ووري الثرى أمس، بالمقبرة المركزية بقسنطينة، البروفيسور إسماعيل سليم خزندار، الباحث في الفلسفة و الرياضيات و نجل الشهيد الرمز توفيق خزندار.
الفقيد فارق الحياة عن عمر ناهز 72سنة، بعد معاناته من تبعات وعكة صحية حادة، ليرحل تاركا رصيدا مهما من البحوث والمقالات العلمية في مجالات العلوم الإنسانية و الفلسفة والرياضيات وحتى التاريخ، باعتباره رجلَ علم متعدد التخصصات و مثقفا من صفوة النخبة الجزائرية.
درس في الجزائر وفي فرنسا، و حمل عددا من الشهادات أهمها دكتوراه في الرياضيات حول موضوع الرياضيات والميتافيزيقا، إلى جانب شهادة دكتوراه ثانية في الفلسفة، فضلا عن شهادة ليسانس في علم النفس، وذلك بحسب ما أكده زميله وصديقه الأستاذ رشيد بحبح، عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة قسنطينة.
كان البروفيسور خزندار، إبستيمولوجيا و أستاذا عاشقا للرياضيات، كما درس الإعلام الآلي في كلية الهندسة المعمارية والعمران بجامعة قسنطينة، قبل أن ينتقل سنة 2014 إلى قسم الفلسفة، أين درس هناك مقياسي الإبستيمولوجيا والأخلاقيات، بعدما اتبع شغفه بالمجال.
وللفقيد، كتاب في التاريخ حول سيرة ومسيرة المؤرخ محمد حربي، أعده انطلاقا من تأثره بتاريخ الثورة الجزائرية التي ضحى خلالها والده الشهيد توفيق خزندار، حيث أعد العمل بمعية مجموعة من الباحثين في المجال من فرنسا و الجزائر على غرار دحو جربال و مليكة رحالي، وحاول من خلال الإصدار الإجابة عن سؤال إمكانية أن يكون المؤرخ مساهما في الحدث التاريخي، وهو كتاب قدم فيه ثلاث دراسات معمقة و خطه باللغة الفرنسية.
يذكر أن الراحل سليم خزندار، كان قد تقاعد من العمل قبل حوالي سنة ونصف، بعدما ربطته علاقة قوية بطلبته في قسم الفلسفة، كما أكده الأستاذ رشيد بحبح، الذي تحدث بإسهاب عن الجانب الإنساني من شخصية الراحل، وكيف كان بالغ الطيبة وباذخ السخاء.
هدى طابي