الجمعة 21 مارس 2025 الموافق لـ 21 رمضان 1446
Accueil Top Pub

تبناها مسجد و تستقطب المتطوعين: مبادرة لإفطار المرضى والعمال بالمستشفى الجامعي في قسنطينة


يتبنى مكتب سبل الخيرات لمسجد الإصلاح بحي بوالصوف في قسنطينة مبادرة لإفطار المرضى والعمال بالمستشفى الجامعي ابن باديس، حيث يتم تقديم ما معدّله 300 وجبة يوميا لفائدة المرضى والعمال وحتى الزوار، حيث لقي هذا العمل الخيري تجاوبا من قبل المتطوّعين الذين أقبلوا على المساهمة في إنجاحه.
وشاركت النّصر جانبا من الروتين اليومي للقائمين والمشاركين التحضير اليومي لهذه المبادرة على مستوى مسجد الإصلاح، الذي تنقلنا إليه أول أمس، قبل صلاة العصر بقليل، أين استقبلنا إمام المسجد، طارق بورنان، عند الجهة الخلفية من المسجد، حيث تزامن قدومنا مع قيام عدد من الشباب بعملية إنزال الطاولات والكراسي من إحدى المركبات، بالإضافة إلى القيام بتنظيف رواق خارجي بالمسجد والسلالم المؤدية إلى داخله، حيث ذكر لنا الشيخ، بورنان، أنّها خاصة بمبادرة الإفطار الجماعي التي ارتأى تنظيمها لفائدة ساكنة الحي.
وولجنا بعدها داخل المسجد مع مرافقنا الشيخ، حيث مررنا بقاعة هي تعتبر بمثابة مخزن، أين وجدنا كميات لا بأس بها من المؤونة المتنوّعة التي تسمح بتحضير وجبات الإفطار، من خضر ومواد أساسية على غرار الزيت والسميد، الزبدة والسكر، كما يتوسّط القاعة عدد من الأطفال والمراهقين يشكلون مجموعتين ويقومون بتقشير الخضر، لنمرّ عبرها إلى المطبخ أين لاحظنا وجود عدد من المتطوّعين منهمكين في تحضير وجبة الإفطار، كل يقوم بمهمة معيّنة، فهذا يشرف على إعداد طبق «الحساء» وآخرون يقومون بقلي طبق «البوراك» وأعضاء يتكفّلون بتحضير طبق آخر.
شخص يضحي بعطلته السنوية للتطوّع
وذكر عمي، بوزيد، أحد المشرفين على إعداد وجبات الإفطار بالمطبخ أنّه من أبناء الحي، قدم للتطوّع في هذا العمل على اعتبار اشتغاله قبل أن يتقاعد منذ سنة 2013 كرئيس مطبخ بأحد مؤسسات الطفولة المسعفة، لافتا كذلك أنّه كان يفضّل مشاركة الإفطار مع الأطفال في المؤسسة عوض الذهاب إلى المنزل، وحدث في إحدى المرات أن كانت زوجته في فترة «النفاس» ومع ذلك فضّل الإفطار رفقة أطفال المؤسسة، لافتا أنّه شارك في هذا العمل التطوّعي مع المسجد خلال السنة الماضية وحرص على تكرار العملية هذا العام.
وقال لنا، زهير، وهو قاطن كذلك بحي، بوالصوف، إنّه متطوّع يشتغل في الأساس كطباخ في مؤسسة الشرطة، بحيث يعمل يوما في عمله الأصلي ويتطوّع في اليوم الموالي بمطبخ المسجد، مضيفا أنّ هذه المبادرة فرصة للإحساس بمعاناة ووضعية الأفراد، فضلا عن الاستشعار بحلاوة هذا العمل التطوّعي، فيما تحدّث بوبكر، الذي يشتغل في إدارة مطبخ الحماية المدنية أنّه ضحى بعطلته الشهرية في سبيل التطوّع مع القائمين على هذه المبادرة، ولم يفكّر بتاتا في استغلال عطلته للاستراحة من العمل خاصة وأنها عطلته السنوية، وإنما بالعكس حرص على المشاركة في هذا العمل.
ولفت الشيخ، بورنان، أّنّ المطبخ في الأساس عبارة عن قاعة تدريس تمّ تجهيزه قبل رمضان ليكون في صورة ملائمة بغية تجسيد مبادرة إفطار الصائمين بالمستشفى الجامعي، كما قام محسنون ممّن يمتلكون مطاعم بالتبرّع وتقديم مستلزمات إعداد الوجبات من أواني ومواقد وأقدار وغيرها، مؤكدا أنّه سيعود إلى وظيفته الأصلية بعد انقضاء الشهر الفضيل.
بمعدّل 300 وجبة يوميا

