لا يزال سكان مدينة قسنطينة والمقاطعة الإدارية علي منجلي، يجدون صعوبات كبيرة في دفن الموتى، حيث تشبعت كل المقابر بشكل نهائي ولم تعد تتوفر على أي مساحة شاغرة، ما اضطر بالكثير من المواطنين إلى الدفن في قبور أقاربهم أو في المنسية منها، فيما تؤكد بلدية قسنطينة أنها اختارت 3 مواقع لإنشاء مقابر جديدة وسيتم إطلاق الدراسة الجيولوجية للأرضيات في الأيام القليلة المقبلة.
و تشبعت مقابر مدينة قسنطينة منذ بداية الجائحة بشكل كبير قبل أن يزداد الوضع سوءا منذ بداية العام الحالي، وفق ما تحصلنا عليه من معلومات من مسؤولين بالبلدية، إذ أصبحت مقبرتا زواغي والمركزية بوسط المدينة ممتلئتين عن آخرهما، ما يضطر المواطنين إلى الاستعانة بالمقابر العائلية أو التوجه إلى أماكن بعيدة بكل من الخروب وقطار العيش وأحيانا يلجأ آخرون إلى مقابر بالمناطق التي تنحدر منها أصولهم العائلية، وهو ما وقفنا عليه لدى إحدى العائلات التي لجأت إلى بلدية سيقوس من أجل دفن والدتهم، بعد أن وجدوا صعوبة في الحصول على قبر بوسط المدينة، وأصبحت الكثير من العائلات تدفن موتاها في قبور قديمة لأقاربها.
ومازالت المقاطعة الإدارية علي منجلي تفتقر إلى مقبرة إلى اليوم، رغم ارتفاع الكثافة السكانية في السنوات الأخيرة، حيث تجاوز عدد قاطني المدينة، بحسب إحصائيات رسمية نصف مليون نسمة، كما عرفت عمليات ترحيل خلال هذا العام والتي كان آخرها استفادة 1700 عائلة من سكنات بالتوسعة الغربية.
وقد كان سكان علي منجلي الذين قدم غالبيتهم من أحياء مدينة قسنطينة، يدفنون موتاهم في مقبرة زواغي وبقسنطينة لكن وبعد تشبعها تم تحويلهم نحو القماص قبل أن تتشبع هي الأخرى ويحوّل الدفن إلى مقبرة الخروب بالنسبة للحالات العادية، والمتوفين بكورونا إلى البعراوية، في حين قامت بلدية عين سمارة بإصدار قرار بمنع الدفن بمقبرتها من غير القاطنين بها بعد أن سجلت طلبات كثيرة من سكان يقطنون خارج البلدية.
ويشكل مشكل الوعاء العقاري بعلي منجلي صداعا للسلطات المحلية، حيث اصطدمت جهود اختيار أرضية بعلي منجلي بصعوبة الطبيعة الجيولوجية للمدينة الجديدة، وسبق أن تم اختيار موقع بالتوسعة الغربية لكن طبيعة الأرض الصخرية حالت دون تجسيد المشروع، في حين أن الأرضيات الصالحة لإنشاء مقابر فلاحية تعود ملكيتها إلى الخواص أو إلى التعاونيات الفلاحية العمومية.
وأفاد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالعمران، عبد الحكيم لفوالة، أن البلدية اختارت 3 أرضيات من أجل إنجاز مقابر بشكل مستعجل، حيث أن الوضع تطلب تدخلا سريعا من المجلس لاسيما بعد تسجيل الكثير من الشكاوى بخصوص الصعوبات في الدفن، مؤكدا أن البلدية تولي اهتماما بالغا لهذا الملف.
وأوضح المتحدث، أنه تم تحديد ثلاث أرضيات ويتعلق الأمر بمساحة تقدر بـ 38 هكتارا على مستوى حي صوطراكو ببوذراع صالح، فضلا عن أخرى بـ 6 هكتارات بالزاوش أما الثالثة فهي بجبل الوحش، مشيرا إلى أن البلدية بصدد إعداد دفتر الشروط لإطلاق استشارات لتعيين مخابر تنجز دراسات جيولوجية للأرضيات، مؤكدا أن عملية الإنجاز ستنطلق فور ظهور نتائج الدراسة، قبل أن يشير إلى أنه وفي حال تجسيد هذه العملية، فإن الضغط سينخفض بشكل كبير بالنسبة لقسنطينة وحتى علي منجلي.
وسبق أن شكلت ولاية قسنطينة لجنة اختيار أراض صالحة لإنشاء مقابر، بعد رفض جل الاقتراحات المرفوعة من طرف اللجنة الولائية العام الماضي، وذلك بسبب الطبيعة الفلاحية للأراضي المختارة، فيما تم قبول بعض الاقتراحات على غرار إنشاء توسعة لمقبرة جبل الوحش وكذا مقبرتين في زيغود يوسف وديدوش مراد.
وتسبب ملف إيجاد أوعية لإنشاء مقابر، في قلق للسلطات والمنتخبين بقسنطينة منذ سنوات، حيث أن المشكلة توسعت إلى مختلف البلديات التي تصطدم في كل مرة بالطابع الفلاحي لمختلف الأراضي، فيما أعد المجلس الولائي السابق ملفين حول المقابر لكن دون أن يتم إيجاد حلول عملية إلى حد الساعة.
لقمان/ق