بعث الأشغــال بمشروع المحطــة البريــة الجديــدة بقالمــة
بدأت شركات الإنجاز المكلفة بإنجاز مشروع المحطة البرية الجديدة بقالمة، في عملية صب الخرسانة المسلحة بالموقع، بعد تعثر دام عدة سنوات بسبب مشاكل تقنية معقدة أوقفت الأشغال، و كادت أن تجهض أكبر مشروع بقطاع النقل حتى الآن. و وضع المهندسون العاملون بالمشروع طبقة الخرسانة الأولى، و يستعدون لتثبيت الأساسات العملاقة التي تحمل البناء الضخم المكون من طبقات علوية و طبقات تحت سطح الأرض تحاذي مجرى وادي السخون، و قنوات صرف من الحجم الكبير ظلت تشكل عقبة كبيرة أمام المشروع، قبل تحويلها إلى مسار آخر بتكاليف مالية مرتفعة. و تواجه فرق العمل تحديات كبيرة داخل خنادق ترابية عميقة مهددة بالانهيار، بسبب المياه الجوفية المتدفقة و تسربات أنظمة الصرف الصحي القادمة من التجمعات السكانية الكثيفة، و تعمل المضخات باستمرار على امتصاص المياه المتجمعة بموقع البناء حتى تتمكن فرق العمل من تثبيت الأساسات و تسليح الهياكل العملاقة، و صب كميات هائلة من الخرسانة المقاومة للضغط و حركة الطبقات الطينية الهشة. و يعد مشروع المحطة البرية بقالمة، من أقدم مشاريع التجهيزات العمومة بالولاية، حيث سجل قبل 12 سنة في إطار مخطط دعم الإنعاش الاقتصادي، لكنه ظل يتعثر بين سنة و أخرى بسبب أخطاء في الحسابات و صعوبة الموقع و تداخل شبكات الصرف الصحي، إلى جانب الخطر القادم من نفق وادي السخون المجاور، و في كل مرة تعاد الحسابات و تنطلق الأشغال من جديد، لكنها تتوقف بعدة مدة قصيرة عندما تصل الآليات إلى عمق طبقة أرضية غير مقاومة للضغط، و متشبعة بمياه المنابع الجوفية و أنظمة الصرف الصحي. و تكاد تكلفة المشروع أن تتضاعف بسبب التأخر و ارتفاع تكاليف الإنجاز، لكن وزارة النقل و سلطات ولاية قالمة مصممون على إنهاء المشروع و تمكين سكان الولاية من محطة برية بمواصفات حديثة، تضع حدا لفوضى النقل و معاناة المسافرين بنقاط توقف لم تعد تستجيب للتحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة.
فريد.غ