أمرت وزارة الصناعة الصيدلانية جميع مؤسسات التصنيع، الاستيراد والتوزيع بتوجيه الأدوية التي تشهد ضغطا، إلى الصيدليات في مدة لا تتجاوز 5 أيام، وحذرت من أنها ستقوم بعمليات تفتيش للتأكد من مدى احترام تنفيذ تعليمتها في الآجال المحددة، وعدم الإبقاء على الأدوية التي يتزايد الطلب عليها مخزنة.
وأشار بيان للوزارة تحوز النصر على نسخة منه، أن التعليمة تأتي في إطار السهر على توفير المواد الصيدلانية، بعد الإخطارات الواردة من أعضاء المرصد الوطني المتعلقة بتذبذب تموين بعض الأدوية لاسيما الأساسية منها.
وقد تم إلزام جميع المؤسسات الصيدلانية للتصنيع، الاستيراد والتوزيع بالجملة بموجب هذه التعليمة، بتوجيه كل الكميات من الأدوية التي تشهد ضغطا والمتوفرة في المخزون إلى الصيدليات في مدة لا تتجاوز 5 أيام.
وتتضمن التعليمة الوزارية إلزام المؤسسات الصيدلانية للتصنيع أو الاستيراد باحترام البرامج التقديرية للإنتاج والتسليم وإبلاغ مديرية اليقظة الاستراتيجية، قبل 3 أشهر، عن أي تغيير في هذه البرامج.
وقررت وزارة الصناعة الصيدلانية، بالمناسبة إجراء عمليات تفتيش، للوقوف على مدى احترام المؤسسات المعنية للإجراءات المنصوص عليها، وذَكرت أن كل شكل من أشكال الممارسات غير القانونية كالمضاربة والاحتكار والبيع المشروط يستوجب العقاب، وفقا للتشريعات والتنظيم ساريي المفعول.
وقد لقيت تعليمة وزارة الصناعة الصيدلانية ترحيبا من طرف النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص ‘’ سنابو’’ باعتبار أنها تهدف للقضاء على ندرة الأدوية، وعلى الاحتكار والمضاربة.
وقال نائب رئيس النقابة، كريم مرغمي، في تصريح للنصر، أن ‘’ سنابو’’، تثمن هذه التعليمة رغم أنها لم تضبط أو تحدد قائمة الأدوية التي يتزايد الطلب عليها، أو التي تشهد بعض الندرة، ما يعني أنها تأمر بطرح كل الأدوية المصنعة محليا أو المستوردة التي تشهد ضغطا كبيرا دون تأخر، وعدم تركها مخزنة، لتلبية الطلب المتزايد عليها للحيلولة دون وقوع أي ندرة فيها.
وبعد أن أشار إلى أن عدد الأدوية النادرة، يتغير من يوم لآخر مبرزا أن مرصد اليقظة هو الوحيد الذي يملك الأرقام بدقة، أعطى المتحدث مثالا بأن ثمة العديد من الأدوية، تتزايد الحاجة لاستعمالها في الفترة الحالية، على غرار الأنسولين وقطرات علاج أمراض العين وأمراض الأذن وبعض القطرات الخاصة بالأمراض العصبية.
وأكد مرغمي بأن الصيادلة الخواص ينتظرون أن تضع التعليمة حدا لبعض الممارسات التي ذكرتها لا سيما المضاربة والاحتكار والبيع المشروط.
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد عرفت خلال السنوات الأخيرة بعض النقص في الأدوية يصل أحيانًا إلى درجة الندرة، خصوصًا تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة، وأدوية الاستعجالات التي إن لم تؤخذ في الوقت المناسب قد ينجر عن ذلك وفاة المريض، مما يجعل المرضى في حالة قلق دائم مضطرين إلى التنقل والبحث في جميع الصيدليات ولمسافات بعيدة، أو الانتظار حتى يتوفر الدواء مع كل ما يحمله ذلك من مخاطر على صحتهم.
وقد دفع ذلك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون شهر أفريل الماضي في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية، للإعلان عن فتح المفتشية العامة لرئاسة الجمهورية لتحقيقات حول ندرة بعض الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، وأعطى بالمناسبة تعليمات باستيراد هذه الأدوية، معتبرا، أن تلك التذبذبات في تموين السوق «غير عادية» إذ أن الإمكانيات المالية – كما قال - متوفرة والمسؤوليات محددة بوضوح بالنسبة لكل طرف.
ع.أسابع