الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

المخرج محمد الدراجي يبقي الأمل في عراق أفضل


  عندما تتغـلب الإنـسانية على " رحلـة"  فتـاة إنتحارية
 قال المخرج محمد الدراجي الذي يعود لمهرجان وهران هذا العام برحلة أخرى من رحلاته السينمائية، وهي محطة من محطات الحياة في العراق الجريح الذي يعاني اليوم مثل بعض الدول العربية من إنتشار الإنتحاريين خاصة وسط العنصر النسوي، وأوضح المخرج أنه شخصيا سبق له وأن صادف حالات لفتيات مستعدات لتنفيذ عمليات إنتحارية بخلفيات متفاوتة.
وأكد المخرج العراقي محمد الدراجي على هامش عرض الفيلم، أن العمل إستغرق منه 7 سنوات بالنظر للظروف التي تم في كنفها إنجاز الفيلم، مبرزا أن الفيلم هو عمله السينمائي الثاني وأن أغلب الممثلين كانت تجربتهم الأولى في التمثيل. وفي رده على أسئلة الصحافة على هامش عرض الفيلم أول أمس، قال الدراجي أنه إستوحى قصة الفيلم من وقائع حقيقية عايشها، والبداية كانت سنة 2008، عند تصوير فيلمه الثاني «ابن بابل»، حيث إطلع في الجريدة على مقال مرفوق بصورة لفتاة عراقية عمرها 17 سنة ورجل الشرطة العراقية يمزق ملابسها ويقوم بتوقيف مفعول الحزام الناسف الذي كانت ترتديه، وبناءا على هذا جاءت فكرة الفتاة سارة وفكرة الحزام الناسف والعمليات الإنتحارية التي قال أنها بدأت بالعراق منذ 2006 وقامت بها سيدة بلجيكية الأصل متزوجة من مغربي، جاءت للعراق وقتلت 65 شخصا في العملية التي نفذتها، وكانت سارة في الفيلم تحمل حزاما ناسفا وتنتظر أوامر التفجير في محطة القطار، المحطة التي تزاوج فيها الأمل بالألم من خلال بعض الحالات التي ركز عليها المخرج خاصة حياة الأطفال المتشردين الذين قتل أولياؤهم في الحرب فلم يجدوا سوى الشارع وإمتهان أي عمل يكسبهم قوت يومهم من بيع الورود إلى مسح الأحذية وبيع السجائر وغيرها، كما عرج على حالات إجتماعية أخرى منها العلاقات غير الشرعية بين عراقيات وجنود أمريكيين وإنجاب أطفال ضحايا المأساة، وغيرها من الصور التي أنتجتها الحرب، وأضاف الدراجي أنه لم يفضل العودة لماضي الشخصيات كي يفسر ما يقومون به اليوم، لأن المهم هو الوضع الحالي في العراق الذي يتخبط مرة أخرى في أزمة الإنتحاريين الذين ليسوا بالضرورة عراقيين مثلما أفاد بل من جنسيات مختلفة أوروبية أساسا.
 وبالتالي التركيز على إمكانية توقيف الزمن وإحداث نقطة التحول وزرع الأمل وكانت في الفيلم من خلال الطفل البريئ الذي وجدت صارة نفسها تحمله مضطرة في البداية ثم محبة له، والشاب سلام الذي رافقها في رحلتها رغم إختلافه الكبيرة مع كل ما تطرحه إلى جانب إحساس الأنوثة الذي شعرت به في لحظة ما وعمق حبها للوطن، هي بعض الركائز المتوخاة من «الرحلة»، موضحا أيضا أن ظهور الجنود الأمريكيين في الفيلم كان الهدف منه هو تجريد بعض الشخصيات من الصور النمطية الموجودة في الأذهان، فصحيح وفق الدراجي أن الجنود الأمريكيين كانوا يتعاملون مع العراقيين بقسوة كبيرة جدا، ولكن كان لديه جانب إنساني ويظهر هذا في لقطة القائد الأمريكي الذي يتحدث مع زوجته عبر الهاتف، عن الحب والحياة ويغني لإبنته الصغيرة التي تركها في بلده.
 وكشف المخرج أن هذا الأمر عايشه هو شخصيا مع بطل الفيلم أمير، عندما تم إعتقالهم سنة 2004، وأنه في مدة 7 أيام التي قبعوا فيها في السجن، كان الجندي الأمريكي أشد قسوة عليهما في الأيام الأولى، ثم تغير في تعامله معهم وهذا بعد تعرفه عليهما وتبادل النقاش، ومن هنا يقول المخرج إكتشفنا نحن أيضا إنسانية هذا الجندي.
 وبخصوص حلقة المديح الصوفي التي كانت نقطة التحول في حياة سارة من إنتحارية إلى فتاة إيجابية محبة لوطنها، فسر المخرج ذلك بالتأكيد على دور الصوفية في المجتمع من خلال نشر تعاليم الإسلام التي لا تدعو للعنف والقتل وتقرب الإنسان من ربه، عكس الوهابية وغيرها من النحل، وشدد على ان المرأة في زمن الحرب هي ضحية لكل التجاذبات.
وبهذا حاول المخرج من خلال فيلمه حسبما صرح، إبراز مسارات رحلة البحث عن الحياة والإكتشاف، وتجارب الإنسان وسط المصاعب التي تعترضه.
بن ودان خيرة 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com