تعمل دار البيئة بولاية قسنطينة، على تجسيد برنامج خاص باستحداث المساحات الخضراء وغرس الأشجار على مستوى المؤسسات العمومية والخاصة مختلفة الأصناف، بعد الشروع في هذه الحملة على مستوى متوسطات ومدارس لتمس طرق ومحاور رئيسية بولاية قسنطينة.
وأكدت غرين سلسبيل، منسقة دار البيئة الملحقة التابعة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية، خلال الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للغابات، أمس، على مستوى مقر دار البيئة بالمنطقة الصناعية «بالما»، أن دار البيئة عبارة عن مؤسسة عمومية، مهامها الرئيسية هي التحسيس والتوعية البيئية وتنظيم مختلف الورشات والحملات التحسيسية وحملات التشجير بالتنسيق مع مختلف الورشات ومع الجمعيات البيئية وجمعيات المجتمع المدني، إلا أنها بادرت بغرس عدد معتبر من الأشجار في مختلف المؤسسات والغابات في ولاية قسنطينة.
وأضافت المتحدثة، أن البرنامج المتواصل سيشمل يوم الخميس المقبل عمليات غرس على مستوى غابة دراع الناقة بالتنسيق مع محافظة الغابات، كتكملة للحملات التي أنجزت في عدة غابات، إلا أنها تستهدف حاليا مواصلة برنامج يقضي باستحداث مساحات خضراء وغرس أشجار في مؤسسات عمومية، على غرار مؤسسات تتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة، ومراكز التكوين المهني، إضافة إلى المستشفيات أين تم سابقا استحداث مساحات خضراء على مستواها، إضافة إلى الطرق والمحاور الرئيسية والمحددة من طرف محافظة الغابات.
كما تحدثت عن حملات جسدت قبل فترة، مكنت من غرس المئات من الأشجار، رغم أن دور دار البيئة الأساسي والمتمثل في تنصيب النوادي البيئية، موضحة أن مصالحها شاركت في عمليات غرس على مستوى متوسطات تربوية واقعة في منطقة عين نحاس بمشاركة الكشافة الإسلامية، وكذا على مستوى مؤسسة إعادة التربية للبنات 5 جويلية، وعدة مؤسسات تربوية أخرى، ناهيك عن عمليات الغرس في غابات آخرها في غابة قيقاية عاشور بعين سمارة.
كما أفادت المتحدثة، أنه بعد فترة معتبرة في هذا المجال، وقفت على أن ذهنية المواطن القسنطيني تغيرت تجاه المحافظة على البيئة، مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات، ويتجلى ذلك من خلال تعامل المؤسسات التربوية الخاصة ومديري العمومية، مع المشاركة المكثفة في مختلف التظاهرات والورشات البيداغوجية الخاصة بالمحافظة على البيئة، واصفة هذا التغير بالقفزة النوعية في مجال البيئة، خاصة وأنه قبل سنوات لم يكن أحد يبالي بمثل هذه النشاطات فكيف سيكون الأمر مع المشاركة فيها. وأضافت أن هدف دار البيئة، هو ترسيخ ثقافة تنظيم ورشات داخل المجتمع، حتى تكون عادة متداولة، وذلك من خلال استهداف الأطفال الذين يعتبرون رجال الغد وبالتالي، يمكن التعامل مع هذا الوضع على طريقة غرس الأشجار، معتبرة الطفل بذرة صغيرة تنمو يوميا لتتحول في المستقبل إلى شجرة كبيرة، وهو نفس الأمر مع الطفل الذي وجب أن يكبر على مثل هذه النشاطات، معتبرة الأطفال مستقبل التنمية البيئية المستدامة ومصدر تعميمها داخل المجتمع. وتحدثت غرين سلسبيل، عن اهتمام كبير من طرف المجتمع المدني بالبيئة، متجسدة في المشاركة الكثيفة في مثل هذه المناسبات، وخصوصا حملات التشجير التي أصبحت منتشرة بقوة في ولاية قسنطينة، سواء بمشاركة أو بمبادرة من طرف المجتمع المدني، واليوم أصبحت هذه الفكرة تلقى قبولا من طرف الأكاديميات والأولياء والمؤسسات مختلفة الأصناف والمهام.
أما بخصوص ولاية قسنطينة، فقد أكدت المتحدثة أنها تحتل مكانة مميزة على المستوى الوطني في مجال الحفاظ على البيئة، بفضل المجهودات التي يقوم بها كل المسؤولين على الولاية وكذا الفاعلين في هذا المجال، من حملات ومبادرات غرس للأشجار وكذا كل الإجراءات المساهمة في الحفاظ على البيئة، موضحة أن مصالحه تسعى بقوة لتعزيز وترسيخ هذه الثقافة داخل المجتمع، واستهداف الأطفال المشاركين في ورشات مفتوحة، وجب أن تكون وجهتهم في أوقات فراغهم، خاصة وأنها تتزامن مع عطلة الربيع.
ونظمت دار البيئة ورشات مفتوحة موجهة للأطفال، بالتنسيق مع المكتبة العمومية للمطالعة، بمناسبة اليوم العالمي للغابات المصادف ل21 مارس من كل سنة، بمشاركة محافظة الغابات ومديرية البيئة والجزائرية للمياه ووكالة الحوض الهيدروغرافي وعدة جمعيات فاعلة في المجال، وبمشاركة أطفال الأكاديميات والمدارس الذين حضروا بقوة، واستمتعوا بالأشغال اليدوية والرسم ونشاطات أخرى كلها تصب في مسار الحفاظ على البيئة.
حاتم / ب