ثمن، أمس منتجو الحليب، بقسنطينة قرار الدولة بدعم حليب الأبقار بما ساهم في اقتنائه من طرف الملبنات وإنهاء أزمة صعوبة التوزيع، لكنهم أكدوا على ضرورة دفع مستحقات الدعم التي ينتظرونها منذ أكثر من عام كما اشتكوا من ارتفاع تكاليف الإنتاج لاسيما الأعلاف، فيما أكدت الغرفة الفلاحية بأن هذه الشعبة تتبوأ المرتبة الثانية ولائيا بعد إنتاج الحبوب، في حين تم وضع برنامج لتكوين الفلاحين في مختلف الشعب، وذلك بالشراكة مع معاهد متخصصة.
ونظمت، أمس الغرفة الفلاحية، ورشة تكوينية حول شعبة تربية الأبقار الحلوب وإنتاج الحليب، على مستوى المركز الوطني لتكوين مستخدمي الجماعات المحلية بقسنطينة، حيث تم تقديم محاضرات تقنية، من طرف أساتذة جامعيين ومتخصصين حول مختلف التقنيات وآخر ما توصل إليه الباحثون والدول لتطوير هذا المجال ، الذي يشكل جزءا مهما من الأمن الغذائي الوطني.
وأكد رئيس جمعية مربي الأبقار لولاية قسنطينة، بلمداني محمد الأمين، بأن اليوم تكويني يعد فرصة للفلاحين لطرح الانشغالات وتبادل الخبرات والاستفادة من الجانب العلمي، إذ أن الهدف الأساسي هو تحقيق وفرة في إنتاج الحليب والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي ، لكنه أشار إلى أن التغيرات المناخية وكذا غلاء الأعلاف، فضلا عن مختلف التغيرات التي تطرأ عبر مختلف مناطق العالم، قد تسبب في تراجع لهذا النشاط، إذ لابد وفق المتحدث، من وضع استراتيجية قوية لتطوير القطاع لاسيما وأن الكثير من المهنين لم يتحملوا الضغوطات المسجلة، وغادروا الميدان لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف.
وتحدث، رئيس جمعية المربين، عن نقص الأعلاف وكذا الثروة الحيوانية، بسبب ذبح الإناث بما أثر بشكل كبير على إنتاج الحليب أو اللحوم على حد سواء، ناهيك عن مشكلة تسوية وثائق الأراضي الزراعية، وكذا ارتفاع وانخفاض الأسعار بطريقة عشوائية، وحتى الحليب فإن تكاليف إنتاجه باهظة، مبرزا أن المربين كانوا يعانون من صعوبة تسويقه، لكن قرار وزارة الفلاحة مؤخرا بتدعيم شراء حليب الأبقار من خلال دفع الفوارق المالية ، دفع بالملبنات إلى شرائه.
ولفت المتحدث، إلى أن تأخر دفع المستحقات الناتجة عن الفوراق في دعم الدولة، لأزيد من عام قد عقد من الوضع ، داعيا إلى ضرورة التكفل بمطالب المربين في أقرب الآجال، تفاديا لإفلاس الفلاحين، كما أكد على ضرورة محاربة تهريب المواشي والتي طالما تتسبب في الأمراض على غرار مرض الحمى القلاعية، إذ تم بسببها تلقيح الأبقار لمرتين في العام، مشيرا إلى أن متوسط إنتاج البقرة للحليب يقدر ما بين 4 إلى 6 آلاف لتر في العام وهو معدل قليل مقارنة بالدول المتقدمة ، التي تتراوح ما بين 9 آلاف و 11 ألف لتر في العام للبقرة الواحدة ، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بتربية البقرة الولود بدل استيرادها.
وذكر عضو مجلس إدارة الغرفة الفلاحية، مهدي دالي، أن اللقاء تم عقده بعد الاستماع لانشغالات الفلاحين والمربين، حيث سيتم العمل على تحسين نشاط إنتاج الحليب وفقا للمعطيات المتوفرة ، مشيرا إلى أن شعبة إنتاج الحليب تعد الثانية بعد إنتاج الحبوب بولاية قسنطينة، كما أكد بأن كل ما يطرح من انشغالات سيتم تسجيله من أجل تأطير ورشات في المستقبل .
أما الأمين العام للغرفة الفلاحية ، هشام بن الشيخ، فقد ذكر بأن الورشة تدخل ضمن برامج تكوين الغرفة الفلاحية للمهنيين، إذ يتم من خلالها تبادل الخبرات بين الفلاحين من أجل التحسين من مستوى تقنية الإنتاج، كما أشار إلى برمجة دورات تكوينية علمية قصيرة المدى للفلاحين المربين وأبنائهم ، من أجل إبلاغهم بالامتيازات التي تقدمها أجهزة الدعم، كما أضاف، بأن الوزارة قد برمجت دورات تكوينية بالتنسيق مع المعاهد المتخصصة بمختلف الولايات، لتأهيل الفلاحين وتكوينهم في مختلف الشعب. ل/ق