شرع بداية من صباح أمس الأحد، 1573 عون إحصاء في الانتشار عبر المقاطعات الإحصائية باثنتي عشرة بلدية من ولاية قسنطينة، حيث باشروا عملية طرق الأبواب من أجل ملء استمارات الاستبيان الخاص بالإحصاء العام السادس للسكان والإسكان بعد ثلاث سنوات من التحضير، في وقت توصي فيه السلطات المحلية بضرورة تحري الدقة في جمع المعلومات وشرح الغاية من العملية للمواطنين، الذين تدعوهم للتجاوب.
وتجمّع مع حلول الثامنة صباحا العشرات من أعوان الإحصاء المكلفين بالإشراف على عملية جمع الاستبيانات من المواطنين عبر بلدية زيغود يوسف في مركز التسلية العلمية بوشريحة لعروسي، إلى جانب المراقبين ورئيس الدائرة ورئيس البلدية، حيث ألقى الأمين العام للولاية بالنيابة، الذي حضر ممثلا عن والي قسنطينة، كلمة عليهم، أكد فيها على ضرورة الحرص على ملء المعلومات بشكل دقيق في الاستمارة، كما أشار إلى ضرورة التعامل بإيجابية مع العملية من طرف المواطنين، لافتا انتباه الحضور إلى وجوب انتهاج أساليب بيداغوجية مع السكان من أجل إزالة المفاهيم الخاطئة لدى البعض منهم، مثل الأشخاص الذين يعتقدون أن الأمر يتعلق بإحصاء من أجل فرض ضرائب أو رسوم، حتى يتضح لهم المغزى من العملية، كما أشار إلى ضرورة إعلام المواطنين أن السلطات العمومية تعتمد على هذا الإحصاء لبناء قاعدة بيانات للمجتمع فيما يخص حركية السكان.
وشرح المسؤول بعض المعطيات الأساسية التي ستفضي عملية الإحصاء العام إلى الحصول عليها، على غرار معرفة عودة السكان من المدينة إلى الريف، أو الحركية العكسية، ليؤكد أن العملية تتطلب من الأعوان الدقة الصارمة في جمع المعلومات من المواطنين، مشددا على ضرورة تجنب وضع معلومات خاطئة.
وأوضح الأمين العام للولاية بالنيابة ومدير الإدارة المحلية، ناصر زوقاري، في تصريح للنصر، أن الإحصاء العام للسكان والإسكان قد انطلق، حيث أشار إلى أنها عملية إستراتيجية ذات بعد وطني ستخلص إلى جمع معطيات جديدة، سيتم الاعتماد عليها لتقييم المجهود التنموي للسنوات الماضية، فضلا عن تقييم المعطيات الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها ستسمح ببناء السياسات العمومية المقبلة. وأضاف نفس المصدر أن جميع الإمكانيات المادية والبشرية قد سخرت عبر ولاية قسنطينة، حيث خصصت للعملية 251 مركبة، في حين جند 1573 عون إحصاء و251 مراقبا، بالإضافة إلى 72 مكونا.
وأوضح محدثنا أن الأعوان سيقومون بأداء مهمة الإحصاء بالاعتماد على الوسائل الحديثة، على غرار الألواح الإلكترونية، فضلا عن أنهم تلقوا التكوين في طريقة ملء استمارة الاستبيان، في حين نبه أن المتابعة ستكون يومية من طرف المندوب الولائي للإحصاء والسلطات الولائية، مؤكدا أنه سيتم الوقوف على إزالة جميع العراقيل التي قد تعترض العملية، لكنه أضاف أن الانطلاقة تمت بمختلف بلديات الولاية، بينما تم اختيار بلدية زيغود يوسف لتوقيع الانطلاقة الرمزية منها.
ولاحظنا في القاعة التي اختيرت للانطلاق أن الأعوان المكلفين بجمع المعلومات من الجنسين، في حين أكد لنا أحد الأعوان أنه سيتكفل بمقاطعة إحصائية على مستوى البلدية، معتبرا أن العملية لن تكون صعبة لكونها تعتمد على ملء الاستمارة في اللوح الإلكتروني مباشرة، كما قال إنه لن يواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع المواطنين لأنه ابن المنطقة ويعرف الكثير من القاطنين فيها.
ويعتمد الإحصاء العام السادس للسكان والإسكان لأول مرة على الألواح الإلكترونية في ملء استمارات الاستبيان، حيث استفاد الأعوان ومؤطروهم ومكونو المؤطرين من تكوين على استعمال التطبيق المخصص لها خلال هذا الشهر، في حين زوّد تطبيق الاستبيان بآلية التصحيح الذاتي للأخطاء والتناقضات التي قد تنطوي عليها بعض الإجابات على الأسئلة التي يتضمنها، بحيث لا يمكن المصادقة إليه قبل استدراكها.
ولاحظنا خلال اليومين الماضيين أن صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قد وضعت منشورات تدعو من خلالها المواطنين إلى التجاوب مع أعوان الإحصاء وتسهيل مهمتهم بتقديم المعلومات الدّقيقة التي يطلبونها والتعامل معهم بطريقة حسنة.
سامي.ح