وبشأن المبادرة ذكر المتحدّث أنّه عقد العزم على تجسيدها منذ السنة الماضية، عندما كانت الوجبات توزّع عبر الطريق السيار، كذلك وصلته أصداء بشأن احتياج المرافقين بالمستشفى الجامعي ابن باديس لوجبات الإفطار، حيث تحصّل المسجد على رخصة من السلطات لتوزيع وجبات الإفطار بجانب المستشفى، كما أضاف ذات المتحدّث أنّ العملية بدأت بتقديم 120 وجبة، غير أنّه بعد مرور يومين إلى ثلاثة أيام لاحظ القائمون عدم كفايتها نتيجة للإقبال على الحصول على الوجبة ما أدى بهم إلى مضاعفة الكمية لتصل إلى 250 وجبة ثم ارتفع العدد إلى 300 ويزيد عن ذلك أحيانا وفق المتحدّث عند طبخ كميات معتبرة بحيث يصل إلى 350 وجبة، مضيفا أنّه تم اليوم يقصد، أول أمس، «تاريخ مشاركتنا معهم التجربة» العمل على إعداد 300 وجبة وهي غير كافية حسب المتحدّث، فأحيانا يصل المرافقون متأخرين بحكم انشغالاتهم حتى أوقات متأخرة فيجدون أنّ الكميات قد نفدت.
وردّ الشيخ، بورنان، عن استفسارنا بخصوص إمكانية الرفع من الكمية أكثر قائلا إنّ المؤونة في البداية كانت شحيحة نوعا ما، غير أنّ وفرتها تحسّنت بمرور الوقت بفضل مساعدات المحسنين الذين يلبّون احتياجات المسجد بعدما علموا بهذه المبادرة، ينتمون لمختلف المناطق حتى من خارج الولاية، خاصة مع الترويج والنداءات التي تتم عبر صفحة المسجد في تطبيق «فيسبوك»، بحيث أنّ العديد منهم وفق المتحدّث ترك هاتفه لهم للاتصال به عند الاحتياج، موضّحا أنّ هذه المبادرة تجسيد لعطاء وإرادة المحسنين، لافتا أنّهم لجأوا في البداية إلى استلاف المؤونة من المحلات على أن يقوموا بتوجيه المحسنين في حالة قدومهم فيما بعد لتسديد التكاليف.
وقال إن الإشكال يتمثّل في الإرهاق الذي يصيب الفريق المتطوّع، خاصة وأنّ العملية تمر عبر مراحل فتستغرق وقتا، بحيث يخصّص أعضاؤه جلّ وقتهم لهذه العملية منذ، أول رمضان، إذ يشرعون في التحضير صباحا حتى الإفطار وأحيانا ينطلقون بعد صلاة الصبح، ثم يستمرون في العمل بعد صلاة التراويح حتى منتصف الليل تحضيرا لليوم الموالي، لافتا إلى أنّ برنامج الأطباق معدّ على مدار الأسبوع، إذ تم ضبطه قبيل رمضان بالتنسيق مع الطباخين من خلال تحديد الكمية التي تستلزم لإطعام 100 فرد وعلى أساسها يتم القياس.
إقبال معتبر
ومع اقتراب موعد الإفطار وكذا نقل الوجبات إلى المستشفى الجامعي ازداد عدد الأفراد الذين يقبلون على المساعدة من مختلف الفئات العمرية، فأصبح المكان يعجّ بالأفراد بما يشبه خلية نحل، كل يقوم بعمل معين، غير أنّ ما شدّ انتباهنا هو التنظيم الذي عرفته التحضيرات، بحيث يعمل القائمون على فتح العلب التي تنظم في سطور خلف بعضها، ثم توضع داخلها بالتوالي مكوّنات الوجبة لتحمل بعدها إلى المركبات، بالموازاة مع إقبال بعض المحسنين على تقديم بعض المساعدات الغذائية، فيما تكفّل أفراد آخرون بتنصيب الطاولات التي ستستغل في الإفطار الجماعي.
وتمّ تجهيز المركبات الناقلة للوجبات وتوجّهنا برفقة القائمين على العملية في إحدى هذه المركبات صوب المستشفى الجامعي، وبمجرّد ركون المركبة، أقبل العشرات من رواد المستشفى من عمال يرتدون مآزر العمل وأشخاص من عائلات المرضى، كل يأخذ نصيبه من العلب، ولم تمر سوى دقائق حتى نفدت الكمية المحضرة، لنعود أدراجنا نحو المسجد أين وجدنا الأطباق موضوعة على الطاولات فانتظمنا في جماعات صغارا وكبارا لتناول وجبة الإفطار في جو من المرح.
إسلام. ق

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com