دعا البروفيسور كمال صنهاجي رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي كافة الهيئات الصحية إلى ضرورة منح الوكالة كافة المعطيات الصحية التي تتوفر عليها والتنسيق معها حتى تتمكن من إعداد دراسات فعالة و مدمجة حول السياسة الصحية في البلاد ورفعها لرئيس الجمهورية، واقترح تخصيص مراكز متخصصة للتكفل بمرضى كوفيد 19 عبر كافة جهات الوطن حتى يتسنى توفير اللوجيستيك والدواء لهم و ضمان رعاية أفضل للمصابين ومحاصرة تفشي الفيروس.
في إطار جلسات السماع التي تخصصها لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي الوطني، استمع أعضاء اللجنة أمس لرئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور، كمال صنهاجي، الذي عاد إلى ظروف إنشاء الوكالة ودورها والمهام المنوطة بها، وإلى الوضعية الوبائية في البلاد والخيارات المطروحة لمواجهتها.
وقال صنهاجي بهذا الخصوص إن الوكالة ولدت في خضم الأزمة الصحية التي تعاني منها الجزائر والعالم جراء تفشي جائحة كوفيد 19 وقد تمكنت رغم ذلك من القيام بعدة عمليات تخص المستلزمات الفورية للجائحة اعتمادا على خبرائها.
وبخصوص الحالة الوبائية الحالية قال المتحدث إن هناك مؤشرين اثنين على أننا على أبواب موجة رابعة صعبة ومعقدة، هما المنحى التصاعدي لعدد المصابين الذي يتضاعف، والمؤشر الثاني خطورة الإصابات أي الحالات الحرجة المعقدة، وبرأي المتحدث فإننا نعيش اليوم أزمتين في أزمة واحدة بسبب انتشار متحوّر "أوميكرون" وتواصل انتشار متحوّر دلتا في نفس الوقت.
وأوصى صنهاجي بضرورة التكفل بمرضى كوفيد 19 خارج المستشفيات، أي في مراكز متخصصة ومخصصة لمرضى كورونا فقط في الشرق و الغرب والوسط لعدة أسباب، منها وقف تفشي الفيروس بين الناس لأن علاج المصابين في كامل المستشفيات يساهم في تفشيه بين الناس، وثانيا سهولة توفير اللوجيستيك والأودية ومنها الأوكسجين الذي صنع أزمة كبيرة في الصيف الماضي، وثالثا سهولة توفير الأطقم الطبية وتسهيل عملها حيث يعمل كل طاقم لمدة ثلاثة أشهر ثم يعوض بالكامل بطاقم طبي جديد وشاب كون التجربة أثبتت اليوم أن الطواقم الطبية التي ظلت تشتغل لمدة عامين في كل المستشفيات وصلت إلى مرحلة التعب والإنهاك الجسدي والمعنوي.
وأوضح المتحدث أن الوكالة قامت بدراسة حول هذا المقترح، وعليه فاليوم ونحن على أبواب موجة رابعة يجب إفراغ بعض المستشفيات بشكل كامل وتخصيصها للمصابين بكورونا فقط.
وعبّر صنهاجي في نفس السياق عن افتخار الجزائر بصناعة اللقاح الصيني المضاد لكورونا، مذكرا ببداية الجائحة حيث كانت العديد من الدول لا تستطيع الحصول على اللقاح بمالها، واليوم اعتبر أن الجزائر قد حلت مشكل اللقاح.
صنهاجي الذي دعا المواطنين إلى التلقيح ضد كوفيد 19 تحسر على تلك الحقبة التي كان فيها معهد باستور يصنع العديد من اللقاحات والتي لم تعد اليوم، ودعا إلى الاستفادة من تجارب بعض الدول التي نجحت في وضع نموذج ناجع وفعال لمواجهة الفيروس وكذا إلى تضافر جهود كل القطاعات.
في موضوع متصل انتقد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي احتفاظ بعض الهيئات الصحية بالمعطيات والمعلومات الصحية لديها وعدم منحها للوكالة من أجل استغلالها، وقال إن هناك حوالي 10 إلى 12 هيئة أو مؤسسة صحية تتوفر على معطيات لكن لحد الآن لم تسمح لنا باستغلالها، لذلك فإن الهيئة الصحية عندنا معطلة نوعا ما رغم توفر الإرادة من قبل الدولة وتخصيص ميزانيات كبيرة للقطاع.
واعتبر صنهاجي ذلك بمثابة "خيبة أمل" وقال إن المعطيات التي لا تستغل هي معطيات ميتة في النهاية، وعليه دعا إلى ضرورة إجراء تقاطع وربط بين المعطيات المشتتة والربط بينها، وخلق ما يسمى "الندمجة" بين كل الهيئات الصحية، واعتبر أن وضع كل هذه المعطيات تحت تصرف وكالة الأمن الصحي والتنسيق بين مختلف الهيئات الصحية سيولّد معطيات جديدة تتقاسمها الوكالة مع الجميع، وتسمح بإعداد تقارير بمعطيات علمية ترفع لرئيس الجمهورية ما سيمكنه من اتخاذ قرارات صحيحة مبنية على معطيات عملية تكون في النهاية في صالح المواطن والصحة الوطنية بصورة عامة. إلياس -ب
