حمّلت السلطات الولائية بقسنطينة مسؤولية تداعيات والأضرار الناجمة عن التساقطات المطرية الغزيرة إلى العامل البشري، كما انتقدت إنجاز بنايات مخالفة لقوانين التعمير عبر مجاري الأودية، فضلا عن تراكم النفايات عبر الطرقات والبالوعات، فيما تدخلت الحماية المدنية ليلة أمس الأول، على مستوى ثلاث بلديات، كما يعرف مدخل المنطقة الصناعية «بالما» تدهورا كبيرا بسبب تشكل بركة كبرى تعرقل حركة المرور، ولم يتم إيجاد حلول لها منذ سنوات.
وتدخلت الحماية المدنية إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية قسنطينة مساء أمس الأول، على مستوى بلديات ابن زياد وحامة بوزيان وعين عبيد، إذ استعانت بوحدات تلك المناطق فضلا عن أخرى تابعة للمركز المتقدم بومعزة، وكذا مصنف عبد الرحمان والوحدة الثانوية سيساوي سليمان، بالإضافة إلى الوحدة الرئيسية علي منجلي و وحدة القطاع ديدوش مراد.
وسجلت الحماية المدنية بمنطقة عاشور بابن زياد ارتفاع منسوب المياه بالطريق الوطني رقم 79، الذي تعثرت به حركة السير لساعات، حيث تم إخراج شاحنة ذات مقطورة محملة بالبنزين كانت عالقة بالأوحال دون تسجيل أية أضرار، فيما وجهت البلدية نداء إلى الخواص للمساعدة بالآليات والجرافات، وذلك لمساعدة السلطات في فتح هذا الطريق الحيوي الرابط بولاية ميلة، إذ سجلت هبة تضامنية من طرف المواطنين.
وبقرية باب طروش تسربت مياه الأمطار داخل مساكن وقامت الحماية المدنية بامتصاصها، فيما سجلت تسربات وارتفاع لمنسوبها داخل ساحة متوسطة، كما تم امتصاص المياه أيضا على مستوى تلك النقطة، و تدخلت ذات المصالح بمنطقة الرحالة بحامة بوزيان وتم تسجيل ارتفاع منسوب المياه بعلو حوالي 50 سنتيمترا، كما انغمست سيارة داخل المياه وتم إنقاذ شخص من داخلها وهو في حالة جيدة، في حين سجلت تسربات إلى منازل بحي التجزئة الأولى بعين عبيد.ويعرف مدخل المنطقة الصناعية بالما بمحاذاة سوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة قسنطينة تدهورا كبيرا، حيث غطت بركة ضخمة جل الطريق كما تسببت في تعثر حركة السير منذ أزيد من أسبوع، علما أن هذه المشكلة مازالت تسجل بالمكان منذ سنوات، إذ سرعان ما تظهر كتلة من الأوحال كلما تساقطت قطرات من المطر ما قدم صورة سوداء عن المكان المؤدي إلى العديد من الوحدات الصناعية، وكذا المؤسسات العمومية والخاصة.
ويبدي مرتادو المنطقة الصناعية استياء من وضعية هذه الطريق، التي تعد واجهة للمكان وممرا تستعمله المئات من المركبات يوميا، علما أن وضعية الطرقات قد تدهورت نتيجة تعريتها بمياه الأمطار الأخيرة، التي كشفت عن عيوب كثيرة في عملية إعادة الطريق إلى طبيعتها إثر إنجاز شبكة الصرف الصحي العام الماضي.
وتستمر حملة النظافة والتطهير عبر مختلف بلديات الولاية، لاسيما على مستوى زيغود يوسف، فضلا عن المقاطعة الإدارية علي منجلي، فيما أكد الوالي في اجتماع مع مختلف مسؤولي الولاية، أمس، على ضرورة التجند لمواجهة الآثار الناجمة عن تساقط الأمطار الغزيرة والتي أرجع سببها الرئيسي، وفق بيان للولاية نشر عبر صفحتها الرسمية على منصة فيسبوك، إلى العنصر البشري وكذا البناء في مجرى الأودية وتراكم النفايات على مستوى حواف الطرقات والبالوعات، فيما كلف رؤساء الدوائر والبلديات والمدراء المعنيين، وكذا المؤسسات العمومية للنظافة بالتجند، ومواصلة عمليات التنظيف الكبرى على مدار الأسبوع وبصفة دائمة.
و وجهت تعليمات، أيضا إلى محافظة الغابات والمؤسسات العمومية للمساحات الخضراء، من أجل إحصاء جميع المساحات غير المغروسة، وذلك خلال فترة 4 أيام، لاسيما على مستوى بلدية قسنطينة للتكفل بها، وذلك حتى لا تبقى، وفق المصدر، عرضة للإهمال والتلوث فضلا عن مساهمتها في الحد من مشكلة الانزلاقات بالمدينة، وكذلك خلق بيئة جميلة وصحية.
وفي سياق آخر، أكد الوالي ضرورة مباشرة عمليات تطهير المدونة لبعض القطاعات على غرار قطاع التعمير والبناء، من أجل الانطلاق في بعض العمليات التي تصب في تحسين المحيط والإطار المعيشي للمواطن، كما طالب بتحسين الإنارة العمومية، وتم التطرق في اجتماع مجلس الولاية، إلى مدى تنفيذ القرارات المتخذة فيما يخص تغطية خدمة الإطعام والحراسة على مستوى الابتدائيات، وكذا تكليف الأعوان المدمجين في إطار مختلف آليات التشغيل، فضلا عن عمليات تجهيز المدارس. لقمان/ق