لحـــــم الخــــــروف بـ 900 دينـــــار جزائـــــري في أســـــواق الشريعــــة
تعرف مدينة الشريعة بولاية تبسة في الآونة الأخيرة انخفاضا غير مسبوق في أسعار لحم الضأن ، الذي تتميز به المنطقة منذ عقود من الزمن بفضل ما تتوفر عليه من عدد هائل من رؤوس الماشية ، التي جعلت من الشريعة قبلة لتجار المواشي من مختلف أنحاء الوطن.
حيث يباع الكلغ الواحد من لحم الخروف بسعر 900 دينار جزائري، بعد أن كان يتجاوز ألف دينار ، بفعل ما وصفه البعض بتراجع القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة بعد ارتفاع أسعار مختلف المواد لاسيما الضرورية منها ، فضلا على زيادة العرض وقلة الطلب في أسواق الماشية بالولاية .
ونفى العارفون بخبايا الماشية أن تكون الأمراض المنتشرة قد أثرت على وفرة اللحوم الحمراء في السوق ووصف أحد الموالين وضعية السوق منذ شهور بأنها تعاني من وفرة العرض وقلة الطلب، وهذا ما أثر على أسعار اللحم الطازج المستورد، لأن الزبون بالإضافة إلى تراجع قدرته الشرائية عقب تزايد النفقات الكبيرة التي تكبدها، يفضل الإقبال على اللحوم البيضاء إلى جانب الخضروات والفواكه التي تكون أحيانا أسعارها في المتناول.
وبالموازاة مع ذلك لم يخف الموالون ببلديات ولاية تبسة، الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها جراء التدهور غير المسبوق في أسعار المواشي، و الذي أرجعه البعض إلى الجفاف الذي يعصف بالولاية خلال السنوات الأخيرة، و لاسيما بالبلديات الجنوبية، و الغربية الجنوبية كالشريعة، حيث يرون أنه السبب الرئيس لتراجع أسعار المواشي، إلى جانب غلاء الأعلاف التي تضرر منها مربو المواشي ،الذين طالبوا السلطات المعنية بضرورة إعادة النظر في أسعار الأعلاف، لاسيما الشعير و التبن و مشتقاتهما.
حيث يقتني الموالون الشعير بسعر تجاوز 3 آلاف دينار جزائري من طرف الخواص، و يفضلونه على الشعير الذي يباع بتعاونية الحبوب و البقول الجافة لرداءة نوعيته كما يؤكدون، فضلا عن اقتنائهم لمادة النخالة بسعر لا ينزل عن 2500 د ج ، و كشف أحد تجار المواشي المعروفين بالولاية، أن أسعار الكباش تعتبر مقبولة إلى حد ما، و هي في متناول الجميع، فبعد أن بلغ سعر الكبش الواحد في وقت سابق قيمة تراوحت ما بين 8 و 10 ملايين، تراجع ليصبح سعره هذه الأيام ب6 ملايين، أما الخرفان التي كان يصل ثمنها إلى 5 و 6 ملايين، فقد تراجع سعرها في سوق المواشي إلى 3 ملايين و أحيانا أقل.
و هي الأسعار التي أربكت الموالين و بعثت فيهم اليأس من مواصلة تربية الماشية، لأنها حسب تصريحاتهم لا تخدمهم، خاصة أن الأغلبية منهم لم يعودوا قادرين على تربيتها، نظرا لغلاء الأعلاف و ارتفاع سعر الكلأ ، في ظل التراجع الرهيب لأسعار الماشية، و يرى الموالون أن المستفيد الأكبر من انخفاض الأسعار هم الجزارون الذين يقتنون رؤوس الماشية بأسعار مغرية، و اعتبر البعض أن الموَالين سبق لهم و أن أضروا بالمواطن في سنوات سابقة، و عليهم التماشي مع قانون العرض و الطلب حسب تعبير أحدهم .
ع.نصيب