تعرف محطات النقل بالسكك الحديدية في قسنطينة عزوف المواطنين عن الاعتماد عليها كوسيلة نقل أساسية في التنقلات اليومية ما بين البلديات و المدن وذلك عبر خطوط الضواحي، حيث يفضل العديد من المسافرين التنقل عبر وسائل النقل العمومية الأخرى على غرار الحافلات وسيارات الأجرة ، بالرغم من مختلف الخدمات التي يقدمها القطار من أسعار التذاكر المناسبة وتوفر الأمن على مستوى العربات المخصصة للسفر، وأيضا المدة الوجيزة التي يستغرقها للوصول مقارنة بباقي وسائل المواصلات، وغيرها من المزايا لتلبية احتياجات المسافرين وتوفير شروط نقل أحسن لهم.
و تعود أسباب تفضيل الركاب لوسائل نقل أخرى بدلا من استخدام القطار، حسب تصريحات أدلى بها العديد منهم للنصر خلال جولة قامت بها في محطات مختلفة على مستوى قسنطينة، من بينها محطة القطارات بباب القنطرة، المحطة البرية للنقل بالحافلات بباب القنطرة وكذلك المتواجدة بالمنطقة الصناعية بالما ، وبالتحديد الخطوط الخاصة ببكيرة، ديدوش مراد والخروب وكذا الميلية، حيث ذكر معظم المسافرين الذين التقت بهم النصر أن السبب الرئيسي في عزوفهم عن التنقل بالقطار راجع إلى بُعد محطات السكك الحديدية عن وسط المدينة و أماكن إقامتهم، ما يتطلب التنقل عبر الحافلات وسيارات الأجرة للوصول لها ما يهدر الوقت ويتعب المواطنين ماليّا، إلى جانب وجودها في أماكن معزولة غير آمنة. في حين قال آخرون إنه ليس لهم علم بوجود رحلات في الضواحي ولا حتى بوجود محطة القطار ببلديتهم على غرار إحدى الراكبات القاطنة بالخروب، كما يرجع أحد المسافرين سبب اعتماده على الحافلة بدلا من القطار لعدم انضباط مواقيت القطار وقلة عدد الرحلات اليومية التي تقتصر على الفترة الصباحية والمسائية فقط، و يضيف مواطن آخر أنه متعوّد على استقلال الحافلات للتنقل ويرى أنها أنسب له وذلك لتوفر العديد من نقاط التوقف والمحطات التي يمكن النزول بها.
ومن جهة أخرى، يرى بعض من ركاب القطار الذين حاورناهم بجوار محطة القطار باب القنطرة، أنهم يتنقلون عادة في القطار عبر الخط الرابط بين مدينة عين البيضاء وقسنطينة، لكونه أكثر أريحية من الحافلة فيما يتعلق بالاكتظاظ مقارنة بالحافلات، كما يستغرق مدة زمنية قصيرة للوصول، بالإضافة إلى توفر الأمن والذي يعتبر أولوية رئيسية بالنسبة للركاب خصوصا في الرحلات الطويلة. وفي ذات السياق، تضيف مواطنة أخرى أنها تعتمد على القطار في أسفارها بسبب المواعيد المحددة للانطلاق و الوصول لمختلف الوجهات و تجنب التأخر الذي قد تواجهه الحافلة في الطريق جراء وقوع الحوادث أو الازدحام المروري.
و كشف المكلف بالاتصال في المديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية لولاية قسنطينة، دعاس نبيل، للنصر أن المديرية سجلت العام الماضي 21044 مسافرا اختاروا قطار الضاحية لتنقلاتهم، ويتعلق الأمر بكل رحلات الخط الرابط بين زيغود يوسف والقرزي ذهابا وإيّابا مرورا بالعديد من نقاط ومحطات التوقف على غرار القرزي، أولاد رحمون، الخروب، بكيرة، حامة بوزيان بالإضافة لكل من كاف صالح، ديدوش مراد ثم زيغود يوسف. حيث يصل عدد الرحلات إلى 4 رحلات بمعدل يومي في كلا الاتجاهين في مواقيت مختلفة تحدد كالتالي : خط القرزي، قسنطينة و زيغود يوسف، ينطلق من محطة القرزي س6و45 د - 8 و15 د صباحا ومن محطة قسنطينة على س5 و40 د -7و 45د، أما مساء ينطلق من ذات المحطة على س14و30 -16و30دباتجاه المحطة النهائية زيغود يوسف. وفيما يخص خط العودة زيغود يوسف، قسنطينة و القرزي فينطلق القطار صباحا على س6و45د- 8و35د ، وعلى س15 و20د - 17 و30د مساء.
و يؤكد المتحدث أن المديرية تعمل على توفير ظروف ملائمة لتنقل المسافرين عبر قطار الضاحية والذي يضمن لهم الأريحية في التنقل داخله عكس أنماط أخرى على غرار السيارة و الحافلة، وأيضا تفادي الازدحام المروري الذي يسبب للعامل و الطالب التأخر في الالتحاق بمقر العمل أو الدراسة. إلى جانب كونه وسيلة آمنة للسفر حيث يتواجد على متن القطار أعوان مصلحة الأمن يضمنون للمسافرين الأمن طيلة مدة السفر و كذلك أعوان التوجيه من مراقبين، منذ اقتنائهم التذكرة و ركوبهم القطار إلى غاية الوصول إلى آخر محطة .
ويضيف المكلف بالاتصال أن هناك ثلاثة مواقف جديدة ستدخل الخدمة عن قريب على مستوى كل من الدقسي، القماص، و الموزينة مقابل عيادة إيمان، حيث ستساهم هاته المواقف بشكل كبير في الحركية المستدامة للقطار وتعزيز خطوط النقل.
أسماء كيموش