الاثنين 16 ديسمبر 2024 الموافق لـ 14 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

"عاشت الحرية! فلسفة الوردة البيضاء": كتاب جديد للباحث والمترجم محمّد شوقي الزين


عن دار ابن النديم والروافد الثقافية ناشرون (وهران، الشارقة، بيروت)، صدر للباحث والمترجم الدكتور محمّد شوقي الزين، كتاب جديد، حمل عنوان: "عاشت الحرية! فلسفة الوردة البيضاء"، وجاء في 455 صفحة. وفيه تناول المؤلف جملة من التساؤلات والمطارحات، من بينها: ما معنى الحرية في حالة تاريخية خاصة وليس مجرّد خطاب طوباوي أو وعظي؟ وكيف تتمظهر واقعيًا أو حَدَثيًا؟ وكيف تمارَس الحرية في سياق قسري من الاِستبداد والحرب؟ وهل للحرية من معنى دون الإكراهات التي تحدُّ من عملها دون أن تُنفي وجودها؟ وكيف يتشكّل الوعي الطُلابي عن القضايا الإنسانية الكبرى وتُجاه أسئلة الحرية، والاِستبداد، ومعضلة الحرب؟ وما معنى النّضال والمقاومة؟ ولماذا يُضحي البعض بأعزّ ما لديهم من جاه وشباب من أجل مثالات وقيم روحية سامية؟

يحكي الكِتاب أوديسَّا الحرية، عبر قصَّة "الوردة البيضاء" وهي جماعة من طُلاب جامعة ميونيخ تحت عناية أستاذهم في الفلسفة والموسيقى، جابهت الطغيان في ظروف الحرب الصَّعبة، وسعت لأن توقظ الرأي العام والضمير الحي من سباته وتفتح عيونه على جُملة الانهيارات في الأخلاق، والقيم، والإنسانية، وعلى مخاطر القوَّة، والتَّرهيب، والجور.
الكِتاب -حسب الدكتور شوقي الزين- ليس مجرَّد تأمُّل نظري عن مسائل فلسفية وتاريخية، بل هو عمل ميداني اقتفى أثر "الوردة البيضاء" في أمكنة الذاكرة من حركتها في الجامعة إلى زوالها في السجن بالإعدام مرورًا بمحاكمتها في القضاء.
الكِتاب توقَّف كذلك، عبر الحوارات والمراسلات والأعمال السينمائية عن "الوردة البيضاء"، عند قيم الصداقة، والإنسانية، والخير، والجمال، والتَّضحية من أجل المثالات الأسمى في أزمنة كئيبة لا نزال نتكبَّد مفاعيلها في استبداديات العصر وحروبه وقساوته.
وُلدت صوفي شول التي يتناولها الكِتاب عام 1921، وكانت ابنة عمدة فورشتنبرغ. وناضل معها شقيقها هانز (الّذي كان مُمرضًا في مستشفيات الجبهة الروسية) في المقاومة ضدّ النازية. درست عِلم الأحياء والفلسفة في ميونيخ، ومنذ جوان 1942، ساعدت في طباعة وتوزيع منشورات معادية للنظام النازي والحرب، بل وقامت بذلك علنًا في الشارع. ومع تعثر القتال على الجبهة الشرقية، غطى نُشطاء "الوردة البيضاء" (ذات الفلسفة المُعارضة بحزم للنازية) المدينة بشعارات تُدين جنون هتلر القاتل، سعيًا إلى التأثير على الرأي العام. كان المنشور الأخير الّذي وزعته صوفي رفقة شقيقها هانز يتناول هزيمة ألمانيا في ستالينغراد، ويدعو الشباب إلى التعبئة ضدّ هتلر، فتم القبض عليها ومحاكمتها في "محكمة الشعب"، وأُدينت بتهمة "الخيانة العظمى" وأُعدِمت بالمقصلة في فيفري 1943 في سجن ستاديلهايم في ميونيخ، ودُفنت إلى جانب شقيقها.
للتذكير، محمّد شوقي الزين، باحث وأكاديمي جزائري، حاصل على دكتوراه في الدراسات العربية الإسلامية، تخصص فلسفة وتصوّف، جامعة بروفونس. وحاصل على دكتوراه ثانية في الفلسفة حول المفكر الفرنسي ميشال دوسارتو، جامعة آكس-مرسيليا. من مؤلفاته: "تأويلات وتفكيكات" (2002)، "سياسة العقل" (2005)، "الثقافة في الأزمنة العجاف» (2013). وله أيضا ترجمات، منها: "فلسفة التأويل" لـ غادامير، و"ابتكار الحياة اليومي" لميشيل دوسارتو.
نوّارة/ل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com