علي منجلي تجمع تقليدي لكنها تمتلك مقومات المدينة الذكية
أظهرت دراسة حديثة أجراها أساتذة بمعهد تسيير التقنيات الحضرية بجامعة قسنطنية 3، بأن علي منجلي تعتبر مدينة جد تقليدية ولا تعدو عن كونها مجرد مخططات لشغل الأراضي أنجزت فوقها مرافق عمومية، لكنها تتوفر حاليا على معايير المدينة الذكية في حال الإهتمام بها وتطوير طريقة تسييرها.
و احتضن المعهد، أمس الثلاثاء، يوما دراسيا حول المدن الجديدة في الجزائر أخذ المدينة الجديدة علي منجلي كنموذج، حيث أفاد خلاله البروفيسور بن ميسي احسن في مداخلة حول المدن الذكية، بأن أساتذة من المعهد أجروا استطلاعا مع 40 خبيرا في التعمير حول وضعية هذه المدينة، المنشأة منذ 15 سنة، ومدى مطابقتها لمعايير المدن الذكية، إذ أن طريقة إنجاز هذا البحث اقتبس من دراسة عالمية لمعهد فرنسي، في حين أن جزءا من العينة المختارة هم خبراء يقطنون بنفس المدينة منذ أزيد من خمس سنوات. وأظهرت نتائج الدراسة العلمية بحسب ذات المتحدث، بأن علي منجلي مدينة تقليدية جدا تمثل مخططات لشغل الأراضي أنجزت فوقها مرافق وتجهيزات عمومية، حيث قال البروفيسور بن ميسي، بأن الاستطلاع شمل مجالات النقل، الأمن، الصحة، التنمية الإقتصادية و الإدارة، فعلى سبيل المثال يبرز الباحث بأن البيانات النهائية أظهرت بأن شبكات الطرقات مقبولة على العموم، لكنها لا تتطابق والمعايير المعمول بها في إنجاز المدن الذكية، كما أن شبكة الإنارة و منظومة النقل جد تقليديتان ولا تتوافقان مع متطلبات الإنسان العصري، في حين أن الأمن غير كاف و كاميرات المراقبة منعدمة، حسبه، كما أكد 83 بالمائة من أفراد العينة بأن المدينة تعاني من تلوث كبير جراء انتشار الأوساخ والفضلات بجميع الأحياء، فضلا عن غياب المساحات الخضراء، رغم تخصيص ثلث مساحات المدينة لإنجازها، لكنها ظلت مجرد مخططات لم تسجد.
وفي مجال الترقية الثقافية، تفتقد المدينة إلى أي نشاط أو تظاهرات ثقافية إلا من عدد ضئيل جدا، كما تنعدم بها المسارح أو دور السينما وحتى القاعات المخصصة لهذا الغرض، وهو نفس الأمر المسجل في مجال التنمية الإقتصادية، فغالبية المرافق ومناطق النشاطات شيدت، بحسب الدراسة، على الأطراف، ما خلق صعوبة في التنسيق بين الفاعلين بها، في حين أن سياسة الابتكار استنادا لذات المصدر مفقودة تماما رغم الإمكانيات المتوفرة، فعلى سبيل المثال تفتقر علي منجلي إلى سياسية عصرية لرسكلة وفرز النفايات عكس ما يحدث في المدن الجديدة الذكية التي يستغل فيها كل شيء، كما أشار الأستاذ إلى أن طريقة استغلال الطاقة و الموارد المائية تقليدية جدا رغم أن الدولة وفرت هذه الخدمة للمواطنين طيلة 24 ساعة. و أكدت البروفسيور بن ميسي، بأن علي منجلي تتوفر على جميع المقومات لتحويلها إلى مدينة ذكية وعصرية، في حال الاهتمام بهذه الموارد و الاستغلال الأمثل لها، فهي تتوفر، كما أكد، على قطبين جامعيين و 15 بالمائة من سكانها طلبة، وهي مؤهلات قال إن حتى الجزائر العاصمة لا تتوفر عليها، في حين أنها تتميز بسهولة ما أسماه بـ «النفاذية» إليها وبتناسب المقاييس الداخلية واتساع شوارعها وطرقاتها، حيث أن المهندسين الجزائريين وفقوا كثيرا في تجسيد هذا البعد، كما ذكر بأن علي منجلي أنجزت بأياد محلية وبأموال قطاعية وشراكة مع جيوغرافيين من جامعة منتوري، إضافة إلى أنها ساهمت، كما أكد، في القضاء على الأحياء القصديرية بمدينة قسنطينة، التي كانت تحتل المرتبة الخامسة عالميا في عدد السكنات الفوضوية.
من جهته، أوضح مدير مؤسسة تسيير مدينتي علي منجلي وعين نحاس حيول فريد، في مداخلته، بأن السلطات وعلى جميع المستويات تولي اهتماما كبيرا لتحسين وضعية المدينة التي تعرف توسعا عمرانيا متزايدا، حيث أن عدد السكان بها يلامس 400 ألف نسمة، في حين أن عدد السكنات المنجزة سيصل إلى أزيد 84 ألف وحدة، وهو رقم ضخم يعكس، كما قال، اهتمام الدولة بجانب توفير السكن لجميع فئات المواطنين. وأضاف المتحدث، بأن الدولة ركزت في البداية على إنجاز السكنات وانتشال المواطنين من أخطار البنيات القصديرية والمعرضة للإنزلاقات الخطيرة، لكنها تعكف حاليا على استدراك وإنجاز مختلف التجهيزات العمومية لتحسين النمط المعيشي للقاطنة، رغم ما تتطلبه هذه المشاريع من أموال ضخمة، فعلى سبيل المثال، تقرر تجسيد مشروع لإعادة الإعتبار لـ 15 وحدة جوارية جديدة، كما أن الولاية تشرف حاليا على عمليات تطهير كبرى لمختلف الأحياء رغم الصعوبات المسجلة في الميدان بسبب شساعة الوحدات الجوارية، كما تم إنجاز أسواق جوارية، لكن سجلت، حسبه، صعوبات في امتصاص التجارة الفوضوية، مشيرا إلى أنه سيتم أيضا إنشاء مساحات خضراء انطلاقا من عيادة بن قادري وصولا إلى مفترق طرق الوحدة الجوارية 14، فضلا عن مشروع الترامواي الذي سيفك الخناق عن السكان و يخلصهم نهائيا من أزمة النقل.
لقمان/ق