شرعت مديرية النقل لولاية قسنطينة في دراسة تمديد خريطة النقل لتشمل تجمعات سكنية مستحدثة في سركينة بالجهة الشرقية عبر خط وسط المدينة باتجاه حي الرياض، في وقت يطالب فيه سكان العديد من الأحياء الأخرى بتعزيز النقل وخلق خطوط جديدة.
وتنقلت فرقة من المفتشين التابعين لمصالح مديرية النقل لولاية قسنطينة خلال الأسبوع الماضي إلى حي سركينة من أجل الاطلاع الميداني على كيفية تمديد خط النقل الرابط بين محطة زعموش بوسط المدينة وحي الرياض حتى يشمل التجمعات السكنية المستحدثة بالحي، حيث عمل المعنيون على معاينة المسلك الجديد وضبطه بالتنسيق مع ممثلي السكان والناقلين الناشطين على الخط، وذلك من أجل تحضير جميع الترتيبات لمباشرة النشاط وتحديد المواقف والمسار المتبع من أجل ضمان التغطية الشاملة للمنطقة بوسائل النقل وتسهيل تنقلات المواطنين بصفة منتظمة في أريحية، مثلما نقلته الصفحة الرسمية لمصالح الولاية على منصة «فيسبوك».
وذكر لنا سكان من حي سركينة أن مسار الحافلات لا يشمل العديد من النقاط على مستوى الحي في الوقت الحالي، خصوصا أن المنطقة عرفت اتساعا مستمرا خلال السنوات الماضية، مع التحاق أعداد أكبر من السكان بها في الجهة العليا القريبة من حي الرياض، الذي يعاني سكانه أيضا من نقص النقل بسيارات الأجرة، بسبب انتشار نشاط سيارات الأجرة غير الشرعية «الفرود» على امتداد الخط المار بالحي باتجاه القماص انطلاقا من الدقسي، بمحيط السوق الفوضوية القريبة من محور الدوران «برازيليا»، كما يعاني سكان حي سيدي مبروك العلوي أيضا من نقص الخطوط المؤدية إلى الجهة العليا، باستثناء خط وحيد للنقل بالحافلات باتجاه وسط المدينة.
ويشهد الحي المذكور أيضا نقصا في خطوط النقل بسيارات الأجرة الجماعية، حيث يربط الخط الوحيد المتوفر بين محطة السيارات بوسط المدينة على مستوى شارع شيتور ومحطة برازيليا في الدقسي، فيما يجد سكان سيدي مبروك أنفسهم مجبرين على قطع مسافة طويلة مشيا من أجل الوصول إلى محطة الدقسي، خصوصا قاطنو سيدي مبروك الأعلى والجزء الواقع أسفل حي المنصورة، على غرار سكان حي الحياة والمنزه الجميل والراعي الصالح، فضلا عن أن بعض سائقي الأجرة الذين يوافقون على النقل مباشرة إلى الجهة العليا من الحي يشترطون توفر عدد كاف من الركاب ليمروا عبر المنصورة، في حين يقتصر نشاط السائقين الذين يركنون مركباتهم بالمحطة الواقعة بمحيط عيادة التوليد بسيدي مبروك على النقل الفردي للركاب ويرفضون النقل الجماعي.
استدعاء أكثر من 100 ناقل بسبب مخالفات
ويطالب سكان من سيدي مبروك والدقسي ووادي الحد أيضا باستحداث خط للنقل بسيارات الأجرة باتجاه المدينة الجديدة علي منجلي والخروب، حيث يجدون أنفسهم حاليا مضطرين للركوب مع سيارات الناقلين غير الشرعيين الذين حولوا مساحة للركن إلى محطة غير قانونية، يفرضون فيها إتاوات مقابل النشاط على جميع المترددين عليها من أصحاب السيارات، حتى من سائقي سيارات الأجرة، فيما يعتمدون تسعيرة 200 دينار للنقل، بينما يلجأ آخرون إلى الحافلات التي تنشط باتجاه علي منجلي عبر خط جبل الوحش.
ولاحظنا أن بعض الناقلين غير الشرعيين الذين يترددون على «المحطة» المذكورة يستعملون سيارات ذات 7 مقاعد، كما ذكر لنا مواطنون من الحي أنهم صاروا يفضلون التنقل عبر سيارات الأجرة إلى وسط المدينة، ثم يقصدون محطة السيارات باتجاه المقاطعة الإدارية علي منجلي لتقليل التكلفة.
أما بالنسبة للتنقل باتجاه مدينة الخروب من الأحياء المذكورة، فإن المواطنين يجدون أنفسهم مضطرين للركوب مع الناقلين غير الشرعيين من محطة عشوائية استحدثوها منذ أكثر من سنة بالقرب من موقف الحافلات القريب من العيادة المتعددة الخدمات التوت أسفل محول سيدي مبروك، حيث لاحظنا أن أغلب السكان يقصدونها للتنقل إلى الخروب، فيما يفضل آخرون استعمال الحافلات التي تتوقف في نفس المكان. واحتل الناقلون غير الشرعيين الرصيف فحولوه إلى فضاء للركن، بينما يقوم شخص بأخذ إتاوات منهم مقابل السماح لهم بالنشاط في المكان، فضلا عن أنه ينظم الأدوار.
من جهة أخرى، يعاني سكان عدة أحياء على مستوى بلدية حامة بوزيان والتجمعات القريبة منها من نقص وسائل النقل الجماعية، خصوصا خلال الساعات المسائية التي تقل فيها حركة المواطنين على خط وسط مدينة قسنطينة باتجاه حامة بوزيان، حيث يضطرون إلى الركوب مع الناقلين غير الشرعيين خلال ساعات الليل، بينما لا يتواصل عمل سائقي الأجرة إلا باتجاه أحياء في بلدية قسنطينة، على غرار سيدي مسيد أو بعض النقاط القريبة منها أو نحو «الكانطولي».
وذكر لنا سكان من المقاطعة الإدارية علي منجلي أيضا أن سائقي سيارات الأجرة الجماعية الذين ينشطون على خط وسط المدينة، يقومون بتغيير الخط لفرض تسعيرة أكبر تصل إلى 200 دينار من خلال اتخاذ مسلك طريق الشاحنات معللين الأمر بالازدحام المروري، رغم أن هذا الخط المستحدث عشوائيا من طرف السائقين لا يناسب الكثير من سكان المقاطعة القاطنين بالأحياء القديمة المحيطة بالمحطة النهائية لسيارات الأجرة في الوحدة الجوارية 6.
ويذكر أن مديرية النقل لولاية قسنطينة قد باشرت منذ بضعة أشهر عمليات رقابية على مستوى محطات النقل بسيارات الأجرة والحافلات من أجل الوقوف على التجاوزات، حيث استدعت خلال الأيام الماضية أكثر من 100 ناقل للمثول أمام لجنة العقوبات الإدارية بسبب العديد من المخالفات، من بينها عدم إتمام المسار وانعدام الوثائق وعدم احترام نقاط المحطات والهيئة غير اللائقة للسائق، فضلا عن تغيير المسلك وانعدام قواعد النظافة والأمن والهندام غير اللائق وسوء الخدمة وعدم تعليق شارة القابض وغيرها من السلوكيات السلبية المسجلة، خصوصا مع أصحاب الحافلات.
سامي.ح