انطلقت إجراءات مشروع إعادة الاعتبار لأزقة مدينة قسنطينة، بعد تقديم مكاتب الدراسات المكلفة بالعملية لعرضين، على أن يتم تقديم عرض آخر يوم الأربعاء المقبل، يشمل طرق وكيفيات مثلى لإعادة تهيئة طرقات عدة أحياء على غرار الأربعون شريفا ورحبة الصوف وغيرها من أحياء الجهة العلوية للمدينة، إضافة إلى إعادة الاعتبار لسوق العاصر.
وأكد رئيس بلدية قسنطينة بالنيابة، نبيل بوصبع، في اتصال هاتفي للنصر، أن مشروع إعادة الاعتبار لأزقة مدينة قسنطينة، خاص بدائرة قسنطينة، موضحا أن مكاتب الدراسات المكلفة بالمشروع قدمت عرضين أول أمس، على أن تقدم عرضا آخرَ يوم الأربعاء المقبل، على أن تنطلق الأشغال بعد إنهاء الإجراءات اللازمة التي تسبق عملية الإنجاز.
وعقد أول أمس، رئيس دائرة قسنطينة، في إطار متابعة سير المشاريع التنموية عبر إقليم بلدية قسنطينة بمختلف مصادر تمويله ومرافقة مختلف القطاعات المتدخلة في التنمية المحلية، جلسة عمل على مستوى قاعة المداولات لبلدية قسنطينة، تخص مشروع أشغال إعادة الاعتبار للأزقة بمدينة قسنطينة الذي تشرف على إنجازه مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية قسنطينة.
كما تناول الاجتماع، مشروع تهيئة وإعادة الاعتبار لسوق بوهالي سعيد، أو كما يعرف بسوق العصر سابقا الممول من ميزانية البلدية، وذلك بحضور كل الفاعلين من أجل تسريع كل الإجراءات الضرورية قبل انطلاق العملية، على غرار رئيس المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة بالنيابة، نائبة الرئيس المكلفة بالصيانة والوسائل العامة لبلدية قسنطينة، الأمين العام للبلدية، مندوب وتقنيي المندوبية البلدية سيدي راشد، ممثل مديرية التعمير للولاية، رؤساء الأقسام الفرعية للدائرة متمثلة في الموارد المائية، الأشغال العمومية والسكن، مكاتب الدراسات، مقاولات الإنجاز و ممثلين عن المجتمع المدني. وقدمت مكاتب الدراسات المكلفة بالمشروعين، عرضين على الحاضرين، مع إثراء الجلسة بحوار بين مختلف الحاضرين وإبداء آرائهم المختلفة، وأكد رئيس الدائرة على ضرورة التنسيق بين مختلف الفاعلين و التشاور بين مختلف الهيئات حتى تسهل عملية التهيئة، خاصة وأن المشروع سيشمل ترميم وتهيئة طرقات المدينة القديمة الواقعة في الجهة العلوية متمثلة في طريق جديدة أربعين شريف، سوق العصر، رحبة الصوف وغيرها.
وتشهد طرقات وأرصفة هذه الأزقة القديمة، حالة كارثية، جعلت منها غير صالحة للسير وخاصة على مستوى الطرقات الثانوية المؤدية من وإلى مختلف الأزقة، وخاصة بالنسبة للمسالك المؤدية إلى كل من أربعين شريف ورحبة الصوف، والتي تستدعي إعادة تهيئتها في القريب العاجل، مع المحافظة على طابعها التقليدي الذي يرمز إلى عراقة تلك الأزقة، من جهة أخرى تتطلب الوضعية الكارثية التي يتواجد عليها سوق العصر بوسط المدينة، إعادة تهيئته وترميمه خاصة وأن أجزاء كثيرة به تضررت وانهارت بسبب قدمها، إضافة إلى انتشار مياه الصرف الصحي في وسط مساحاته بسبب إهتراء شبكة الصرف، ما تسبب في انبعاث روائح كريهة وخروج مياه قذرة، مع تضرر سوره الخارجي وهيكله العام، لتقرر مصالح الدائرة بالتنسيق مع البلدية إلى تخصيص مشروع كامل لهذا السوق التاريخي.
وأعلنت السلطات الولائية بقسنطينة، شهر أكتوبر من السنة المنصرمة، عن إطلاق مشروع لإعادة تهيئة أزقة المدينة القديمة لقسنطينة لاسيما المحاور الكبرى منها، لتنظم جلسة عمل خصصت لعرض مكاتب الدراسات المتخصصة في حماية التراث والمكلفة بإعداد الدراسة الخاصة بهذا المشروع، والتي تطرقت إلى أربعة أجزاء منه، حيث سيتم وفق العرض المقدم إعادة الاعتبار وتهيئة الحجارة المصقولة والأرصفة، باستعمال الحجارة القديمة، وكذا اقتناء أخرى مماثلة لها بالنسبة للمساحات المنقوصة، مع ضرورة اعتماد نظام خاص لتمرير مختلف الشبكات، ليتم على إثرها وضع الحجارة المصقولة بتقنية استعمال الرمل لترشيح الماء آليا، لتكون المرحلة النهائية التكفل بالإنارة وإعادة الاعتبار لواجهات المحلات، حتى تتحول المدينة القديمة إلى مركز سياحي بامتياز.
وتكفلت مديرية التعمير والبناء والهندسة المعمارية، بمهمة تسيير المشروع، برخصة برنامج تقدر بـ 37 مليار سنتيم، وأكد والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، في تلك الفترة أن الهدف من هذه المشاريع هو إعادة إنعاش المدينة القديمة لتكون مقصدا سياحيا، مطالبا بمراعاة الجودة في الإنجاز ودقة اختيار المواد المستعملة، لاسيما وأن المشروع يكتسي طابعا تراثيا بالنظر لخصوصية المكان وعراقته، كما أكد على ضرورة تعيين مقاولة متخصصة في المجال.
حاتم / ب