انطلقت أمس، عملية التنقية الكبرى لوادي بن الشـرقي بقسنطينة من كميات هائلة من مخلفات الأتربة والحجارة الضخمة والقمامة التي جرفتها السيول المترتبة عن أمطار قوية هطلت مع بداية الصيف، حيث جمع أعوان المصالح المختلفة المشاركة في العملية أكثر من 200 طن خلال نصف يوم فقط، فيما يرتقب أن تستمر جهودهم إلى يوم غد.
وتقود عملية التنظيف مديرية الموارد المائية لولاية قسنطينة، حيث تأتي تنفيذا لتعليمة وزارة الداخلية المؤرخة منتصف شهر جويلية الماضي بخصوص التحضير لموسم الخريف والوقاية من آثار التقلبات الجوية، التي قررت السلطات الولائية بناء عليها تنظيم حملة تنظيف كبرى في وادي بن الشـرقي وحي الجباس، فضلا عن أنها ستمس الكيلومتر الخامس، في حين تشارك فيها المؤسسات العمومية البلدية والولائية «بروبكو» و»بروبراك» و»إيديفكو» و»سوبت»، والديوان الوطني للتطهير ومديرية الأشغال العمومية ومؤسسة تسيير مراكز الردم التقني ومؤسسات خاصة تنشط في مشاريع تابعة لقطاع الموارد المائية.
والتقينا في موقع عملية التنقية بمندوب المندوبية البلدية بوذراع صالح، عادل غرزولي، حيث أوضح لنا أن البلدية تقوم بالتنظيف على مستوى محيط الوادي وداخل الشوارع الواقعة ضمن نفس الحيز، فضلا عن المشاركة في رفع الأتربة من داخل المجرى، كما أطلقت المندوبية عملية تنظيف منذ يوم السبت الماضي على مستوى حي بوذراع صالح، في حين أشار محدثنا إلى أن البلدية سخرت 24 عاملا من 6 مندوبيات مختلفة، من بينهم 5 من مندوبية بوذراع صالح، كما أكد أن مصالحه ستقوم بعمليات تشجير بمحيط الوادي بالتنسيق مع محافظة الغابات لولاية قسنطينة وإشراك جمعيات الأحياء، خصوصا في المواقع القريبة من التجمعات السكنية.
ويصل العدد الإجمالي من العمال المسخرين للعملية إلى 79 عاملا، من بينهم 5 عمال من مؤسسة «سياكو» وجدنا أنهم يعكفون على تنظيف جميع البالوعات الواقعة على مجرى الوادي انطلاقا من مدخل الدخيخ على الطريق المؤدي نحو منطقة «الجباس» باستعمال آليات ووسائل تابعة لشركتهم، كما استخدمت في العملية التي جرت بحضور رئيس القسم الفرعي للموارد المائية لدائرة قسنطينة 8 شاحنات مختلفة وعدة آليات لرفع الأتربة، فيما أكد لنا المندوب البلدي أن عملية التنقية ستتواصل لثلاثة أيام.
حجارة ضخمة وأتربة
تسد الوادي
ولاحظنا خلال تواجدنا على مستوى معبر للمركبات فوق الوادي تكدس كمية ضخمة من الأتربة والحجارة الكبيرة على امتداد المجرى، ما يتسبب في إعاقة سيولة المياه، فضلا عن أن الأتربة سدت الفراغات الواقعة تحت المعبر بشكل كلي تقريبا، حيث جرفتها الأمطار الأخيرة التي هطلت في بداية الصيف وتسببت في وقوع أضرار في المكان وغمرت مجموعة من السيارات وتسربت إلى داخل المساكن، خصوصا أن الكثير منها أنجزت بمحاذاة الوادي مباشرة، كما تنتشر في الموقع ورشات تصليح المركبات وعدة نشاطات تجارية أخرى.
وأوضح لنا المشاركون في العملية أن التنقية ستمس جميع النقاط السوداء في الوادي التي تعرف تواجدا لمنشآت مثل المعابر وبناءات لضبط حركة المياه، لكونها تتحول إلى حواجز أمام جريان المياه في حال تراكمها بكميات كبيرة، على غرار ما لاحظناه أيضا على مستوى الجسر المنجز على الطريق المؤدي إلى الجباس مرورا بالوادي، حيث عرف تضررا كبيرا وانهيارا لأجزاء منه خلال الأمطار الأخيرة، ما أدى إلى عزل مؤقت لسكان حي الجباس الذين لا يملكون طريقا آخر للتنقل إلى مساكنهم.
وشمل التنظيف أيضا مجاري صرف مياه الأمطار على ضفتي الطريق المؤدي إلى الجباس، مثلما لاحظنا خلال تنقلنا مع المندوب البلدي، حيث تتجمع كميات من الأتربة المختلطة مع أوراق الأشجار اليابسة في العديد من النقاط التي لم تمسسها عملية التنظيف بعد، في حين أوضح لنا المندوب البلدي أن العمال سيقومون بتنقيتها بصورة شاملة بعدما قام بمعاينة المواقع التي مر عليها العمال.
كما يلاحظ أيضا أن مواطنين يقومون بالرمي العشوائي للقمامة والأتربة ومخلفات عمليات البناء في المكان، خصوصا في محيط أرضية مهيأة لتحول إلى ملعب جواري. وقام مواطنون بصف مجموعة من الجذوع والأغصان الكبيرة على حافة طريق المركبات لمنع الشاحنات من تفريغ الردوم في المكان، إلا أن المندوب أكد لنا أنها قد تؤدي إلى عرقلة مياه الوادي في حال جرفتها الأمطار.
ووقفنا خلال جولتنا في حيز عملية التنقية على وجود مجموعة من إطارات العجلات المكدسة على ضفة الوادي، حيث أكد لنا مرافقونا أنهم سيطلبون من صاحبها إزالتها تفاديا لوقوعها في المجرى، قبل أن يوضح أحدهم أن كمية القمامة التي رفعتها الشاحنات قد وصلت إلى 210 أطنان بحلول الساعة الواحدة زوالا من أول يوم من العملية، في حين توقعوا أن تصل إلى حوالي 250 طنا مع تحميل آخر شاحنتين قبل الاستئناف في اليوم الموالي. وقد استحسن سكان من الحي تحدثنا إليهم العملية، حيث طالب بعضهم بالقيام بمشاريع تهيئة لحافتي الطريق وإنجاز أرصفة لمرور الراجلين عليها.
وشهد الطريق الرابط بين سيساوي والجذور عملية تنقية من النقاط السوداء خلال بداية شهر أوت الجاري بمبادرة من الموارد المائية، في حين استفادت الولاية من قبل من عدة عمليات لتهيئة الوديان للقضاء على مشكلة الفيضانات خلال هطول الأمطار الغريزة، على غرار المشاريع التي مست وديان بومرزوق، ومهرول في بوالصوف ووادي الحد، فضلا عن مشروعي حماية حيي سيساوي والقماص، كما وصل المشروع الخاص بتهيئة وادي زياد على مستوى دائرة قسنطينة إلى مرحلة تعيين المقاولة في انتظار استكمال الإجراءات لانطلاق الأشغال، حيث أكد لنا المشاركون في تنقية وادي بن الشـرقي أن الهدف الأساسي من العمليات المذكورة يتمثل في الوقاية من الفيضانات بالدرجة
الأولى. سامي.ح