يتسبّب سائقو حافلات في عدة نقاط في قسنطينة في حالة فوضى، لعدم احترامهم نقاط التوقف و عدم إتمام المسارات، الأمر الذي أحدث أزمة نقل أثارت استياء المواطنين، في حين كشفت مديرية النقل عن اتخاذ إجراءات ردعيّة ضد المخالفين ودعت المواطنين إلى التبليغ عن التجاوزات.
الممارسات المذكورة أحدثت أزمة نقل يومية، وفق ما عاينته النصر في عدة نقاط توقف ومحطات وذكر مواطنون التقتهم النصر بجوار المحطات المخصصة لخطوط الخروب وكذا جبل الوحش و بوالصوف، أنهم أجبروا على استخدام سيارات أجرة وسيارات «فرود» ربحا للوقت أو لاستكمال وجهاتهم.
وقال ركاب تحدثوا للنصر ، إن سائقي الحافلات يفضلون العودة إلى المحطات التي تشهد اكتظاظا كبيرا على حساب المحطات الأخرى، وناشدوا السلطات المعنية بالتدخل ووضع حد لمعاناتهم، من خلال إيجاد حلول جذرية للمشكلة واتخاذ إجراءات صارمة لضبط أصحاب الحافلات المخالفين للقانون وفرض الرقابة.
وقالت مواطنة تعتمد على الحافلة كوسيلة أساسية للنقل وبالتحديد خط الخروب-جبل الوحش للنصر بأن « أغلب الحافلات التي تعمل على مستوى ذات الخط تتجنّب المرور بمحطات داخل مدينة الخروب على غرار أحياء 1600 و 500 و 1200 بل تكتفي بالمرور بالمحطة البرية الرئيسية للحافلات بالخروب ما يفرض علي أن أستقل أولا حافلة للوصول إلى المحطة الأخيرة للتمكن من ركوب حافلة الخروب - جبل الوحش، و هو نفس الإشكال عند رحلة العودة إلى الخروب فيتم إيقاف الراكبين قسرا في المحطة الرئيسية.“ وتضيف في ذات السياق ”أن سائق الحافلة يرفض إكمال الطريق إلى جبل الوحش ودائما ما يلزم المسافرين بالنزول في المكان المسمى بالفوبور وأحيانا يعرض عليهم الصعود لحافلة أخرى مواصلة لذات الوجهة».
من جهته قال راكب آخر إن ” الأمر نفسه فيما يخص خط باب القنطرة - جبل الوحش، فغالبا ما يتم توقيفنا جبرا في محطة الفوبور بدلا من الاستمرار إلى المحطة الأخيرة بجبل الوحش، حتى يعود السائق مبكرا لمحطة باب القنطرة وتحميل المزيد من الركاب، ما يتعين علي انتظار حافلة أخرى متجهة لجبل وحش أو استقلال سيارات الأجرة“.
كما أكدت مواطنة، أنها أصبحت تحرص قبل صعود الحافلة المتجهة نحو بوالصوف، أن تسأل عن مكان توقفها نظرا لكون معظم الحافلات تتوقف بجنان الزيتون رافضة إتمام مسارها، حيث يتحتم عليها انتظار الحافلات التي تواصل الطريق إلى بوصوف أو التي تتوجه إلى عين السمارة، لتصل لوجهتها.
وبشأن خط القماص - باب القنطرة ، قالت مواطنة للنصر أنه عوضا عن إنزال الركاب في محطة الدقسي على مستوى برازيليا، تتوقف الحافلات في منتصف الطريق عند سوق الخضر بالدقسي، بشكل فوضوي وغير قانوني.
النصر نقلت المشكلة إلى مديرية النقل، حيث أكد رئيس مفتش قسم في مديرية النقل البري لولاية قسنطينة و المكلف بلجنة العقوبات الإدارية، دريدح فضيل أن مصالح مديرية النقل «تتابع عن قرب مختلف المخالفات التي يقوم بها أصحاب الحافلات وأنها تحرص على استقبال شكاوى المواطنين بشكل دائم ومستمر، فيما يتعلق بعدم احترام الناقلين لنقاط المحطات و عدم إتمام مسارات الحافلات، وإدراجها ضمن برنامج اللجنة الولائية للعقوبات الإدارية والتي تعمل على تطبيق إجراءات ردعية وتنفيذ عقوبات في حق المخالفين ، من بينها إيداع الحافلات في الحظيرة لمدة بين 3 أيام إلى غاية 45 يوما في حالة المخالفة الأولى، و في حالة إعادة المخالفة في مدة لا تتجاوز سنة من تاريخ النطق بالعقوبة الأولية ، فتسحب وثائق استغلال الخط بصفة مؤقتة تصل إلى 3 أشهر، أما عند تكرار المخالفة مرة أخرى تسحب رخصة استغلال الخط نهائيا.“
ويضيف ذات المتحدث أنه يتم تحرير محاضر المخالفات من طرف لجنة التفتيش والمراقبة، بالتنسيق مع مصالح الأمن لولاية قسنطينة، انطلاقا من العمليات الميدانية الدورية التي يقوم بها مفتشو اللجنة على مدار عدة أيام على مستوى الإقليم، وذلك لمراقبة نشاط الحافلات ومدى التزام الناقلين بنقاط المحطات ومسارات الحافلات.
ويؤكد أنه «و في إطار تنظيم وتحسين خدمات النقل البري بالحافلات، تشجع مديرية النقل المواطنين على ثقافة التبليغ وتقديم شكاوى حول التجاوزات التي يقوم بها الناقلين، عبر إتاحة وسائل مختلفة لتلقي الشكوى على غرار الاتصال المباشر بخلية المراقبة والتفتيش على مستوى المديرية ، إرسالها عبر البريد أو تسجيلها في سجل الشكوى المخصص للمواطنين في حجابة المديرية.“
ويشير ذات المتحدث أن حصيلة النشاطات للجنة الولائية للعقوبات الإدارية بمديرية النقل لعام 2024 ، بلغت 1339 محضرا معالجا ، تختلف فيه العقوبات المطبقة بين حجز الحافلات وإيداعها الحظيرة وحالات سحب الوثائق.
أسماء كيموش