أطلقت أمس، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبر الأرضية الرقمية الخاصة بها، عملية سبر آراء واسعة حول توسيع وتعزيز استعمال اللغة الإنجليزية في الوسط الجامعي والبحثي، وستدوم العملية شهرا كاملا، أي إلى غاية 5 أوت المقبل.
وتتضمن عملية سبر الآراء استطلاع ومواقف الطلبة والأسرة الجامعية بصورة عامة، حول تعزيز استعمال اللغة الإنجليزية في الوسط الجامعي والبحثي، وسيدلي المعنيون بهذه العملية التي تعد الاولى من نوعها في قطاع الجامعات، بآرائهم عبر الموقع الإلكتروني للوزارة ومواقع مؤسسات التعليم العالي، وصفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقامت الوزارة بالموازاة مع ذلك بإعداد منصة رقمية تم وضعها تحت تصرف الأسرة الجامعية والمواطنين، للإدلاء بآرائهم مباشرة، وستستمر عملية سبر الآراء التي انطلقت أمس الجمعة 5 جويلية إلى غاية 5 أوت المقبل، وستتيح هذه المدة الزمنية الكافية للطلبة والأساتذة والباحثين والمهتمين بقطاع الجامعات وعامة المواطنين، فرصة التعبير عن وجهات نظرهم بشأن تعميم اللغة الإنجليزية في قطاع التعليم العالي.
وتتزامن هذه المبادرة التي أطلقها قطاع الجامعات مع الاستعداد للتحضير للموسم الجامعي المقبل، واستقبال الطلبة الجدد، والشروع في تعديل البرنامج المعتمد في التدريس بما يتناسب مع المتغيرات التي تشهدها بلدان العالم في البحوث العلمية، التي تعتمد نسبة هامة منها على الإنجليزية التي أضحت لغة علم وتكنولوجيا مقارنة بباقي اللغات الأجنبية، وتشير إحصائيات إلى أن النسبة الكبرى من الأبحاث في علم الفيزياء بالإنجليزية، و73 بالمائة بالنسبة للأبحاث الطبية، و69 بالمائة من أبحاث الرياضيات، و67 بالمائة من أبحاث الكيمياء عبر العالم، وتعد الإنجليزية لغة التعليم العالي في كثير من دول العالم، وتقدر نسبة المتحدثين بها 25 بالمائة من سكان المعمورة، ما يفوق 1.8 مليار نسمة.
كما أحصت من جهتها وزارة التربية الوطنية في السنوات الأخيرة تحسنا ملحوظا في نتائج المترشحين للحصول على شهادة البكالوريا في اللغة الإنجليزية مقارنة بالفرنسية، ومرد ذلك حسب متابعين، إلى اعتماد الجيل الحالي على الإنجليزية في استعمال التكنولوجيات الحديثة والتواصل الاجتماعي باعتبارها لغة عالمية، فضلا عن تنامي اهتمام الأولياء بتسجيل أبنائهم في معاهد أو مدارس خاصة لتحسين قدراتهم في اللغات الأجنبية، لا سيما الإنجليزية بصفتها لغة تواصل عالمية بامتياز.
وستعمل وزارة التعليم العالي على تحليل ودراسة النتائج التي سيتم التوصل إليها عن طريق عملية سبر الآراء، وكذا المواقف التي سيعبر عنها عامة المواطنين والمهتمين عبر المنصة الرقمية التي تم استحداثها لهذا الغرض، ليتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، ومنها تعميم استعمال الإنجليزية في الطور الجامعي، في حال ما إذا استقرت مجمل الآراء عند هذا الخيار، بتعديل البرامج والمناهج، خاصة بالنسبة للشعب العلمية والتقنية التي تعتمد على اللغة الفرنسية في التدريس، مع فتح المجال لمناقشة أطروحات الماستر والدكتوراه بالإنجليزية، على غرار ما هو معمول به في بلدان مجاورة من بينها المغرب.
ويعد التحكم الجيد في الإنجليزية شرطا أساسيا للراغبين في مواصلة دراستهم في الخارج، أو تنويع مصادر البحوث العلمية التي تعتمد غالبيتها على الإنجليزية، وكذا التحكم في الوسائل التكنولوجية، والأهم من ذلك توسيع حظوظ الخريجين للظفر بفرصة عمل ملائمة، علما أن وزارة التربية الوطنية قامت من جانبها بإبرام اتفاقيات مع معاهد مختصة لتحسين مستوى أساتذة اللغة الإنجليزية، إلى جانب مفتشي هذه اللغة لتحسين آدائهم.
ويذكر أيضا أن إطلاق عملية سبر الآراء من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تزامن مع ارتفاع أصوات طالبت بالتمكين للغة الإنجليزية في مجال التدريس بالجزائر، بصفتها لغة بحث وتكنولوجيا، وهو ما استجابت له الوصاية بتوسيع مجال الاستشارة إلى كافة الأسرة التربوية والمهتمين بهذا النقاش العلمي البحت.
لطيفة بلحاج
