دعا أمس، أكاديميون خلال ملتقى دولي حول مستقبل السلم والأمن الدوليين في ظل التغيرات المناخية بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، إلى ضرورة استغلال الطاقات المتجدّدة، خاصة الطاقة الشمسية، والرفع من الاستثمار والتكوين، كما تمّ التطرّق إلى أهمية التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في مجابهة الأزمات المناخية التي أدت إلى ظهور مصطلحات حديثة كاللجوء البيئي.
الملتقى الذي عرف مشاركة أساتذة من داخل الوطن وخارجه، على غرار مصر، تونس، والعراق، تطرّق خلاله المتدخلون إلى جهود الجزائر الملموسة في حماية البيئة، واصفين إياها بالسبّاقة في المبادرة ضمن هذا الإطار، من خلال سن القوانين، والبنود الخاصة بحماية البيئة على المستوى الإقليمي ضمن قانوني البلدية والولاية، فضلا عن دسترة الحق في البيئة، والهيئات المهتمة بالبيئة والمناخ.
وعبّر المحاضرون عن أهمية توجّه الجزائر للاعتماد على الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، في ظل تأثر البلاد بالتغيّرات المناخية، باستغلال مواردها باعتبارها من البلدان الساخنة، خاصة في الصحراء الجزائرية شاسعة المساحة والمتميّزة بالحرارة وسطوع الشمس طوال السنة تقريبا، بالإضافة إلى ارتفاع الحرارة بالمناطق الأخرى في البلاد لأشهر طويلة.
وأضاف المحاضرون أنّ فتح باب الاستثمار المحلي والأجنبي بالإضافة إلى الاهتمام بالتكوين واستحداث مراكز لتأطير المهتمين، سيساهم بشكل كبير في تنفيذ الاستراتيجية ويحقّق مكاسب للبلاد، أبرزها التراجع في استهلاك الوقود الأحفوري والاحتفاظ به لصالح الأجيال القادمة، كمصدر دخل للعملة الأجنبية وإمكانية احتلال مراكز رائدة في تصدير الطاقة عالميا.
وتطرّقت الأستاذة بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة نوال مغزيلي، لأهمية الاعتماد على التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في مواجهة الأخطار المناخية، على غرار التطبيقات التي تسمح بقياس الانبعاثات الكربونية، استخدام الطائرات بدون طيار لتحديد مصادر التلوّث واستغلال البرامج للتنبُؤ بالحرائق.
وذكر أساتذة أنّ الاعتماد على التقنية مهم في الجانبين الوقائي والعلاجي، كأنظمة الإنذار المبكّر التي تسمح بإدراك الخطر بشكل استباقي، وكذا برمجيات تسمح بمسح ورصد وتقييم درجة الأخطار، وأيضا تقنيات الفضاء الخارجي للحصول على معلومات بيئية في منطقة معيّنة، فضلا عن الاستمطار الصناعي حسب الأستاذ بجامعة محمد البشير الإبراهيمي بالبرج إدريس معزوزي، وذلك في ظل تزايد مشكلة شح الأمطار، حيث دعا إلى تعميم التقنية رغم تكلفتها الكبيرة على المناطق القاحلة مع العمل على تطويرها بشكل أكبر.
من جهته عبّر البروفيسور بكلية العلوم السياسية بجامعة قسنطينة 3 عبد اللطيف بوروبي، عن أهمية تفعيل مبادرة الدفاع 5 زائد 5 الموجودة منذ 1990، التي تضم 5 دول من جنوب أوروبا ومثلها من الدول المغاربية، في الحد من ظاهرة التغيّرات المناخية في منطقة البحر الأبيض المتوسّط، لتشمل القضايا المناخية والبيئية باستغلال مرونة المبادرة عوض اقتصار دورها على الأمن البحري. وأضاف المتحدّث أنّ هذه الأخطار تزيد من إمكانية بروز اللاجئ البيئي، الذي لم يعد يرتبط بالسياسة والأوضاع الأمنية، بل تدفع البيئة الأفراد إلى اللجوء، ما يزيد من أعباء الدول المستقبلة، زيادة على الدعوة إلى الفصل بين مفهومي الأمنين الطاقوي والغذائي.
إسلام.ق