عجز في أســاتذة الريـاضيــات بجــامعــات قسـنطينــــة
أفادت مصادر مطلعة من قطاع التعليم العالي بقسنطينة، بأن جامعات ومعاهد الولاية تسجل عجزا كبيرا في أساتذة الرياضيات، لاسيما بقسم جامعة منتوري الذي يعرف اكتظاظا كبيرا و نقصا في عدد المؤطرين الذين يشتكون من "عراقيل إدارية" حالت دون مناقشتهم لرسائل الدكتوراه، و هو ما أثر على نوعية التكوين في هذا التخصص .
وذكرت مصادرنا بأن القسم الوحيد للرياضيات بجامعة منتوري، يتوفر على 120 أستاذا فقط غالبيتهم غير متحصلون على شهادة الدكتوراه و لا يستطيعون، كما أكدوا، تلبية احتياجات القسم، وتابع محدثونا بأن العديد من الأساتذة، يعملون بنظام الحصص الإضافية لتلبية احتياجات الجامعات الأخرى، لكن القانون يسمح لهم بتدريس 5 حصص إضافية كأقصى حد في الأسبوع، غير أن هذا الإجراء لا يمكن أن يغطي احتياجات الطلبة، كما أن العديد منهم يرفض العمل بالجامعات الأخرى كون الأجور عن الساعات الإضافية زهيدة جدا، إذ تتراوح، حسبهم، بين 610 و 700 دينار للساعة.
و قد انتقل العزوف، حسب المصادر ذاتها، حتى إلى الأساتذة المتعاقدين بسبب «ضعف» التعويضات المالية، التي لا تتجاوز 12 ألف دينار في ثلاثة أشهر، و 200 دينار عن الساعة الواحدة، ناهيك عن الخصم في حالة التغيب، وهو الأمر الذي شكل صعوبة لمختلف المعاهد والكليات، التي اضطرت إلى إسناد مهام تدريس المحاضرات و الأعمال الموجهة معا، إلى المتعاونين، رغم محدودية مستواهم.
وأكد أساتذة من القسم، بأن هذا الأخير يعرف اكتظاظا كبيرا ومشاكل متراكمة انعكست سلبا على نوعية التكوين، حيث ذكروا بأن عدد الطلبة المسجلين في الماستر لهذا العام يقارب 300 طالب جديد، حيث اضطرت الإدارة إلى إدماج العديد منهم بعد قيامهم باحتجاج غير قانوني، في حين أن عدد الأساتذة المحاضرين المؤهلين للتدريس في هذا الطور لا يتجاوز 50 أستاذا.
كما أشار محدثونا إلى أن عدد طلبة السنة الأولى يتجاوز 500، ما دفع إلى الإستعانة بأساتذة «غير مؤهلين» لتدريس مقاييس مفتاحية و مهمة في هذا التخصص، وهو ما من شأنه أن يؤثر سلبا في نوعية التكوين، وأوعزت مصادرنا أسباب الاختلالات الحاصلة، إلى ضعف التكوين في طور الدكتوراه، حيث يتساءل أساتذة عن أسباب عدم فتح مسابقة للتكوين في هذا الطور طيلة ثلاث سنوات متتالية، كما لم يتخرج طلبة الدفعة الأخيرة رغم انقضاء الآجال القانونية باستثناء طالب أو اثنين، من أصل 15 ناجحا في المسابقة.
و أشارت مصادرنا إلى أن 85 بالمائة من الأساتذة في معهد الرياضيات، هم أساتذة مساعدون متحصلون على شهادة الماجستير وليس الدكتوراه، إذ أن غالبيتهم لم يناقش بعد رسالة الدكتوراه، بسبب «عراقيل إدارية» حالت دون استكمالهم لمسارهم العلمي، في حين أن أقسام الفيزياء والكيمياء لا توظف سوى المتحصلين على الدكتوراه نتيجة سياسة التكوين الناجحة بهما، إذ أن قسم الفيزياء على سبيل المثال يتوفر على 60 بروفيسورا فيما لا يتجاوز عددهم في الرياضيات ستة أساتذة من نفس الرتبة.
جدير بالذكر أننا حاولنا الإتصال بمسؤولي الجامعة، للحصول على توضيحات في العديد من المرات، لكن تعذر علينا ذلك.
لقمان/ق