أكد رئيس بلدية قسنطينة أن مكتب دراسات عمومي يعكف على إنجاز خبرة معمقة على مستوى مقطع من طريق زيغود يوسف “البولفار” بوسط المدينة، بعد أن سجل مشكلة انضغاط للأرضية بسبب تسربات المياه وقنوات التطهير، حيث تعتزم مصالح البلدية إطلاق مشروع شامل لدعم الموقع، في حين تسعى لاستلام مشروع دعم شارع طاطاش بلقاسم قبل الدخول المدرسي المقبل، حيث تستمر فيه الأشغال التي أغلقت الطريق أمام المركبات منذ أكثر من سنة.
وأفاد رئيس المجلس الشعبي بقسنطينة، شراف بن ساري، أن مكتب خبرة عمومي قد أجرى دراسة من أجل معرفة سبب هبوط مستوى الأرضية على مستوى شارع زيغود يوسف، المعروف بين السكان بتسمية “الطابية”، في الجزء المقابل لمقر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. وقد أجرت مصالح البلدية منذ شهرين عملية لتثبيت الأرضية وملئها، لكنها عادت للانضغاط على إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت بالولاية خلال شهر جوان الماضي. وقد لاحظنا في المكان ظهور ثقب عميق في الأرضية وتدهور وضعية الإسفلت الذي وضعته مصالح البلدية، فضلا عن ظهور تباين واضح للعيان على السطح، في وقت ما يزال فيه سائقو المركبات يستغلون المساحة للركن.
وأوضح رئيس البلدية أن الدراسة توصلت مبدئيا إلى أن المشكلة تعود إلى تسربات المياه وقنوات التطهير، مشيرا إلى أن مكتب الدراسات العمومي المكلف بالعملية سيعمل على تعميق الخبرة من أجل تحديد سبب المشكلة بدقة، قبل إطلاق الأشغال الشاملة، حيث اعتبر رئيس البلدية أن العملية ينبغي أن تتم بشكل متكامل ونهائي لمعالجة وضعية الطريق دون الاصطدام بتفاصيل غير متوقعة. وعقد المجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة يوم أمس، دورة استثنائية للمصادقة على تعديل مداولتين تخصان مشروع إعادة الاعتبار لشبكة المياه الصالحة للشرب بشارع طاطاش بلقاسم الممنوحة لمؤسسة “كوسيدار” بقيمة تفوق مليار و400 مليون سنتيم. وحضر الدورة 33 عضوا بالمجلس، حيث حظيت المداولتان بمصادقة أغلب الأعضاء، بينما أوضح لنا رئيس البلدية في تصريح هامشي، أن الدورة تأتي كإجراء للمصادقة على تمديد التّرخيص الممنوح لفائدة شركة “كوسيدار” بعد تسجيل تحفظ من طرف لجنة الصفقات حول أجله، مؤكدا أنها تستهدف ضبط العملية لتكون مطابقة للإجراءات الإدارية المعمول بها، في حين عبر المنتخب حسني بلعارم، عن معارضته لمضمون المداولة، معتبرا أن الترخيص الثاني “منتهي الصلاحية” لأنه صالح لستة أشهر من تاريخ 6 ديسمبر 2022 إلى 6 جوان 2023، وينبغي بحسبه أن يجدد بشكل تام، عوضا عن تمديده، إلا أن رئيس البلدية أكد له أنه عبارة عن تمديد، كما قال الأمين للبلدية إن أجل الأشهر الستة يحتسب منذ تاريخ وصول الترخيص إلى لجنة الصفقات، مؤكدا دخوله في الأجل المحدد، كما أن لجنة الصفقات قد أشرت عليه، مع إشارة إلى ضرورة رفع التحفظ المذكور بخصوص الأجل.
وتساءل المنتخب أيضا عن سبب تخفيض قيمة أشغال إعادة الاعتبار لشبكة المياه الشروب في طاطاش من مليار و500 مليون إلى مليار و400 مليون، حيث شرح له مدير الإنجازات أن الأمر يعود إلى تحويل قناة المياه الذي قامت به البلدية بعد نزع القناة المعدنية القديمة وتعويضها بأخرى جديدة، مضيفا أن المؤسسة المنجزة كانت تعتزم احتساب قيمة أشغال وضع القناة الجديدة في التفاوض حول الأسعار قبل تمرير الملف على لجنة الصفقات، إلا أن البلدية قررت إعادة وضع نفس قناة التحويل التي أنجزتها، ما جعل قيمتها تقتطع من قيمة المشروع، لكن المنتخب اعتبر أنه كان من المفترض إطلاع أعضاء المجلس على تفاصيل الملف.
وقال رئيس البلدية في تصريح للنصر، إن مصالحه تسعى لاستلام مشروع إعادة الاعتبار لطريق طاطاش بلقاسم قبل الدخول المدرسي المقبل. وأضاف نفس المصدر أن التأخر في الأشغال يعود إلى أن المشروع واجه عقبات غير متوقعة، معتبرا أن البلدية فضلت التأني لإنجاز أشغال مستديمة، كما أن جدار الدعم استهلك 124 وتدا مصغرا. وأضاف نفس المصدر أن المشروع مقسم إلى عدة عمليات، حيث تتجاوز قيمتها 15 مليار سنتيم، مؤكدا أنه يشمل إعادة الاعتبار لشبكة التطهير والتزفيت، فضلا عن شبكات التطهير في “الأربعين شريفا” وغيرها، في حين شدد على أهمية المشروع بالنسبة للمدينة بسبب وقوعه في محور حيوي ضمن الخريطة المرورية.
سامي .ح