أصدرت مديرية التربية لولاية بومرداس قرارا يقضي بتوقيف مديرة ثانوية ببلدية أولاد موسـى، تحفظيا على إثر توزيع وثيقة «غير مقبولة ولا تمت بصلة للنصوص والتنظيمات المعمول بها».
وأوضح بيان للمديرية، أمس أنه، «عقب نشر وثيقة تابعة لثانوية شكير عيسي ببلدية أولاد موسى والتي تحمل عبارات غير مقبولة ولا تمت بصلة للنصوص والتنظيمات المعمول بها، ونظرا لحساسيتها تم اتخاذ الإجراءات المناسبة بتوقيف مديرة الثانوية توقيفا تحفظيا إلى غاية مثولها أمام مجلس التأديب الولائي وذلك طبقا للقوانين سارية المفعول». وقد اتخذ هذا القرار – حسب ذات المصدر «على مستوى عال»، إثر توزيع هذه الوثيقة التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي و التي لقيت العديد من الردود، لاسيما و أنها تطلب من التلاميذ تحديد الوضعية الاجتماعية لعائلاتهم إن كانت «فقيرة» أو«متوسطة الدخل» أو «غنية».
وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما قامت به إدارة ثانوية شكير عيسى، معتبرين أن تحديد الوضعية الاجتماعية بهذا الشكل غير مقبول في المجتمع الجزائري، الذي لم يكن أبدا ليكرس الطبقية في أوساطه، وأنه لا يسمح بمثل هذه الممارسات التي قد تترتب عنها أبعادا غير محمودة العواقب، التي قد تقود إلى «تفريق بين التلاميذ». واعتبر ملاحظون أن هذه المديرة لم تحسن اختيار بعض كلمات البطاقة، وكان عليها أن تحسب ألف حساب لكل كلمة في الوثائق الإدارية، في مجتمع لا يتسامح بمثل هذه التصنيفات «التفريقية» بين أفراده. وفي هذا الصدد أكدت الخبيرة الاجتماعية أمينة حريش، أن الأسرة التربوية في أي مؤسسة تعليمية كانت، وسواء من الطاقم البيداغوجي أوالطاقم الإداري، عليها أن تتعامل مع المتمدرسين معاملة تساهم في البناء النفسي السليم لهم في كل الأطوار التعليمية الثلاثة، مشددة على ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين المتمدرسين وتجسيد العدالة الاجتماعية فيما بينهم.
كما شددت السيدة حريش في تصريح للنصر على وجوب تفادي استعمال العبارات التي تشعر التلاميذ باللامساواة، وعدم الاكتفاء بالتركيز فقط في المدرسة على الاهتمام بتقييم المهارات والمعلومات العلمية للمتمدرسين، «بل علينا أن ندعمهم بالقيم والمبادئ التي تنص على روح التضامن والتكافل والإحساس بالآخر والعدالة الاجتماعية، والتي يجب على الأسرة التربوية – كما أضافت – أن تزرعها في المتمدرسين باعتبار أن الأستاذ والمسؤول في المؤسسة التربوية، هو القدوة وهو الأب الثاني والأم الثانية». واعتبرت الأخصائية الاجتماعية أن التلفظ بكلمة واحدة قد تساهم في بناء شخصية المتمدرس كما أن التلفظ بكلمة أخرى ممكن أن تكون سببا في تدمير نفسيته، وإشعاره بـ « الدونية »، ما يجعله يفقد ثقته بنفسه، وسيشعر بالاغتراب وعدم الانتماء ولا بالتقدير على أنه مثل أقرانه.
وجددت التأكيد في ذات السياق على أنه على كل أستاذ وكل إداري أن يتعامل مع الأطفال والمراهقين المتمدرسين بحذر، وأن يراعي مشاعرهم ويحفزهم لكي ينشئ أبناءنا تنشئة سليمة.
وحذرت الأستاذة حريش من عواقب التنمر بالتلاميذ أو إعطاء الفرصة بأي طريقة كانت للآخرين للتنمر ببعضهم بعضا على خلفية الانتماء الأسري و اللامساواة وإشعار الآخرين بالعجز من خلال طلب تدوين مهنة الأب أو نوعية المسكن الذي يقيم فيه أو حمله على اقتناء مستلزمات وأدوات مدرسية تفوق قدرة أسرته الشرائية لأنه والحال هذه سيشعر أنه شخصا مختلفا ما يسبب له ضررا نفسيا.
ع.أسابع