برنامج لترميم العمارات القديمة بقالمة
أطلق ديوان الترقية و التسيير العقاري بقالمة مشروعا هاما لترميم العمارات السكنية القديمة عبر عدة بلديات، بعد ان بلغت هذه العمارات وضعا مترديا أصبح يثير قلق السكان الذين لم يتوقفوا عن الاحتجاج و المطالبة بالتدخل لحمايتهم من الاخطار المحدقة بهم.
ويتركز المشروع الجديد على إصلاح انظمة صرف مياه الامطار و وقف التسربات التي أثرت بشكل كبير على أسطح العمارات و حولت حياة سكان الطوابق العلوية إلى جحيم و خاصة في فصل الشتاء.
و قال السكان المتضررون للنصر في وقت سابق بأنهم لم يعودوا قادرين على دخول مساكنهم عندما تسقط الأمطار حيث تتحول الغرف إلى برك من المياه المتسربة من الأسطح الخرسانية التي تعاني من التدهور و انهيار أنظمة صرف مياه الأمطار، او ما يعرف بنظام الكتامة لدى مهندسي البناء.
و انتشرت عدة مقاولات وسط الاحياء السكنية و بدأت عمليات نزع أنظمة الصرف المنهارة و تركيب نظام حماية جديد لا يختلف عن النظام السابق من حيث الفعالية و المواد المكونة له ، مما يثير مخاوف السكان من عودة التسربات من جديد ، مؤكدين بأن بعض العمارات تم ترميمها في السنوات الأخيرة لكن التسربات عادت إليها بعد مدة قصيرة.
ويواجه ديوان الترقية و التسيير العقاري بقالمة تحديات كبيرة لترميم العمارات القديمة بسبب ارتفاع التكاليف و نقص الاعتمادات المالية و تراجع عائدات الإيجار و تسديد حقوق التنازل عن السكنات و المحال التجارية الموضوعة قيد الاستغلال قبل جانفي 2004.
ومازال المهندسون العاملون بقطاع البناء بقالمة يعتمدون أساليب قديمة في تغطية أسقف العمارات و المباني الإدارية مستعملين طبقات من الإسمنت و عوازل الفلين و الألمنيوم، و هو نظام قديم مكلف من الناحية المادية و غير قادر على التماسك و الصمود امام عوامل الطبيعة و الزمن لفترة طويلة مقارنة بالنظام الجديد المكون من أسطح القرميد المستديمة.
و يحاول المهندسون تغيير النظام القديم و إدخال تعديلات على البنايات حتى تكون ملائمة لتركيب نظام الصرف الجديد الذي أثبت فعاليته و قدرته على المقاومة لمدة طويلة دون ان تتسرب مياه الامطار إلى الطوابق العلوية و تغرق السكان في برك و مستنقعات حولت حياتهم إلى جحيم. فريد.غ
تحول إلى هيكل مهجور و غزته النفايات و الأشواك
فشــل مشـــروع حديقــــة الأحــــلام بالجوهـــــرة السياحيــــــة حمـــــام دبــــــاغ
مني مشروع حديقة الأحلام بالجوهرة السياحية حمام دباغ بقالمة بفشل ذريع و خيب آمال السكان الذين كانوا يعولون على الفضاء الجديد لتطوير قطاع السياحة و القضاء على مظاهر البؤس و التخلف الذي تعاني منه واحدة من أجمل المناطق السياحية الحموية بالجزائر.
قبل 6 سنوات تقريبا و في زمن الرخاء المالي و برامج دعم النمو الاقتصادي أطلقت بلدية حمام دباغ السياحة بقالمة مشروعا لبناء حديقة الأحلام بمنحدر وادي السخون المقابل للشلال الشهير ، و استعانت بكبار المهندسين المتخصصين في تصميم الحدائق والفضاءات السياحية لإعداد دراسة ومخططات تليق بسمعة المرفق الجديد وتحوله إلى معلم سياحي يدعم المعالم الطبيعية القديمة ويضفي مزيدا من الجمال على مجرى وادي السخون العابر للمدينة. انطلق المشروع بصعوبة كبيرة و واجهته مشاكل تقنية و إدارية أوقفته عدة مرات، لكنه ظل يحرز بعض التقدم قبل ان يتوقف تماما و يتحول إلى فضاء مهجور وسط حيرة و تساؤل وسط السكان الذين يقفون اليوم على حديقة أحلام أخرى، جدار من الخرسانة المسلحة يتكئ على منحدر وادي السخون و يمنع أرضية السوق الأسبوعي من التحرك باتجاه المجرى الدائم النشاط، و بعض أشجار الزيتون المعمرة و اكوام من النفايات، و غابة من الأشواك تكاد تحجب الجدار و سلالم متداعية و أعمدة إنارة لم تشتعل أبدا و بعضها بدأ ينحني و يسقط أرضا تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن و عبث أطفال الأحياء المجاورة الذين وجدوا في المكان فضاء لعب مناسب يقضون فيه ساعات طويلة من النهار قبل أن يأتي دور المنحرفين الذين يعمرون المكان الموحش ليلا. و كانت سلطات قالمة قد زارت المشروع عدة مرات خلال السنوات الماضية و شددت على ضرورة التقيد بالمجسمات و المخططات الهندسية التي تعرض في كل مناسبة، لكن الحلم لم يتحقق حتى الآن حيث توقفت الأشغال و غادرت شركات الإنجاز المكان تاركة وراءها خرابا و جدرانا عملاقة بدأت تتصدع تحت تأثير الثقل و حركة المنحدر الذي تعرض لعمليات حفر أثرت على تماسكه.
ولا يعرف سكان المدينة السياحية ما إذا كانت البلدية أو مديريات السياحة و التعمير و التجهيزات العمومية ستعود إلى الموقع من جديد لاستكمال الأشغال و إنقاذ مشروع متعثر استهلك الكثير من الجهد و المال بلا جدوى.
فريد.غ