نظمت أمس، جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة رحلة سياحة بيئية لفائدة 50 فردا من أعضاء الجمعية ومحبي الطبيعة إلى شاطئ كاف فاطمة بولاية سكيكدة، حيث تستهدف العملية تحسيس المصطافين والتعرف على التنوع الإيكولوجي الساحلي، فيما يرتقب أن تنطلق رحلة أخرى منتصف شهر أوت المقبل، كما دعا القائمون على الجمعية إلى عدم حرق الحشائش والأعشاب الضارة لتجنب وقوع الحرائق.
وأفاد رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة، عبد المجيد سبيح، في تصريح للنصر، أن الجمعية نظمت أمس الرحلة الأولى المندرجة في إطار برنامج السياحة البيئية المنظم خلال الفترة الصيفية، حيث أوضح أن المبادرة تجري بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة لولاية قسنطينة، في حين أشار إلى ان 50 شخصا استفادوا منها. وأضاف المصدر نفسه أن المشاركين فيها توجهوا إلى شاطئ كاف فاطمة في بلدية قرباز بدائرة ابن عزوز في ولاية سكيكدة، حيث قاموا بعملية تحسيس لفائدة المصطافين والزوار، ودعوهم إلى عدم رمي النفايات واحترام المحيط، فضلا عن عملية تنظيف للشاطئ من خلال رفع القمامة التي يتركها المصطافون، في حين شملت الرحلة زيارة المنطقة الرطبة في ابن عزوز وزيارة الغابة للاطلاع على التنوع الطبيعي النباتي والحيواني للمنطقة.
وأضاف المصدر نفسه أن الرحلة ستشمل عملية ورفع للقمامة في حال وجودها داخل الحيز الغابي أيضا، حيث أكد أن الهدف من المبادرة يتمثل في التعريف بالتنوع البيولوجي الساحلي والتحسيس وتوعية الأطفال والشباب، لكنه نبه بأن المشاركين في الرحلة من فئات مختلفة، إذ تضم محبين للبيئة من غير أعضاء الجمعية، إلى جانب أطفال متمدرسين ومراهقين وكبار السن أيضا. وأكد سبيح أن الجمعية ستنظم رحلة ثانية إلى منطقة بني بلعيد بولاية جيجل في 17 أوت المقبل، حيث ستشمل البرنامج نفسه من أجل تعريف المشاركين بها بالتنوع الذي تتوفر عليه المنطقة، في حين لفت إلى أن الجمعية شاركت مع مصالح محافظة الغابات في عملية إطلاق 700 طائر مهاجر من نوع البط ذي العنق الأخضر على مستوى الحواجز المائية بعين سمارة والهرية والأبيار وجبل الوحش، موضحا أنه من المرتقب أن تقوم «أبنو» بخرجة استطلاعية من أجل معاينة وضعية الحواجز المائية التي تسجل امتلاء خلال السنة الجارية في إطار نشاطها التطوعي في مجال الأمن المائي.
ونبه المتحدث بأن عملية الاستطلاع التي ستنظمها الجمعية إلى الحواجز المائية ستشمل معاينة وضعية الكائنات التي تعيش فيها أو بمحيطها، بما في ذلك الكائنات النباتية والطيور والأسماك والحيوانات الأخرى، بالإضافة إلى ملاحظة رمي النفايات بالقرب منها أو على ضفافها. من جهة أخرى، تعكف جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة خلال الفترة الصيفية على التوعية بضرورة عدم حرق الأعشاب الضارة في محيط التجمعات العمرانية والمساحات الفلاحية، مثلما أكده محدثنا، مشيرا إلى أن هذا السلوك يشكل خطرا كبيرا، وقد يؤدي إلى التسبب في حرائق، فضلا عن أنه مضر بالبيئة ويشوه المشهد العمراني العام للتجمعات السكنية والمساحات الخضراء لما يتركه من بقع سوداء في المساحات الخضراء، ناهيك عن الروائح الكريهة والأدخنة التي تتسبب فيها عمليات الحرق العشوائي للأعشاب.
واعتبر محدثنا أن الموسم الماطر للسنة الجارية قد أدى إلى انتشار الأعشاب والحشائش بشكل كبير، فضلا عن نموها بكثافة، خصوصا في عدة أحياء من التجمعات العمرانية بمدينة قسنطينة وعلي منجلي، ما حول كثيرا من المساحات منها إلى بؤر لرمي النفايات، كما أن الأعشاب الكثيفة تجعل تحديد مكانها صعبا، بينما أوضح أن اللجوء إلى حرقها بالقرب من محيط العمارات وحظائر السيارات قد يتسبب في نشوب حرائق في المركبات والمساكن. وأوضح المصدر نفسه أن إزالة الأعشاب والحشائش الكثيفة ينبغي أن يتم بطريقة منظمة من خلال آلات جز العشب أو باستعمال الوسائل اليدوية. أما بخصوص الحشرات التي تعرف انتشارا خلال فصل الصيف على غرار نوع من القشريات سجل في بعض التجمعات العمرانية، والصراصير، فقد أوضح محدثنا أن الحشائش والأعشاب من أسباب ظهورها، بالإضافة إلى الرطوبة بفضل التساقط المعتبر للأمطار خلال الموسم الشتوي الماضي، في حين نبه إلى أن الرمي العشوائي للقمامة وعدم احترام المحيط من أسباب ظهورها أيضا.سامي.ح