جندت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، الخلايا الجوارية على مستوى الولايات التي مستها الحرائق الأخيرة، لضمان التكفل النفسي بالأطفال الذين عاشوا هول الكارثة، لا سيما المقبلين على الالتحاق بالأقسام، وتقديم الدعم المعنوي لهم وللأسر التي فقدت ذويها ومصدر رزقها.
كشف المكلف بالإعلام بوزارة التضامن الوطني رشيد طواهري في تصريح «للنصر» عن وضع برنامج خاص للتكفل المعنوي والنفسي بالأطفال المتضررين من كارثة الحرائق التي مست عدة مناطق شرقية من الوطن، لا سيما ولايتي الطارف وسوق أهراس، من خلال تجنيد الخلايا الجوارية التابعة للقطاع للقيام بزيارات ميدانية للأسر التي تضررت من الكارثة ماديا ومعنويا.
وتتضمن كل خلية جوارية أخصائيا نفسانيا وطبيبا عاما ومختصا اجتماعيا، يحرصون على التواصل المباشر مع الأسر القاطنة بالمناطق الغابية والجبلية التي طالتها سلسلة الحرائق الأخيرة، من أجل تشخيص حجم الضرر النفسي والمعنوي الذي لحق بها، وتحديد طبيعة العلاج النفسي المناسب لمساعدتها على تجاوز الأزمة.
ويستهدف نشاط الخلايا الجوارية خاصة فئة الأطفال المتمدرسين الذين يستعدون للالتحاق بالأقسام بعد انقضاء العطلة الصيفية، من خلال تنظيم جلسات لتشخيص طبيعة الحالة، فضلا عن التواصل مع العائلات التي عاشت بدورها تفاصيل هذه الكارثة الطبيعية، وتضررت لفقدان أحد أفرادها، أو تكبدت خسائر مادية لا سيما وأن أغلبها تعيش على أنشطة فلاحية بسيطة.
وتهدف العملية التي أطلقتها وزارة التضامن إلى مساعدة الأسر المتضررة على العودة إلى الحياة الطبيعية، واستقبال الدخول المدرسي في أحسن الأحوال، بالموازاة مع الهبة التضامنية التي استهدفت الولايات المعنية، من خلال القوافل الإنسانية القادمة من مختلف أنحاء الوطن، محملة بأطنان من المساعدات الغذائية والأفرشة والأدوية وغيرها.
ومن المزمع أن توسع منحة التمدرس لتخص هذه السنة الأطفال الذين تضرروا من كارثة الحرائق، حسب مصادر من وزارة التربية، وذلك في إطار العملية التضامنية التي تخص الولايات التي طالتها الحرائق، من أجل تخفيف العبء على الأسر التي تستعد للدخول المدرسي في ظل ظروف صعبة، بسبب تداعيات الكارثة التي أفقدت العديد من العائلات مصدر رزقها وجعلتها في خانة المعدمين.
ويتم في هذا السياق وفق مصادر مقربة، ضبط قائمة التلاميذ المعنيين بمنحة التمدرس التي تخص سنويا حوالي 3 ملايين تلميذ، ويتم تحيين القائمة سنويا بناء على تحقيقات اجتماعية تقوم بها المصالح المعنية، للتأكد من طبيعة الوضع الاجتماعي للعائلات التي تتقدم بطلب للاستفادة من هذه المساعدة التي تخصصها الدولة للفئات الهشة في إطار ضمان مبدأ تكافؤ الفرص.
وتساعد هذه المنحة الأسر المعنية بها على تحضير أبنائها للالتحاق بالمؤسسات التعليمية من خلال اقتناء مختلف اللوازم المدرسية، في ظل تداول معلومات حول إمكانية رفع قيمتها إلى أكثر من 5 آلاف دج لمواجهة غلاء أسعار الأدوات المدرسية، التي قفزت إلى مستويات عالية، دفعت بوزارة التجارة إلى الترخيص باستيراد كميات هامة من هذه المستلزمات لتحقيق استقرار السوق.
ويستفيد التلاميذ المعوزون أيضا من مجانية الكتاب المدرسي والإطعام والنقل، وتهدف هذه الإجراءات ذات الطابع الاجتماعي إلى مكافحة التسرب المدرسي، من خلال توفير كل الظروف التي تمكن الطفل من متابعة تعليمه دون الاضطرار إلى التوجه نحو سوق العمل في سن مبكر لضمان لقمة العيش.
وتقوم جمعيات المجتمع المدني من جانبها بدور فعال في إنجاح الدخول المدرسي، عن طريق الحملات التضامنية القائمة على توزيع المحافظ والأدوات والألبسة على الأطفال المعوزين، وإيصالها إلى المناطق النائية والبعيدة، في إطار دعم السياسة الاجتماعية للدولة.
لطيفة بلحاج
