تشهد سلالم جسر ملاح سليمان بوسط مدينة قسنطينة تسربا مائيا تحول إلى مصدر إزعاج لمستعمليها، بعد أن صارت الطريق المفضل للمئات من السياح الداخليين والأجانب، في حين تدخلت مصالح البلدية لمعاينة المشكلة من أجل معرفة مصدر المياه وإصلاح العطب.
وتنقلنا إلى سلالم جسر ملاح سليمان المحاذية لمصعد يكتظ بالمواطنين الذين يتخذون منه منفذا سهلا إلى وسط المدينة من محطة زعموش للنقل الحضري، ومخرجا منها إلى نفس المحطة نحو مختلف الوجهات، حيث لاحظنا في المكان طابورا طويلا من حوالي عشرين شخصا على باب المصعد من جهة شارع العربي بن مهيدي ينتظرون دورهم من أجل النزول إلى الجسر، بالموازاة مع تشكل طابور آخر من نفس العدد تقريبا على الجهة السفلى، حيث يضم المواطنين الراغبين بدخول المدينة القديمة من الجسر.
وذكر لنا المواطنون أنهم يفضلون استعمال المصعد رغم الوقت الذي يكلفهم ذلك في انتظار الدور، على استعمال السلالم بسبب وضعيتها المزرية نتيجة رمي القمامة فيها، على حد وصفهم. و وجدنا داخل السلالم عددا معتبرا من المواطنين من مختلف الأعمار والفئات، خصوصا العائلات، بينما لاحظنا أن الإنارة ضعيفة في المكان لولا النور المتسلل من النوافذ المفتوحة في السلالم المطلة على جسر ملاح سليمان، المعروف بين سكان المدينة بتسمية "قنطرة السانسور".
وتنبعث من السلالم روائح كريهة، رغم أننا لاحظنا مرور عون نظافة بالمكان وقيامه بالكنس وجمع القارورات البلاستيكية المرمية على الأرض، إلا أن المشكلة تكمن في بعض الأشخاص الذين يستغلون الأوقات التي تقل فيها حركة المارة في السلالم من أجل قضاء حاجتهم مثلما أوضحه لنا مواطن؛ أكد أن هذا المنفذ يمثل طريقه اليومية نحو مكان عمله، كما أشار المعني إلى أن الأشخاص الذين يقضون حاجتهم في السلالم يترددون على المكان في الساعات المسائية.
أما على مستوى الطوابق السفلى من السلالم فلاحظنا أن حركة المارة تتباطأ خوفا من السقوط، حيث يسجل تسرب لمياه من أنبوب معدني كبير يمر فوق السلالم، حتى أن المياه تتسرب فوق رؤوس المارة، فضلا عن أنها تنساب عبر السلالم الحجرية مشكلة بركا صغيرة موحلة، نتيجة اختلاطها بالأتربة، كما لاحظنا طبقة سميكة من الصدأ والطحالب تحيط بالأنبوب، في وقت نبه فيه مستعملو السلالم أن المشكلة مسجلة منذ أيام، وتتسبب في تعثر الكثير من المارة وسقوطهم، لذلك صار من يعرفون المكان يسيرون بحذر، بينما يتعرض للسقوط الكثير من الأشخاص الذين لا يعلمون بالأمر. وقد تزامن تواجدنا في السلالم مع تعثر سيدة، لكن ابنتها التي ترافقها تمكنت من حمايتها من السقوط. ولاحظنا بمجرد الخروج من السّلالم أن التسرب يمتد إلى غاية الصخرة المحيطة بالجِسر، ما يشكّل بركةً على الأرضية بالقرب من المدخل السّفلي للجسر.
وأفاد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالإنجازات والعمران، عبد الحكيم لفوالة، أن المصالح التقنية لمندوبية سيدي راشد قد عاينت المشكلة وأكدت وجود تسرب مائي، حيث ستقوم بداية من اليوم بتتبع المشكلة لمعرفة مصدرها، في حين أوضح أن البلدية تسخر أعوان نظافة للتكفل بالسلالم التي تعرف حركية كبيرة للمواطنين.
سامي.ح
