تعمل السلطات الولائية بقسنطينة، على إزالة كل المزارع الواقعة وسط النسيج العمراني، بمختلف المناطق وخاصة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، مع ترحيل قاطنيها إلى سكنات جديدة تقع في الوحدة الجوارية 18 بعلي منجلي، ومكن هذا الإجراء من تخفيض عدد رعاة المواشي داخل المجمعات السكنية بمختلف مناطق الولاية.
وتواصل مؤسسة الردم التقني، عمليات هدم السكنات الكائنة في مزارع فوضوية والواقعة داخل النسيج العمراني بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، بعد انطلاق العملية قبل يومين، والتي مست مزرعة روابح العربي بالوحدة الجوارية 15 والتي تقع أسفل سكنات المقاول «دمبري»، ما يزعج كثيرا سكان الوحدتين الجواريتين 15 و13، خاصة وأن أصحاب السكنات المعنية يقومون بتربية الأغنام وممارسة مختلف النشاطات الفلاحية بالقرب من سكناتهم.
واستكملت أمس، عمليات هدم السكنات والتي مست 7 عائلات تقطن في هذه المزرعة الواقعة وسط النسيج العمراني، وتم ترحيلها إلى سكنات جديدة واقعة في الوحدة الجوارية 18، في إطار القضاء على السكنات الفوضوية، وتوزيع سكن ملائم يتوفر على كافة الضروريات لمستحقيه، وجرت عملية هدم السكنات في ظروف حسنة بحضور رجال الأمن الذين أمنوا العملية من بدايتها إلى نهايتها، يذكر أن العملية أنجزت من طرف مؤسسة الردم التقني وبمساهمة مختلف المؤسسات العمومية.
وتنتشر في علي منجلي عدة مزارع منها من أزيلت قبل فترة وأخرى لا زالت لحد اليوم، على غرار تلك المحاذية لطريق الوزن الثقيل، ومزارع منتشرة بالتوسعتين الجنوبية والغربية، وأخرى محاذية للوحدة الجوارية 14 وتحديدا بالقرب من سكنات بعض المقاولين، ما دفع سكان هذه السكنات الجديدة المطالبة بإزالتها، لما تشكل من إزعاج سواء من ناحية الروائح المنبعثة أو تجول الأغنام بالقرب من السكنات والفضلات التي تخلفها عمليات الرعي.
وتعتبر هذه المزارع من أقدم الهياكل بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، وتعود فترة إنجازها إلى ثمانينات القرن الماضي، إلا أن التطور العمراني والسكاني الذي تعرفه المدينة الجديدة بداية من سنة 2001، جعل من بقاء هذه المزارع أمرا يصعب تقبله بالنسبة لأصحاب السكنات، خاصة وأن الزحف الإسمنتي قرب أكثر المشاريع السكنية من تلك المزارع، ليجد أصحابها أنفسهم وسط سلسلة من الإقامات والمجمعات السكنية، مع تقلص مساحات تمكنهم من رعي أغنامهم.
وانتشرت منذ سنوات ظاهرة الرعي بالأغنام داخل المجمعات السكنية على غرار الوحدات الجوارية 5 و 6 و 8 و 7 و 17 و 19 و 20، لقربها من بعض المزارع الواقعة خلف المجمعات السكنية، وكان الرعاة يضطرون للرعي بالأغنام لاستغلال الكمية المحدودة من الأعشاب أو القمامة المنتشرة بمختلف الحاويات، ما تسبب في فوضى عارمة خاصة بانتشار الأوساخ وفضلات الأغنام، أو من خلال تشويه المنظر العام للمدينة الجديدة، والحرج الذي تسببه للسكان أو حتى في تسببها في ازدحام مروري على غرار الوحدات الواقعة وسط المدينة.
وانخفضت كثيرا هذه الظاهرة بعلي منجلي، مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات قليلة، ويعود الفضل في ذلك إلى عمليات إزالة مثل هذه المزارع القريبة من المجمعات السكنية، إضافة إلى عجز الرعاة في إيجاد مساحات تتوفر على العشب لتغذية أغنامهم ليضطروا للرحيل بعيدا عن علي منجلي التي تحولت اليوم إلى قطب سكاني ضخم يعتبر الأكبر على مستوى ولاية قسنطينة والشرق الجزائري.
وتعمل السلطات الولائية بقسنطينة، على القضاء على كل تلك المزارع من خلال هدم السكنات الفوضوية المنجزة وسطها، على غرار تلك التي تمت إزالتها قبل أشهر والواقعة أسفل حي بلحاج، إضافة إلى مزارع أخرى تقع بالقرب من حي الإخوة عباس ودقسي عبد السلام وسركينة وغيرها من الأحياء القريبة من المزارع.
وتعرف بعض الأحياء الواقعة في بلدية قسنطينة ظاهرة إيواء الأغنام بغية بيعها، وتجلى ذلك من خلال تجولها وسط النسيج العمراني ومرورها على الأرصفة والطرق المختلفة قبل وضعها في بعض السكنات غير المستغلة على غرار تلك الواقعة في حي سيدي مبروك السفلي، كما هو الحال مع بعض البلديات الأخرى.
وتعمل مختلف المؤسسات البلدية، على زبر الأشجار و نزع الأعشاب الضارة وقص الحشائش بعد أن تحولت إلى قبلة ومكان مفضل للرعاة في وقت سابق، خاصة وأنها تمكن من رعي الأغنام بكل حرية، ما شجع أكثر تلك العائلات على التواجد وسط النسيج العمراني، كما تسببت تلك الأغنام في إتلاف أجزاء كبيرة من المساحات الخضراء التي كانت تزين المدينة وأنفقت مبالغ مالية كبيرة من أجل إنشائها.
حاتم / ب