمية، داعية المختصين في المجال المعماري، إلى الاهتمام أكثر بهذه الفئة وأخذ احتياجاتها بعين الاعتبار.
كما طرحت البروفيسور صالحي حنيفة من جامعة باتنة 1 وهي مديرة مخبر سيكولوجية الطريق ومتخصصة في علم النفس، إشكالية العلاقة بين الإنسان والبيئة المتواجد فيها، و تطرقت خلال مداخلتها إلى ضرورة أن تفتح المدينة مجالا لجميع الأفراد للعيش فيها بسلام دون تسجيل فروقات فردية بينهم، وتضيف المتحدثة أن الاهتمام بالبعد النفسي والاجتماعي ضروري جدا لتجسيد مفهوم المدينة الشاملة.
وقالت الأستاذة، إن القضية ليست عمرانية فقط بل هي متعلقة بارتباط الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها، ولذلك شددت على ضرورة الاهتمام بالأبعاد النفسية والاجتماعية والثقافية لتصميم هذه المدن وألا يطغى التفكير المادي، بما يسمح للمواطنين بالشعور بالانتماء داخل مدنهم ومؤسساتهم وعائلاتهم. وأكدت المتحدثة، أن الإهمال الذي طال فئة ذوي الاحتياجات الخاصة جعلها تشعر بالغربة وعدم الانتماء داخل محيطها الاجتماعي، كما أصبح أفرادها أكثر عزلة وانطوائية ومصابين بأمراض نفسية.
من جهته، أشار الأستاذ بوشارب وهاب من كلية الهندسة المعمارية بجامعة قسنطينة 3، إلى أهمية توعية المعماريين بوجود فئات أخرى في المجتمع، تحتاج إلى أن يتم تجسيد مساحات خاصة بها، لتسهل لهم العبور والتجول داخل المدينة.
وطالب الأستاذ، بضرورة تطبيق القوانين التي تنص على الأخذ بعين الاعتبار هذه الفئة وتوفير ممرات خاصة لها في العمارات والمساحات العمومية و وسائل النقل وفي المؤسسات العمومية.
وقدّم مسؤولان في مؤسسة تهيئة عين نحاس وعلي منجلي، دراسة أنجزت سنة 2017، و تضمنت عدة حلول لتسهيل تنقل ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدينتين، و من بينها توفير طرقات تسهل عملية التجول في الأماكن العمومية، و شاشات رقمية لفائدة أفراد فئة الصم والبكم ليعرفوا اتجاهات تنقلهم تفاديا لتعرضهم لمكروه، مع وضع أماكن خاصة لجلوس المعاقين فقط وأيضا تخصيص أماكن لهم داخل حضائر السيارات.
لينة دلول