وجدت دائرة قسنطينة صعوبة في هدم عدد من السكنات بحي مسكين القصديري، الذي شرع في ترحيل سكانه، أول الأمس، حيث تعثرت العملية جزئيا في بعض المواقع بسبب وجود أزيد من 20 عائلة تقول بأنها أقصيت من الاستفادة دون وجه حق، فيما أكد رئيس الدائرة أن إعادة الإسكان تتم بشكل عادي وسيتم البث في الحالات العالقة بعد دراستها.
وتنقلنا، أمس ، إلى موقع الحي القصديري حي مسكين، حيث تمت تسوية كل السكنات العلوية بالأرض فقد اختفت المئات من الأكواخ، في حين كانت عمليات الترحيل ماتزال جارية، و ذكر، رئيس الدائرة جلول شبوي ، أنه تم ترحيل 215 عائلة قبل منتصف نهار أمس، والعملية مثلما أكد جارية بشكل عادي إلى غاية استكمالها.
ولاحظنا أن عددا من الأكواخ لم يتم هدمها، حيث أكد لنا شاب أنه يعيش رفقة زوجته وأبنائه الثلاث منذ سنة 2010 بالمكان، وكوخه عبارة عن غرفتين ويتوفر على مختلف التجهيزات المستخدمة في الحياة العادية، لكنه تفاجأ بعدم استفادته رغم إحصائه من طرف لجنة الدائرة قبل أزيد من عامين، فيما ذكر لنا شاب آخر، أنه يعيش رفقة أخيه الذي استفاد واضطر أن يغادر البيت رفقة أبنائه لتسهيل عملية إعادة إسكان شقيقه.
وتطابقت غالبية أقوال المتخلفين من الترحيل، إذ كانوا يشتكون من عدم إحصائهم في حين تحصل غرباء ،بحسبهم، وأشخاص لا يقطنون أصلا بالحي إذ اشتروا أكواخا لا تزيد مساحتها عن المترين مربع واستفادوا بمساعدة من لجنة الحي، قبل أن يطالبوا السلطات بدراسة وضعياتهم حالة بحالة.
واستجابت بعض العائلات لطلب السلطات بإخلاء الأكواخ، بعد أن تلقت وعودا بدراسة وضعياتها، حيث خرجت طواعية في حين تم تحويل سيدتين إلى ديار الرحمة إلى غاية التكفل بهما فيما تعاطف الجميع من مواطنين ومسؤولين مع سيدة مصابة بمرض السرطان وتعيش رفقة 8 من أبنائها في كوخ تم هدمه، دون أن تستفيد، حيث قامت جمعية بالتكفل بها بشكل مؤقت لعدم توفرها على الإمكانيات، في حين أن السلطات تعهدت بتسوية وضعيتها في أقرب الآجال.
وأوضح رئيس الدائرة بخصوص الوضعيات العالقة، أن بقاء هذه العائلات أعاق استكمال عملية الهدم النهائي، حيث أكد أن مصالحه ستتخذ الإجراءات القانونية المعمول بها كما سيتم دراسة هذه الحالات واتخاذ القرار المناسب، كما أشارت الدائرة في بيان لها «أنه وفي إطار ترحيل المستفيدين ضمن حصة 30 جوان 2021، تواصلت لليوم الثاني على التوالي عملية إخلاء و هدم السكنات القصديرية على مستوى حي مسكين «247 عائلة» ، أين استحسن المستفيدون من ظروف سير عملية ترحيلهم إلى سكنات جديدة بعلى منجلي على أن تستمر العملية حتى الانتهاء من تفريغ وهدم كل السكنات القصديرية».
وقد التصقت السكنات القصديرية التابعة للحي القصديري جاب الله بمحيط حي مسكين، حيث أنها ووفق ما تحصلنا عليه من معلوماتـ فقد بنيت قبل عامين فقط ولاحظنا في تجولنا بالمكان أن العشرات من العائلات ماتزال قاطنة بها، في حين وقفنا على وجود المئات من السكنات القصديرية على مستوى جاب 1 التابع لقطاع سيدي مبروك وجاب 2 التابع لقطاع الزيادية، إذ يقول أصحابها بأنهم محصيون من طرف السلطات وأنهم ينتظرون ترحيلهم.
وعلمنا أن المئات من المواطنين وعلى مستوى مختلف الأحياء المصنفة ضمن الهش ما زالوا في انتظار دراسة ملفاتهم بعد أن أودعوا طعونا لمصالح الدائرة، كما تجدر الإشارة إلى أن عملية الإسكان على مستوى المقاطعة الإدارية بعلي منجلي تتم بوتيرة جيدة مثلما أكده لنا مرحلون جدد على مستوى مشروع ألفي وحدة سكن اجتماعي بالتوسعة الغربية .
ومن المنتظر أن تنتهي عملية إعادة إسكان الدفعة الأولى من قائمة 1540 مستفيدا مساء الغد، على أن تنطلق عملية إعادة إسكان سكان عوينة الفول ابتداء من الأسبوع المقبل.
لقمان/ق
