قالت الناشرة الشابة خولة حواسنية، صاحبة دار «إيكوزيوم آفولاي»، إن التسويق الرقمي بات واقعا في ظل غياب سوق حقيقية للكتاب، وإن التواجد في الساحة الأدبية اليوم، يلزم الكاتب والناشر معا بضبط استراتيجية تسويقية توظف المنصات التفاعلية بشكل رئيسي، حتى وإن كانت هذه العملية تتضمن محاذير وجب الأخذ بها، لأن الاعتماد المطلق على هذا النوع من الدعاية أوجد كتابا بصفة « براند « أو علامة تجارية، يحظون بالانتشار و الشهرة، لكنهم يقدمون أعمالا تجارية قد لا تتوفر بالضرورة على شرط الجودة أو القيمة الأدبية.
واعتبرت حواسنية، أن جزءا كبيرا من نجاح بعض الكتاب الشباب أو الكتاب الجدد مرده إلى التسويق الإلكتروني الجيد، لكنها أشارت إلى جزئية مهمة جدا، تتعلق أساسا بطبيعة هذا النجاح وهل هو عابر كأي « ترند»، يثير ضجة ثم سرعان ما يخبو بريقه، أم أنه نجاح حقيقي يستمر مع الكاتب على المدى البعيد، و يصنع له اسما يحبه القارئ و يحترمه جمهور المثقفين.
وقالت، إن عملية التسويق قد تنتج ظاهرة أدبية عابرة، وأن «الكاتب البراند» حسبها، قد لا يحصل على نفس التقدير الذي يحظى به الأديب أو الروائي الحقيقي، لأن معايير الإبداع وإن اختلفت بحكم تأثير التكنولوجيا و المواقع التواصلية تحديدا، إلا أنها ستحافظ على المبدأ العام، وهو نوعية المنتج و قيمته الفكرية والثقافية و حتى اللغوية.
وحسب الكاتبة والناشرة صاحبة رواية « امرأة لا تحب أحدا»، فإن عملية التسويق الرقمي وجب أن تحتكم إلى ضوابط حتى لا تضر بصورة الكاتب، وأن تتماشى مع طبيعة المؤلف و الإصدار و تخدم الغرض منها ففي معارض الكتاب مثلا، قد يبدأ نشاط التسويق قبل الموعد أو التاريخ المحدد للتظاهرة، و من المهم أن تسلط بقعة الضوء خلال هذه الفترة على الكتاب أو المحتوى أو العمل، بدلا من محاولة تلميع صوره صاحبه والاستثمار في اسمه بدلا من تثمين كتابه.
وترى حواسنية، أنه من المهم الابتعاد عن التطرف في التعامل مع الموضوع عموما، فلا يكون الاهتمام بصناعة هوية رقمية للكاتب سببا في تقزيم كتابته، وأن لا نرفض مقابل ذلك فكرة التواجد على المنصات والتواصل مع القارئ افتراضيا، كي لا نفرض عزلة على المبدع المطالب اليوم بالبحث عن قنوات أخرى لتسويق أعماله في زمن التكنولوجيا و الجيل الرقمي.
هدى طابي