يشرع ابتداء من اليوم أزيد من 637 ألف مترشح في اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا لدورة سبتمبر 2020 في ظل إجراءات مشددة للوقاية من فيروس كورونا عبر توفير كافة المستلزمات لحماية صحة الطلبة والمؤطرين، ولضمان السير الحسن لهذا الموعد البيداغوجي الهام.
وسيعطي وزير التربية الوطنية محمد واجعوط إشارة الانطلاق الرسمي لهذه الامتحانات التي تستمر بالنسبة للشعب العلمية إلى غاية يوم الخميس 17 سبتمبر الجاري انطلاقا من ولاية عنابة، ويمثل المترشحون المتمدرسون أزيد من 413 ألف طالب، ويتجاوز عدد المترشحين الأحرار 223 ألفا، إلى جانب أكثر من 4600 محبوس، سيؤطرهم أكثر من 192 الف أستاذ حارس استفادوا بدورهم من جميع التسهيلات للوصول إلى مراكز الإجراء في ظروف مريحة، من بينها ضمان النقل لفائدة القاطنين بالمناطق البعيدة والمعزولة بالتنسيق مع السلطات المحلية.
وستجري هذه الامتحانات لأول مرة في ظروف جد استثنائية ميزها الظرف الصحي الناجم عن تفشي فيروس كورونا، الذي استدعى إعداد بروتوكول صحي صارم للحفاظ على صحة المترشحين والمؤطرين، يشمل تدابير وقائية مشددة من خلال توفير المعقمات والأقنعة الواقية، وفرض التباعد الجسدي داخل الأقسام بمسافة لا تقل عن المتر، إلى جانب توفير المياه الصالحة للشرب، وتجنيد اطقم طبية للتكفل بالحالات الطارئة، وتخصيص أقسام عازلة خاصة بالحالات المشتبه فيها، وكذا وضع مخطط خاص بتحرك الطلبة داخل المراكز لمنع الاحتكاك.
تجريم الغش في الامتحانات الرسمية لأول مرة
وإلى جانب الإجراءات الصحية للوقاية من كوفيد 19، حافظت وزارة التربية الوطنية على نفس التدابير المشددة لمنع الغش في البكالوريا سواء عبر الطرق التقليدية المعروفة، أو عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتم من أجل تحقيق هذا الهدف اتخاذ إجراء استباقي عبر تجريم الغش في الامتحانات الرسمية، خاصة شهادة البكالوريا التي تشهد عادة أكبر عدد من الحالات، وذلك بإدارج هذه الممارسات ضمن قانون العقوبات، لتتعدى العقوبات الناجمة عن الغش الجانب الإداري والتربوي إلى المجال القضائي، بهدف ضمان مبدأ تكافؤ الفرض ونزاهة وشفافية الامتحانات الرسمية.
ولأجل توفير الظروف البيداغوجية الملائمة لتسهيل عملية المراجعة والمذاكرة على الطلبة المترشحين، بادرت الوزارة إلى فتح المؤسسات التعليمية ابتداء من يوم 19 أوت المنصرم، وذلك تحت إشراف الأساتذة الذين التزموا بتقديم الدعم النفسي والتربوي للمترشحين لمعالجة تداعيات الحجر الصحي والانقطاع الطويل عن الدراسة، عبر القيام بأعمال تطبيقية وتدريب الممتحنين على طريقة التعامل مع المواضيع وتقسيم الوقت، فضلا عن كيفية احترام الإجراءات الوقائية داخل مراكز الإجراء.
ولضمان الاستقرار النفسي للطلبة المترشحين حافظت الوزارة على نفس النظام الخاص بامتحانات شهادة البكالوريا للدورات السابقة، بإدراج موضوعين اختياريين، ومنح المترشحين نصف ساعة إضافية لمراجعة أوراق الإجابة بدقة قبل تسليمها للأساتذة الحراس، وسيجري اليوم مترشحو كافة الشعب الامتحان في مواد اللغة العربية والأدب العربي خلال الفترة الصباحية، والعلوم الإسلامية في الفترة المسائية.
وبحسب ما أعلنت عنه وزارة التربية الوطنية فإن الإعلان عن النتائج سيكون نهاية شهر أكتوبر المقبل، وتم لهذا الغرض تخصيص 18 مركزا لتصحيح أوراق البكالوريا وتجنيد 48 ألف أستاذ في مختلف المواد لإنهاء العملية في الآجال المحددة، علما أن المسؤول الأول عن القطاع طمأن المترشحين بشأن محتوى المواضيع، وقال إنها لن تخرج عن سياق الدروس المقدمة خلال الفصلين الاول والثاني من قبل الأساتذة، دون احتساب الدروس المتعلقة بالفصل الثالث التي بادر أساتذة بتقديمها عبر الخط أو عن طريق القناة العلمية، بغرض ربط الطلبة بالمحيط التربوي والدراسي، استعدادا لاجتياز الامتحانات الرسمية، عقب قرار الوزارة بتوقيف الدراسة ابتداء من تاريخ 12 مارس الماضي بعد انتشار فيروس كورونا.
لطيفة بلحاج