مقاضاة شركات تركية في حوادث وفاة خمسة عمال بقسنطينة
ذكر المفتش الجهوي للعمل لناحية قسنطينة، بأن الشركات الأجنبية تعد الأكثر مخالفة لقوانين العمل الجزائرية لاسيما ما تعلق منها بتوفير وسائل الوقاية من الحوادث ، وكشف عن متابعات قضائية في حق الشركات التركية التي عرفت حوادث وفيات مؤخرا، فيما أرجع المفتش الولائي أسباب الوفيات إلى انعدام وسائل العمل وعدم تطبيق القوانين.
مؤكدا بأن المفتشية لا تحوز على أي قائمة بشأن وجود عمالة إفريقية مرخصة، معلنا عن فتح تحقيق خاصة وأن المفتشية قد أعدت تقريرا بوجود حالات في بعض الورشات.
وأكد المفتش الجهوي «تينة ميلود» على هامش الملتقى الجهوي حول الوقاية والحماية من الأخطار المهنية بمقر الصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية بقسنطينة، بأن الشركات الأجنبية تعد الأكثر مخالفة لقوانين العمل لاسيما ما تعلق منها بتوفير وسائل الحماية المهنية للعمال، مشيرا إلى أن مصالحه قد كثفت من حجم الزيارات الميدانية في جميع المؤسسات سواء المحلية أو الأجنبية، حيث تم تسجيل أكثر من 25 الف زيارة ميداينة في السنة الجارية، تم من خلالها توجيه 18900 إعذار.بالإضافة إلى إعداد 348 ملف قضائي، لكنه ذكر بأن الإجراءات الردعية غير كافية، حيث لابد حسبه من زيادة العمل التوعوي والتحسيسي للتخفيض من حوادث العمل، مشيرا إلى تسجيل انخفاض في ظاهرة عدم التصريح بالعمال السنة الجارية، نظرا لقيام المشرع في قانون المالية التكميلي بتشديد الإجراءات الردعية التي تصل في غالب الأحيان إلى الحبس بالنسبة للمخالفين للقوانين، مؤكدا في رده على سؤال للنصر حول الإجراءات المتخذة في حق المؤسسات التركية التي عرفت 5 حالات وفيات مؤخرا عن فتح وتحرير ملف قضائي ضد تلك المؤسسات.
وذكر المفتش الولائي للعمل لقسنطينة «بوذراع رابح” بأن مصالحه لا تحوز ولم تتحصل على أي قائمة من مديرية التشغيل بخصوص وجود عمال أفارقة مرخص لهم بالعمل في ورشات البناء بقسنيطنة، مشيرا إلى أن مفتشية قد رفعت تقريرا بوجود عمالة إفريقية تعمل بصفة غير قانونية في بعض الورشات، سيتم من خلاله فتح تحقيق خلال الأيام القادمة للوقوف على حقيقة الوضع، مؤكدا بأن نتائج التحقيقات بخصوص الوفيات التي حصلت في الشركات التركية قد أثبتت بأن المؤسسات لم تطبق القوانين ولم توفر وسائل الحماية للعمال، لكنه ذكر بأن العديد من العمال يتحملون جزء من مسؤولية الحوادث نظرا لعدم التزامهم بارتداء وسائل الحماية بسبب محدودية مستواهم الثقافي. كما أكد مفتش عمل بأن العمال المتوفين بعمارات “السيلوك» غير مؤمنين اجتماعيا، فيما تحدث مدير صندوق التأمينات الاجتماعية، عن تسجيل 11 حالة وفاة في حوادث عمل بقسنطينة خلال السنة الجارية و32 حالة في السنة الفارطة، كما تم تسجيل أزيد من ألف حادث عمل. وكانت ورشات بناء لشركات تركية تقوم بإنجاز مشاريع للسكن الإجتماعي بالمدينة الجديدة ماسينيسا، قد عرفت أسبوعا أسود خلال الشهر الجاري، حيث توفي 4 عمال بسبب سقوطهم من أعلى بنايات في طور الإنجاز، كما توفي قبل أسبوع عامل خامس في إحدى الورشات لذات الأسباب، ما تسبب في هجرة جماعية للعمال للورشات مخافة تعرضهم لحوادث عمل مماثلة نظرا لعدم توفير الشركات لوسائل الحماية، كما أن النصر قد رصدت في جولة استطلاعية وجود عدد كبير من العمال الأفارقة القادمين من دول عديدة كالنيجر ومالي بالإضافة إلى بينين وغينيا بذات الموقع، تحصلت النصر على قائمة بأسمائهم وجنسياتهم، كما ذكرت لنا مصادر مطلعة بالورشة بأنهم يعملون دون رخصة عمل، حيث أن الشركة حسب ذات المصادر، قامت بنقلهم إلى الورشة منذ أشهر في حافلة في ساعة متأخرة من الليل من بينهم قصرّ، كما أن المؤسسة تعمد في كل مرة إلى ترحيلهم عن الورشة وتعويضهم بآخرين، وفق ما صرح لنا به عمال.
لقمان/ق