أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، أن ترشح الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، يُجسد العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، لتعزيز دور الجزائر في دعم العمل الإفريقي المشترك، تحقيقًا لأهداف السلم والاستقرار والتنمية في القارة. كما يأتي في إطار سعي الجزائر إلى تحسين حوكمة الاتحاد الإفريقي. وتعزيز فعاليته في مواجهة التحديات التي تواجه القارة.
أشرف وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، مساء الاثنين، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على الإطلاق الرسمي لحملة مرشحة الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السفيرة سلمى مليكة حدادي. وتم تنظيم الفعالية، خلال الزيارة الرسمية التي قاما بها الوزير إلى إثيوبيا، من طرف سفارة الجزائر في أديس أبابا. وعرفت حضورًا واسعًا لممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الاتحاد الإفريقي. إلى جانب عدد من كبار مسؤولي المنظمة القارية.
ونقل الوزير بالمناسبة «أحر وخالص تحيات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي يولي أهمية كبيرة لجهودكم ولدور منظمتنا القارية، الاتحاد الإفريقي», مؤكدا أن «الرئيس عبد المجيد تبون وعلى غرار نظرائه رؤساء دول وحكومات البلدان الإفريقية، حريص أيما حرص على مستقبل منظمتنا وملتزم تمام الالتزام بتقديم الجزائر لإسهاماتها في تعزيز أجندتنا الجماعية من أجل السلام والاستقرار والاندماج والازدهار المشترك».
وأكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، في كلمته، أن «ترشيح السفيرة حدادي للانتخابات المقررة شهر فبراير المقبل، أملته العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لإسهام الجزائر في تعزيز العمل الإفريقي المشترك خدمة لتحقيق أهداف السلم والاستقرار والتنمية في القارة».
وأشار عطاف إلى أن «ترشيح الجزائر ليس بحثا عبثيا عن الوجاهة والزعامة» وليس «بحثا عديم الجدوى عن النفوذ» ولا «سعيا وراء الأمجاد», كما أنه «ليس نابعا من رغبة مفاجأة في تسجيل نقاط سياسية». وأضاف وزير الدولة أن ترشيح الجزائر «ينبع من عزيمة قوية ترمي إلى خدمة اتحادنا الإفريقي بكل جد وإخلاص، وإيمانا قويا بأن ترشيحها جاء في سياقه المناسب
بكل ما يكتنفه من تحديات وتطلعات على مستوى الفضاء القاري الجديد، وتأتى من منطلق إحساس داخلي عميق بالواجب الإفريقي الذي نحرص على الوفاء به مع كل الأخوات والإخوة في أفريقيا ممن يتسمون بالالتزام والإيمان والوفاء والنية الحسنة».
كما أشار السيد عطاف, إلى أن هذا الترشيح نابع من العزيمة القوية التي تحذو الجزائر في إضفاء المزيد من النجاعة والفعالية على حوكمة الاتحاد الإفريقي، بما يسمح بمجابهة مختلف التحديات التي تواجه القارة الإفريقية ويكفل تثمين شتى المكاسب التي حققتها في الآونة الأخيرة على أكثر من صعيد، وعلى رأسها الظفر بالعضوية الدائمة للاتحاد الإفريقي بمجموعة العشرين وتكريس مبدأ «الملكية الإفريقية» لعمليات بناء وحفظ السلام في القارة وقبول أعضاء المجموعة الدولية المتزايد بمشروعية المطالب المتعلقة برفع الظلم التاريخي المسلط على إفريقيا بمجلس الأمن الأممي, وكذا التعاطي الإيجابي مع نداءات تمكين البلدان الإفريقية من تمثيل عادل بالمنظمات المالية والبنكية الدولية».
الـعالم بحـاجة ماســة إلى قدر كبـير من الحكـمة والبصيــرة
ولفت الوزير عطاف، إلى أنه «بعد شهرين من الآن، ستتاح الفرصة للدول الأعضاء في منظمتنا لانتخاب قيادة جديدة لمفوضية الاتحاد الأفريقي», مشيرا إلى أن هذه العملية قد تبدو «مهمة عادية أو بسيطة، على اعتبار أننا قد مررنا بنفس الممارسة خمس مرات على الأقل منذ الانتقال من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي وما لا يقل عن خمسة عشر مرة منذ إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963».
وبغض النظر عن هذا السجل الحافل - يقول السيد عطاف- «فإننا نعتقد جازمين أن الانتخابات القادمة ليست بالانتخابات العادية على الإطلاق», لأن، كما قال، «الأوقات التي نعيشها ليست أوقاتا عادية. فهي أوقات أزمة معقدة وأوقات اضطراب عميق والأكثر وضوحا أنها أوقات من عدم اليقين في جميع أنحاء العالم».
وأضاف الوزير قائلا إنه «من الواضح أن العالم بحاجة ماسة إلى قدر كبير من الحكمة السياسية والبصيرة الاستراتيجية وهما قيمتان لطالما ميزتا العائلة الأفريقية», معربا عن تطلع الجزائر إلى أن «تلعب منظمتنا القارية، الاتحاد الأفريقي، دورا بارزا في معالجة هذا الوضع العالمي المؤسف، مع المرافعة عن القواعد والمبادئ التي تشكل الأساس المتين للنظام الدولي المعاصر» ومشددا على حاجة «ماسة ومستعجلة» إلى إسماع صوت المنظمة وضمان مساهمتها بشكل نشط وحيوي.
ومن هذا المنظور - يقول وزير الدولة - «قررت الحكومة الجزائرية أن تتقدم رسميا بترشيح واحدة من أكثر بناتها نزاهة وكفاءة من حيث الانتماء الإفريقي، لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في شخص السفيرة سلمى مليكة حدادي», مبرزا أن الأخيرة التي عينت مؤخرا سفيرة لدى إثيوبيا وممثلة دائمة لدى الاتحاد الأفريقي ولدى لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، «هي خبيرة قانونية متمكنة ودبلوماسية محنكة».
وأضاف في ذات السياق، أن خبرتها الكبيرة والغنية في الشؤون الإفريقية والدولية تتجلى من خلال تجربتها القيمة والثرية في مختلف المناصب التي شغلتها سواء في الجزائر كمديرة عامة للشؤون الإفريقية، أو في مختلف البعثات الدبلوماسية في إفريقيا، بما في ذلك في كينيا وأديس أبابا وكذلك في مراكز دبلوماسية أخرى متعددة الأطراف، مثل مكتب الأمم المتحدة بجنيف.
وطمأن السيد عطاف بأن السفيرة حدادي لن تدخر جهدا، في حال انتخابها، لضمان أن تسير مفوضية منظمتنا القارية وفق أنجع معايير المناجمنت من حيث الموارد البشرية والمالية وأنها «ستجلب للمفوضية الطاقة الضرورية والديناميكية المطلوبة والكفاءة المنشودة لإدارة أكثر نجاعة وفعالية بغية إطلاق العنان للإمكانات الهائلة لإفريقيا التي نريدها وإفريقيا التي نعتز بها
وقد شكل تنظيم هذه الفعالية فرصة سانحة للسفيرة سلمى مليكة حدادي من أجل إطلاع ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة القارية على أهم محاور برنامجها ومختلف عناصر رؤيتها الطموحة لمستقبل التسيير المالي والإداري لمفوضية الاتحاد الإفريقي، وفقا لأنجع معايير المناجمنت، مرتكزة في ذلك على كل ما تتمتع به من تجربة دبلوماسية ثرية ومعرفة واسعة بالشؤون الإفريقية.
ع سمير