قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالسجن لمدة 10 سنوات و دفع غرامة مالية بقيمة 500 ألف دينار في حق متهم باقتحام حرمة منزل، إلى جانب اثنين آخرين عوقبا بعامين حبسا نافذا و بغرامة قدرها 100 ألف دينار، فيما أسقطت عن ثلاثتهم جناية محاولة القتل العمدي والسرقة.
ومما استفيد من قرار الإحالة، فقد تلقت مصالح أمن ولاية قسنطينة نداء من قاعة العمليات التابعة لها، شهر مارس 2017، من مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي، باستقبال الضحية «ل. سيف الدين» وعليه آثار الاعتداء بواسطة آلة حادة على مستوى الظهر وأخرى متفرقة بالجسم، حيث قدر الطبيب الشرعي عجزه عن العمل والحركة لمدة 40 يوما.
وأفاد الضحية أنه يوم الحادث، كان جالسا بالقرب من منزله بحي القماص، عندما اقترب منه المتهمون الثلاثة الذين يعرفهم معرفة سطحية، وعليهم آثار السكر، حيث تقدم منه المدعو «ب.م» وأدخل يده في جيب سترته وسلبه هاتفه النقال ومبلغا ماليا بسيطا، وعندما حاول استرجاعه والمطالبة به أشهر خنجرا في وجهه، فيما أخرج المتهمان الآخران «ب.ا» و»م.آ» قارورتي غاز مسيلة للدموع، ليفرَّ إلى داخل المنزل، غير أن المجموعة لم تكتف بهذا، بل قامت بركل باب المنزل ورمي الحجارة عليه ثم الدخول عنوة، واعتدوا مجددا على الضحية وكسروا يده، ثم ضربوا أمه بحجر على الجهة اليسرى من الوجه، واعتدوا عليهم بالغاز مجددا، ثم قام «ب.م» بطعن الضحية الشاب أسفل ظهره ليغمى عليه تماما.
وحال توقيف المتهمين الثلاثة وفتح محضر تحقيق، صرح «ب.ا» أنه لم يعتد على الضحيتين، وكان يوم الحادثة بالحي الذي يقطنه رفقة المتهمين الآخرين، وطلب من الضحية «ل. سيف الدين» اعطاءه التبغ «شمة»، ليمررها لـ»م. آ»، ما أثار حفيظة الضحية، الذي دخل، حسب تصريحات المتهم، إلى منزله واستخرج سكينا تقليدي الصنع وتهجم عليهم، نافيا سرقته للهاتف والاعتداء على الضحية، وهي ذات الأقوال التي تسمك بها المتهمان الآخران، حيث ذكر «ب.م» أن السكين من نوع «أوبينال» الذي وجد بحوزته وعليه آثار دم، يعود لأحد جيرانه الذي تشاجر معه.
الشهود العيان بمكان الحادث أكدوا أقوال الضحية، و صرحوا أن الثلاثي خرج من إحدى الحقول المجاورة بعد تناول مسكرات وأخذوا هاتفه بالقوة مستعملين أسلحة بيضاء، حيث دخلوا باستعمال العنف منزله وتهجموا على من بداخله، و سمع صراخ النسوة، كما قاموا برشق كل من حاول التقدم ومعرفة ما حصل، وفضّ النزاع.
ممثل الحق العام التمس عقوبة المؤبد في حق الجميع لخطورة الواقعة ومحاولة إزهاق روح الضحية، فيما حاول دفاع الطرف تصوير الضحية على أنه السبَّاق في التهجم على المعنيين الثلاثة باستعمال سيف.
فاتح/خ